الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تطور لافت ينعش الآمال بإنهاء المأساة اليمنية.. الحوثيون يعلنون وقف هجماتهم الصاروخية

الحوثيون
الحوثيون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشكل إعلان الحوثيين عن وقف هجماتهم بالطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية على دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تطورا مهما في مسار الحرب الحالية في اليمن ، الأمر الذي ستكون له إنعكاساته الإيجابية على مسار الأزمة اليمنية ، حيث يرى المراقبون أن هذه الخطوة قد تكون تمهيدا لاستنئاف محادثات السلام المتوقفة بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين من أجل للتوصل إلى تسوية سياسية تضع حدا لهذه الأزمة ، وتنهي المأساة الانسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين حاليا. 
إعلان الحوثيين عن وقف هجماتهم على المملكة السعودية ودول التحالف العربي ، جاء استجابة لطلب من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن " مارتن جريفيث" ، كما أنه جاء بعد أيام من موافقة قيادة التحالف على وقف الهجوم الذي تشنه قوات الحكومة الشرعية اليمينة باسناد من قوات التحالف على ميناء الحديدة البحري على شاطىء البحر الأحمر والذي يخضع لسيطرة الحوثيين .
نجاح الأمم المتحدة في التوصل لهذا القرار يأتي في إطار مساعيها الرامية لإحياء محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة ، ولتهيئة الأجواء لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين هذه الأطراف لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ ثلاث سنوات ،والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص ودفعت الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة. 
ففي البيان الذي تلاه محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة لحركة أنصار الله الحوثية، للاعلان عن وقف الهجمات على دول التحالف العربي ، أكد الحوثيون أن هذه الخطوة تأتي "دعما لجهود السلام في اليمن . كما أعرب الحوثيون في هذا البيان عن استعدادهم لوقف العمليات العسكرية على الجبهات كافة ، وذلك إذا كان التحالف يريد ذلك .
ويأتي بيان الحوثيين بعد يوم من إعلان مبعوث الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تلقت تأكيدات بحضور أطراف الصراع مؤتمر يعقد في السويد برعاية اممية للتوصل لحل سلمي للأزمة في اليمن.
وكان " مارتن جريفيث" قد أعلن أمس أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة اليمينة ، أن الأمم المتحدة تلقت تأكيدات بحضور الاطراف المتحاربة في اليمن أي مؤتمر تعقده للتوصل لحل سلمي للأزمة المتفاقمة في البلاد.وقال إن المنظمة الدولية ستعقد بشكل عاجل مؤتمرا للأطراف المتحاربة في السويد بعدما أظهر التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيون استجابة للحضور والإلتزام بالتوصل لحل سلمي.
ويرى مراقبون أن إعلان الحوثيين عن وقف هجماتهم على دول التحالف العربي ، وإعلان التحالف من جانبه عن وقف الهجوم العسكري على ميناء الحديدة من شأنه أن يدعم فرص نجاح مؤتمر السلام الذي ستعقده الأمم المتحدة لاطراف الصراع اليمني في السويد خلال الفترة القادمة.
ومما يعزز من فرص نجاح هذا المؤتمر أيضا موافقة التحالف العربي على إجراءات لنقل الجرحى والمصابين من المقاتلين الحوثيين ومؤيديهم من بعض مناطق القتال في صنعاء لتلقي العلاج في الخارج ، وهو المطلب الذي كان قد رفضه التحالف من قبل ،وأدى الى فشل انعقاد مؤتمر مماثل حول الأزمة في جنيف قبل شهرين. يضاف إلى ذلك كله ما أعلنه مارتن جريفث عن أن هناك مفاوضات حاليا لإتمام اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين المتحاربين في إجراء يهدف لبناء الثقة قبيل انعقاد مؤتمر السويد. 
كما يأتي هذا التطور اللافت في مسار الأزمة اليمنية عشية تقديم بريطانيا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي غدا ( الاثنين ) يطالب بوقف إطلاق النار في اليمن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين من الحرب .
وتشكل الأزمة الأنسانية المتصاعدة في اليمن ، أحد العوامل المهمة التي دفعت المجتمع الدولي لممارسة ضغوط شديدة على اطراف الصراع في البلاد لدفعهم إلى وقف اطلاق النار والجلوس إلى مائدة المفاوضات بحثا عن حل عاجل ينقذ الملايين من الموت جوعا . إذ يقف اليمن حاليا على حافة أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم منذ عقود حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة نتيجة النقص الواضح في إمدادات الغذاء والماء والإمدادات الطبية. 
وفي شهر اكتوبر الماضي حذر "مارك لوكوك" منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من خطر حدوث مجاعة كبرى وشيكة في اليمن، لم يشهد مثيلها من قبل ، داعيا الأطراف المعنية إلى فعل كل ما يمكن لتجنب حدوث هذه الكارثة .
في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة ، عن خطط لمضاعفة المساعدات الغذائية إلى اليمن لتصل إلى 14 مليون شخص شهريا، أي ما يقرب من نصف السكان، وذلك مع احتدام المعارك حول مدينة الحديدة.
وقد أدت المعارك الدائرة حاليا بين قوات الجيش الوطني اليمني مدعومة من التحالف العربي من ناحية والحوثيين من ناحية اخرى للسيطرة على ميناء الحديدة إلى تفاقم الأزمة الانسانية نتيجة عجز الامم المتحدة والمنظمات الانسانية التابعة لها عن إيصال المساعدات الى المدنيين في مناطق القتال ، لاسيما أن ميناء الحديدة يشكل المنفذ البحري الرئيسي لإيصال المساعدات الانسانية لليمنيين . 
وقد كان التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن تمهيدا لاستئناف محادثات السلام بين الاطراف المتحاربة ، أحد المطالب الرئيسية على أجندة عدد من المسؤولين الغربيين الذين زاورا الرياض مؤخرا ،حيث بحثوا مع المسؤولين السعوديين سبل التوصل إلى لوقف المعارك في اليمن حتى يتسنى ايصال المساعدات الغذائية والانسانية لليمنيين .
وكان وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس قد أكد في نهاية الشهر الماضي ضرورة وقف الأطراف المتنازعة إطلاق النار في اليمن، والجلوس إلى طاولة المفاوضات في غضون ثلاثين يوما. وقال "نريد رؤية الجميع وراء طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار، وعلينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوما المقبلة"
ومن المنتظر أن يتوجه مبعوث الامم المتحدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لمناقشة الاستعدادات الخاصة بمؤتمر السلام المنتظر مع القيادات الحوثية ، وذلك قبل أن يغادر مع الوفد الحوثي إلى السويد لحضور المؤتمر الذي يأمل اليمنيون في أن يضع حدا لمأساتهم الإنسانية التي طال أمدها.