السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"العذراء المرضعة".. أيقونة حلبية تصور أمومة مريم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«العذراء المرضعة».. أحد أهم أيقونات المدرسة الحلبية التى نشأت فى أوائل القرن السابع عشر فى حلب، على يد القس يوسف، الذى ورثها فيما بعد لأبنائه وأحفاده، لتملأ أيقوناتهم عدة كنائس فى سوريا ولبنان ومصر.
قام الحفيد «حنانيا» برسم أيقونة العذراء المرضعة، وتم وضعها فى كنيسة رقاد السيدة بحلب، وكان «حنانيا» الذى ورث هذا الفن عن أبيه وجده الأغزر إنتاجًا والأكثر تحررًا وأيقوناته منتشرة فى كثير من الكنائس.
أهم إبداعاته أيقونة العذراء سيدة الملائكة حاملة الوردة، وأيقونة يسوع رئيس الكهنة، إضافة لأيقونات أخرى من بينها أيقونة للنبى إيليا، وأيقونات الصعود والتجلى والختن، وأيقونة العذراء المرضعة، وهى من الأيقونات المميزة للمدرسة الحلبية أيضًا.
المدرسة الحلبية لرسم الأيقونات نشأت فى عام 1612، عندما سافر المطران ملاتيوس كرمة إلى حلب، والذى ينسب له نهضة شاملة فى كافة المجلات، ومن بينها نهضة فنية بدأت على يد صديق له هو رسام الأيقونات ملاتيوس الصاقزى الذى علّم مجموعة من الشباب فى حلب فن رسم الأيقونة، ونبغ من بينهم واحد هو يوسف المصور، فى أوائل القرن السابع عشر، ويعتبر القس يوسف المؤسس الأول للمدرسة الحلبية.
نبغ القس يوسف المصوّر فى رسم الأيقونات مدخلًا فيها الطابع الشرقى المميز، فإنه ظل رغم ذلك متمسكًا بالنهج البيزنطى للأيقونة، ومن أهم أيقوناته فى كنيسة رقاد السيدة فى حى الجديدة بحلب أيقونة القديس سمعان العمودى الصغير العجائبى، الذى عاش فى منطقة جبل سمعان قرب أنطاكية يظهر فيها القديس على عموده يحيط به مشاهد من العجائب التى أجراها، قد انتشر إنتاجه الفنى فى كل كنائس الكرسى الانطاكى.
أورث القس يوسف هذا الفن لابنه القس نعمه الله، وكانت لهما أيقونة مشتركة هى أيقونة الدينونة فى كنيسة الأربعين شهيد للأرمن الأرثوذكس،تحرر القس نعمة الله قليلًا من الخط الصارم فى الرسم، والذى تميز به والده مع المحافظة على الأسلوب والموضوع البيزنطى كان إنتاجه غزيرًا ويعد أبرز رسامى هذه المدرسة.
من أشهر أيقوناته أيقونة العذراء المرشدة (القائدة) التى تعتبر تحفة الأيقونة الحلبية يظهر فيها الإبداع من خلال وجه يسوع وإبراز ملامح الطفل والرجل فى أن واحد وكذلك ملامح الجمال الشرقى فى وجه السيدة العذراء، للقس نعمة الله الكثير من الأيقونات فى كنيسة السيدة فى كنائس أخرى، من بينها أيقونة مشتركه مع ابنه حنانيا، وهى أيقونة الدينونة فى دير سيدة البلمند.
تنتهى هذه السلالة مع الشماس جرجس ابن الشماس حنانيا، والذى خرج عن الفن البيزنطى من حيث القواعد والموضوع متأثرًا بالفن الغربى كما يظهر فى أيقونة الحبل بلا دنس الموجودة فى كنيسة السيدة، ورغم انتهاء المدرسة فى حلب فإن تأثيرها استمرّ لفترة طويلة فى مناطق مختلفة على يد رسامين آخرين.
تتميز الأيقونة الحلبية بالطابع الشرقى الذى يبرز فى كل تفاصيل الوجوه والأيدى والملابس ففى أيقونة العذراء المرضعة، حيث تبدو أقماط يسوع من قماش شرقى واضح، كما أن زخرفة الأيقونات الحلبية ذات مصدر شرقى، وتغطى جزءًا كبيرًا من الأيقونة وفقًا لقواعد تنبع من الفن العربى.
أما الإطار الذى يحيط بالأيقونة فهو مميز بمناطق مستطيلة ذات أطراف مدببة، كما تميزت الأيقونة الحلبية بكثرة الإهداءات والكتابات العربية، كما يظهر فى كثير منها.