السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الشيخ أحمد صابر يكتب: رسالة المسيح بين الأديان وبني الإنسان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أولًا أتحدث بقلبى لا بقلمى بصفتى قبطيًا وطنًا ومسلمًا ديانة أعترف بالآخر وأقبله وأحترمه وأشاركه كل شيء بصفتنا أخوة وإن اختلفت العقائد فلا خلاف فى للإنسانية واللحمة الوطنية، وهذه هى كانت أخلاق رسول الله محمد (ص)، والآن فعن من أتحدث عن أمير الحب والسلام والذى خطاب العالم كله بكلمة السلام لكم بلا تميز أو تفرقة عنصرية فى العالم كله يفهم عمق معانى هذه الكلمة من شخصية كانت معجزة فريدة خالدة غيرت مصار العالم كله من إلي؟! لهذا هو حى بها فى أعالى السماء إنه يا سادة روح من الله وكلمة الله التى ألقاها إلى مريم العذراء البتول الطاهرة النقية بنت الأطهار المصطفين الأخيار خير نساء العالمين على الإطلاق وذلك فى التوراة والإنجيل والقرآن كان المسيح عيسى،عليه السلام، معجزة فى ميلاده وطفولته وحياته ورسالته وصعوده إلى السماء، وعندما يعود فسيكون معجزة فى عودته؟!
ثانيًا هل كان المسيح صاحب رسالة خاصة لطائفة دون أخرى؟! انظروا إلى كلامه وأفعاله مع الجميع ومعجزاته التى أبهرت العالم فى حياته وبعد صعوده وأنتم تعرفون وتفهمون بالعقل الذى ميزكم الله به وأوهبه إياكم إنه حى فى السماء وفى الأرض برسالته، وهذا ما قد أقرت به جميع الأديان السماوية بما فيهم المسحية والإسلام بنص الإنجيل والقرآن فهل يستطيع أحد أين كان هو أن يقول فى شأنه حرف واحد أبدًا قط حتى حاكم أورشليم شهد له أنه ليس به عيب أو علة وتبرئ من أذاه، وقال إنه الصالح الذى لم يرتكب ذنبًا ولم يفعل خطيئة قط.
ثالثًا أتحدث عن المسيح كصاحب رسالة محبة وعلم وإيمان وعمل صالح نافع للإنسانية المسيح رحلة حب وعطاء هدفها الحياة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانيها السامية وأقسم بالله وأنا أكتب وكأننى أراه وأشعر بحضوره لقد قرأت كثيرًا جدًا عن المسيح فى المسيحية فوجدت عجبًا فى عظيم علم المعالة وعمق كلامه وسحر جمال بيانه فى الماضى والحاضر والمستقبل وإعجازه فى تنبؤاته وهو فى مهده وحتى يومنا هذا، وكأنه يعيش معنى فى هذا العصر والأعجب من العجب هو أننى وجدت نفس الشيء فى القرآن وفى تعاليم الإسلام ولنضرب أمثلة فى عجالة سريعة بإيجاز غير مخل قطرات من فيض نهر نيل حبه وعطائه وسماحة رسالته تخيل معى أخى الكريم بحاسة القلب الرقيق شفاف الإحساس بالناس سواء كانت أو كانت هؤلاء الناس وبعمق تواضعه وتحمله العذاب والاضطهاد من أجل إكمال الرسالة أقسم بالله إننى لخجول من نفسى، وأنا أكتب عنه بل إن الكلام يهرب من فوق اللسان، ويعجز العقل حين ما يفكر فى الكتابة عن المسيح أخى القارئ لقد قال المعلم أعطنى قلبك لماذا لأن الذى يخرج من القلب يصل إلى القلب مباشرة، فالمتكلم كالحالب والسامع كالشارب فعندما يقول مثلًا أحبوا أعداءهم هل فهمنى عمق معانى هذه الكلمة لماذا لأنه قال أيضًا فى موضع آخر عدو الإنسان أهل بيته؟! وهذا ما أقر به القرآن قال إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم إذا كان كل كلمة لها أبعاد أخرى وأسمى من تصورنا المحدود فأولًا ما هى العداوة وما نوعها وما قدرها وما أسبابها ومن هنا نتعلم تحت أى مقياس وزمن ومواقف مختلفة وأشخاص متنوعة نقيس ونفهم تفسير معنى كلمة أحبوا أعداءهم فإن كان من أعداء الإنسان أهل بيته إذن فيجب على الإنسان أن يسامح أهل بيته تحت أى خلاف مطروح للنقاش، ويعالج، وعليه أن يحبهم لقداسة ما بينهم من مكانة خاصة بكلمات الله وفطرة شريعته، لأنها من السنن الكونية وبهذا يكون المسيح يريد تأسيس أمة مبنية على الحب والسلام والتسامح تبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم المجتمع لهذا كنت ألاحظ فى حضورى إكليل إخوتى المسيحيين أن العروسين يتوجهان إلى الهيكل، ويعطيان ظهريهما للناس حتى وإن كانوا الأهل أى أنهما أصبحا اثنين فى واحد، ولن يستطيع أى إنسان أن يفرق بينهما حتى ولو بالسحر، وهذا ما قد أقر به القرآن قائلًا: «وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله»، ولِمَ لا وقد يرى الرجل من زوجته ما تعجز عيله الأم والأخت والابنة والزوجة ترى من زوجها ما يعجز عليه الأب والأخ والابن فإن كان من الأهل عدو فكيف لا أحبه وهكذا إذن ففى الأديان المشكلة ليس فى النصوص بل المشكلة فى الفهم الخاطئ للنصوص وتوظيفها لا من أجل الأديان السماوية السمحة المعتدلة ولكن هى من أجل البحث عن الذات وتصفية الحسابات وتنفيذ أجندات خارجية وداخلية مدفوعة الأجر، وهذا ما حذر منه الكثير والكثير من الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم أمير السلام المسيح، عليه السلام، وللحديث بقية عن أقوال المسيح وأفعاله ورسالاته الخالدة وإلى اللقاء إن شاء الله إن قدر لنا البقاء واللقاء.