السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إحصائية أوروبية: مصر من أكثر الدول انتشارا لـ"الحشيش".. صندوق مكافحة الإدمان يضع "الفن" في قفص الاتهام.. نقاد: المخدرات موجودة قبل السينما والظروف الاقتصادية والاجتماعية سبب مجهول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت الإحصائية التي أصدرتها إحدى الوكالات الأوروبية عن إن مصر من أكثر الدول انتشارا لمخدر الحشيش، الأمر الذي دفع البعض إلى وضع صناع السينما في قفص الاتهام بسبب الأعمال الفنية التي قدمت عبر التاريخ وأسهمت بشكل كبير في استشراء الظاهرة وتغييب عقول المشاهد بحسب تعبيرهم.
مقارنات بين الأفلام القديمة والحديثة تطرح تساؤلات عدة... من المسئول؟ وهل الأعمال الفنية دقت جرس الإنذار وساهم في نشر الوعي والتنبؤ بخطر المخدرات؟ وكيف واجهت تلك الظاهرة ؟ البوابة نيوز تجيب عن كل هذه التساؤلات في التقرير التالي.
في البداية نستعرض أهم الأفلام التي لعبت دورا بارزا في طرح هذه القضية من خلال أعمالهم سواء السينمائية أو الدرامية، وساهمت في نشر الوعي والتنبؤ بخطرها:

فيلم "مملكة الهلوسة" 
تدور أحداث الفيلم حول المعلم قدورة (حسن عابدين) تاجر المخدرات الكبير بالإسكندرية والذي يحاول الضابط كامل (محمود عبد العزيز) المكلف بمتابعة قضيته ضبطه متلبسًا بجريمته، ويحاول أن يجند الأخوين مرسي وحسنين (حسين فهمي وسعيد صالح) اللذين يعملان في الميناء في نقل البضائع لمساعدته في الإيقاع به بطولة محمود عبدالعزيز ماجدة الخطيب حسين فهمي سعيد صالح حسن عابدين أحمد بدير وإخراج محمد عبد العزيز.

فيلم "المدمن"
تموت إيمان زوجة خالد وابنه فى حادث سيارة أثناء سفرهما معه على الطريق الصحراوى، بينما ينجو الزوج. يعمل خالد مهندسا فى ورشة للسيارات التى يمتلكها، كان قد ترك دراسته بكلية الطب لولعه بالميكانيكا، يدخل خالد المستشفى لفترة طويلة، ثم يشعر أنه المسئول عن فقد أسرته لإهماله فى القيادة ويدمن حقن المورفين التى تعود عليها أثناء العلاج، يدخل مستشفى الدكتور أحمد الذى تربطه به صداقة قديمة، تتولى ابنة الدكتور أحمد الدكتورة ليلى علاجه، لكنه يهرب من المستشفى ويذهب إلى أحد الأوكار التى يتعاطى بها الحقن، إلا أن الدكتور ليلى تتمكن من إعادته إلى المستشفى وتتصاعد الأحداث نجوى إبراهيم أحمد زكي عادل أدهم ليلى طاهر مشيرة إسماعيل إيهاب نافع إخراج يوسف فرنسيس.

فيلم "النمر والأنثى"
في هذا الفيلم يلعب عادل إمام دور ضابط شرطة يكافح عصابة مخدرات ويتم تكليف الضابط وحيد (عادل إمام) بالتنكر والدخول وسط عصابة أكبر تجار المخدرات عبده القماش (أنور إسماعيل) لكي يقبض عليه متلبسا، يتوصل بتحرياته إلى أن ابنته ياسمين مختفية منذ زمن طويل يتفق وحيد مع فتاة الليل التائبة نعيمة (آثار الحكيم) التي تشبه ياسمين على انتحال شخصيتها وتوهم القماش أن وحيد زوجها ومعها ابنها تامر (ماهر عصام) يصدق القماش الأمر في البداية، إلا أن شقيقته عدلات (عايدة عبد العزيز) تشك في الأمر منذ البداية إلى أن تكشف للقماش الأمر يقرر القماش الانتقام من وحيد ونعيمة فيدسون المخدرات لوحيد في القهوة إلى أن يصبح مدمنا من بطولة عادل إمام وآثار الحكيم، تأليف إبراهيم الموجي وإخراج سمير سيف.

فيلم "الكيف"
بعد فشل جمال (محمود عبدالعزيز) في الدراسة يقرر العمل كمطرب في فرقة شعبية لإحياء الأفراح. يحاول شقيقه الكيميائي صلاح إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش تم تصنيعها في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش للحفاظ على صحتهم. يعرض جمال القطعة المصنعة على أحد تجار المخدرات فيقوم التاجر بدوره بتوصيلها إلى رئيس العصابة الذي تعجبه هذه التركيبة.
ويقرر أن يضيف إليها نسبة من مادة مخدرة تطرح التركيبة في السوق وتنال استحسان زبائن المخدرات، فيطلب رئيس العصابة من جمال أن يوفر له الكميات المطلوبة لسد حاجة السوق وينجح في إقناعه بضرورة استغلال الموقف لاسيما أن التركيبة لا تقدم لمتعاطيها أكثر من وهم الكيف. يكتشف صلاح ما قامت به العصابة من خلط تركيبته بالمادة المخدرة، فيصمم على التوقف عن إمداد العصابة بالكميات المطلوبة ولكن يكتشف صلاح وجمال حينها أنهم دخلوا عش الدبابير. " بطولة الفنان محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى ونورا ونور وجميل راتب إخراج علي عبد الخالق.

فيلم "شبكة الموت"
بطولة الفنانة نادية الجندى وفاروق الفيشاوى ونبيل الحلفاوى، ويبدأ الفيلم يتزعم بسيونى عصابة لتهريب المخدرات من اليونان لداخل مصر بعد استقراره فى أثينا، وتسعى قوى الأمن المصرى للقبض عليه عند وصوله إلى القاهرة.


فيلم "أوقات فراغ "
مجموعة من الشباب منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم المتحرر ومنهم المتدين، وجميعهم يعيشون حياة مليئة بالاضطراب وتناول الحشيش والمخدرات، والتأرجح ما بين اتخاذ قرار وتنفيذه ثم إلغاؤه بسرعة البرق، وتبدأ الأحداث وجميعهم في الملاهي وتنتهي وهم في نفس المكان وما بين البداية والنهاية يحاول هؤلاء الشباب تحقيق أحلامهم لكن يعوقهم التردد وأشياء إخرى كثيرة. بطولة راندا البحيري أحمد حاتم ومجموعة من النجوم إخراج محمد مصطفى. 

صندوق مكافحة الإدمان
يقول الدكتور "عمرو عثمان" رئيس صندوق مكافحة الإدمان: سمعت عن تلك الإحصائية وقمت بقراءتها كثيرا عبر السوشايل ميديا واندهشت للغاية منها وأعتقد إنها غير صحيحة بنسبة مائة في المائة وأتساءل كيف تم توصلوا إلى إحصائية كهذه ومن مصدرهم؟
وأشار عثمان إلى أن الحشيش بالطبع تجارة غير مشروعة فليس من السهل تجميع نسب تعاطي الاشخاص له واستهلاك كل دولة ومقارنتها بالأخرى وأري أنه قد يكون معيارهم في هذه الإحصائية هو كمية المضبوطات وهذه لن تكون معبره أو معيار نقيس عليه شيئا صحيحا لأن كثرة المضبوطات ليست دليلا للتعبير عن الاستهلاك.
وتابع رئيس مكافحة الإدمان بالنسبة في مصر فأنا أجزم أن لدينا مشكلة تعاطى يعانى منها المجتمع المصري بشكل كبير وبالتأكيد أن الحشيش من أكثر المواد المخدرة التي يقبل عليها الشباب والشابات في المجتمع المصري وأن النسبة تحديدا هى 58% نسبة متعاطي الحشيش من إجمالي المترددين لعام 2018.
وأكد أن الأعمال الفنية سواء الدراما أو السينما قد ساهمت بشكل كبير في انتشار الظاهرة واستخدام كثيرين للمواد المخدرة.

نقاد يدافعون

يقول الناقد الكبير طارق الشناوي: ليس صحيحا أن نضع الفن في قفص الاتهام دائما طوال الوقت دون فهم أو وعي لافتا إلى أن مصر من اكثر دول العالم في الدخول علي المواقع الإباحبة وسبقتنا فقط افغانستان فمن الخطا ان نحمل الدراما كل موبقات المجتمع كي نهرب من عدم مواجهة الأخطار.

ورأى الناقد أن المخدرات يقبل عليها المصريون بكثرة قبل ظهور السينما حتى ان هناك مقولة شهيرة "مفيش حشيش وبقشش" وأيضا الثقافة المصرية الدينية تتيح الحشيش وتحرم الخمور ويرددون المصريون دائما بالمعنى الدارج "إذا كان حلال ادينا بنشربه حرام ادينا بنحرقه"، فأين الفن من كل ذلك وأكد ففي النهاية أقول لهؤلاء "واجهوا الحقيقة بدلا من أن تواجههوا الدراما".

من جانبها، يقول الناقدة ماجدة موريس: بالنسبه لي قد قمت بقراءة تلك الأحصائية في اكثر من مكان وأري أن تعاطي الحشيش والمخدرات ليس جديدا من نوعها على مصر أو علي باقي الدول المجاورة، وأرى أن بعض من الدول الأوروبية يغالون علينا ويتحايلون لإنهم لا يريدون مصر تصبح أفضل منهم لكن بالنسبه الأراء التي تهاجم الفن وصناعه ويقولون أن الأعمال الفنية هي التي ساهمت في انتشار الظاهرة بالتأكيد هم خاطئون بنسبه مائه في المائه لأن كتاب الفن دائما وأبدا يقومون بالتصدي لأي ظاهرة ويقفون أمامها بل يحاكون الواقع بطريقة أسهل بكثير مما نراه في واقعنا الحقيقي والنقطة الفاصلة هي حرفية الكاتب لأخر وتناوله للظاهرة سواء للإدمان أو غيره.

وأوضحت موريس أن هناك فرقا بين عمل سينمائي يقدم ساعة فقط أو ساعة ونصف أما في الدراما علي مدار 30 حلقة بل وأكثر مما يجعل كتاب الدراما علي وعي أكثر وتركيز للقضية التى يتم تناولها وأكدت أن الأمر يحتاج إلي حوار مجتمعي مكتمل مع كافه الأطراف وشحن الوعي لدينا فالواقع أفظع بكثير وأقل مما يقدم علي الشاشة لذلك أطالب الجميع بالأنتباه وعدم تحميل الفن أكثر من ذلك.

وتضيف الناقدة ماجدة خير الله: "أنا ضد الآراء التي تشن هجوما على صناع الفن بأنه سبب انتشار الظاهرة وليس لها أي معنى بالنسبة لي وتابعت من الممكن أن تكون مصر من الدول التي بها نسبه مخدرات وفي ذات الوقت هناك إحصائيات تؤكد أنها أكثر استخداما للمواقع الإباحية فأتساءل هل الفن هو الذي ساعد ذلك أو قام بعرض أفلام تتيح بذلك بالتأكيد لا فأشارت فليس من الصحيح دفع كل شىء علي الفن.
وأكدت أن هناك خللا ولم يبحث أحد عن المشكلة الأصلية التى تكمن في في الظروف الاقتصادية المرتبكة او السياسية والإجتماعية الصعبة ونقص الرزق يتسبب في جعل كثيرون إلي الهروب من الواقع وتغيب عقولهم بتعاطي المخدرات بأنواعها فالأمر نفسي بحت وليس فنينا.
وأشارت إلى الفن دائما يحمل رسالة وينبه علي الخير واشهر ما قدم علي الأفيون الفنان الكوميدى الشهير حسن فايق وقدم مونولوج مشهور حب الأفيون جعلنى مجنون وايضا من اشهر الافلام التى تناولت تعاطى المخدرات فيلم العار الذي حمل رسالة واسعة المدى بعد أتحاد الأخوه حول المخدرات والمال نهاية الفيلم كانت مأوسية للمعاطي وتغيب عقولهم وضاعت أموالهم فالفن دائما وأبدا كان ومازال يدق ناقوس الخطر علي كل موبيقات المجتمع ويقوم بالتحذير إلي حد التهويل وكل الاراء التى تضع الفن في قفص الاتهام فهو تجني علي الفن وعدم فهم لحقيقة الرسالة لافته أقول لهؤلاء الاشخاص هناك رقابة ومن المحال أن تجيز أي عمل فني يساعد علي دمار المجتمع وفي النهاية هذه الآراء هي وسيلة للهروب من مواجهة الواقع فقط لا غير.

خبراء نفسيون واجتماعيون
يقول الدكتور جمال فريوز أستاذ الطب النفسي، دون الشك الفن والإعلام المتسبب الرئيسي لأنتشار الظاهرة وأوضح من خلال الأعمال السينمائية والدرامية التي تؤكد طوال الوقت علي استخدام الشاباب والشابات للمواد المخدرة وأصبح الأن البطل المدمن هو الجان أمام الكاميرا وأتساءل هل هذا يعقل؟
وتابع: للأسف الشديد هناك كثير من الأفلام والمسلسلات قدمت عن تناول المواد المخدرة وكانت تبالغ من تقديم صورة المدمن ووقائع الإدمان ذاته وإظهار التأثير اللحظي على المدمن خلال الفترة التي يعالج فيها وأشار على سبيل المثال يرسمون في السيناريو الشاب الذي يتعاطى المخدرات وهو الجانب الذي أغلب الفتيات يلهثون ورائه وفي نهاية الفيلم يموت أو يتم القبض عليه وهذا بالطبع خطأ كبير لأن لا يفرق مع الجمهور اللقطة الأخيرة بقدر طوال أحداث الفيلم لأن تلك المشاهد تؤثر على فئة المراهقين الشاب الشقي والمحبوب ويقومون بعد ذلك بتقليدهم وشدد علي أنه لا بد على الإعلام والفن أن يصدر دائما سلبيات الإدمان والتركيز على العقوبة وإذ خالف أحد يأخذ يعاقب وهذا يترك رسالة في نفوس الجميع وهذا بالطبع يبعث رسالة إنتاجية عملية.

تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والاجتماعى، أنا ضد اللهث وراء الإحصائيات فأنا لا أثق فيها نهائيا لأن ليس أكثرها خداعا وأكدت أن الحشيش مقنن في هولندا وغيرها من الدول الأوروبية وأتساءل ما الدليل على تلك الإحصائية؟
وتابعت أما بالنسبة الفن بكل تأكيد لعب دور في غاية في السوء والضرر في نشر المخدرات وهدم القيم الاجتماعية وهي بالفعل أحد العوامل التي أسهمت في انتشار الظاهرة، وشددت لابد على المنتجين أن ينتبهوا جيدا لتلك القضية وإنتاج أعمال تعطي رسالة وليس العكس.