الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد الماغوط.. الورقة الأخيرة

محمد الماغوط
محمد الماغوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل اسم الشاعر السوري محمد الماغوط كواحد من أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، فالرجل امتلأت نصوصه بحب الوطن والثورة وانتقاد سلبيات الأنظمة العربية. 
وكتب الماغوط عن الغربة، ولا سيما الاغتراب داخل الوطن، وكان ذلك محطة أساسية في شعره ممتلئة بالمفردات الثرية، كما كتب الخاطرة، وقصيدة النثر، والرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التليفزيوني والفيلم السينمائي، وامتاز أسلوبه بالبساطة وبميله إلى الحزن.
ونشأ الماغوط في عائلة شديدة الفقر، وكان أبوه فلاحا بسيطا، وعمل أجيرا في أراضى الآخرين طوال حياته. 
وبدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان "غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية، بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية في الجيش، حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال" التي نُشِرَت في مجلة الجندي وكان ينشر فيها أدونيس وخالدة سعيد وسليمان عواد.
وشكّل اغتيال عدنان المالكي في سوريا عام 1955 نقطة تحول في حياة الماغوط، حيث اتُهِمَ الحزب القومي السوري الذي ينتمي إليه الماغوط باغتياله في ذلك الوقت، ولوحق أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وحُبس في سجن المزة، وخلف القضبان بدأت حياته الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر أدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة.
وخلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر كان الماغوط مطلوبًا في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينيات، ودخول لبنان بطريقة غير شرعية سيرًا على الأقدام، وهناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر" حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال؛ وفي السبعينيات عمل في دمشق رئيسًا لتحرير مجلة "الشرطة" حيث نشر كثيرًا من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان "الورقة الأخيرة" وفي هذه الفترة بحث عن وسائل تعبير أخرى، وأشكال من الكتابة قد تكون أوضح أو أكثر حدة، فكانت مسرحياته المتوالية "ضيعة تشرين"، "غربة"، وفيها أراد الماغوط الكتابة إلى العامة، فاستبطن وجدان وأحزان الإنسان العربي، وزاوج بين العنصر التجريبي والشعبي في كتابة كوميديات ساخرة وباكية في آن معا؛ ومن أشهر كتاباته "البدوي الأحمر" الذي يتناول فيه آلام الغربة والوحدة، وتسليط الأدب على معاناة الحياة لاستئصال آفات الزمن ومحاولة معرفة جذور المأساة الإنسانية.
بعد ظهر الاثنين 3 أبريل من العام 2006 أسدل القدر ستاره، ورحل الماغوط عن عمر يناهز 72 عامًا وذلك بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركا تراثا شعريا ومسرحيا أدبيا عظيما.