مرة ثانية يعود مسرح نجيب الريحانى للحياة على يد النجم أشرف عبدالباقى وفرقته المسرحية الجديدة، من خلال تجربة تشبه - إلى حد بعيد- تجربة عبدالباقى السابقة مع النجاح، وإن لم تكن تفوقها خاصة فى منطقة الأداء التمثيلي، المسرحية بعنوان «جريمة فى المعادي» أبطالها مجموعة جديدة انتقاها أشرف كعادته مع اختياراته الصحيحة للشباب، ليفرز من خلالهم جيلًا جديدًا من الممثلين المميزين.
حرص أشرف على دعوة عدد كبير من الصحفيين والنقاد والإعلاميين لحضور ميلاد فرقته الجديدة أمس «الثلاثاء»، والذى حمل على عاتقه مسئولية تقديمها بشكل مغاير وجديد على ما اعتاد عليه الجمهور فى تجربته السابقة.
منذ اللحظة الأولى لبدء عرض مسرحية «جريمة فى المعادي» يظهر بشكل جلى الاضطراب المقصود فى العرض من سقوط الديكور والممثلين بشكل هزلي، قد تظن فى البداية أنها مجرد صدفة، ومع مرور الوقت تكتشف أنها خطوات مدروسة ومحسوبة جيدا من قبل الممثلين بالتعاون مع الديكور الذى تم تطويعه بعناية ليخدم الفكرة الأساسية للمسرحية، والتى تم حبكها جيدا حتى نهاية العرض.
فكان الديكور بطلا حقيقيا ضمن فريق عمل المسرحية المأخوذة عن نص أجنبي، ولا نغفل هنا الأداء الحركى المتناغم للممثلين مع الديكور المتهاوى عن قصد.
ونكتشف فى البداية خيانة البطلة لخطيبها بعد أن تمت جريمة قتله، حيث كانت تحب شقيقه، وتتوالى الأحداث فى شكل هزلى حرص فيه القائمون على العرض على إظهار كواليسه من إضاءة وديكور وصولا لحركة الممثلين على المسرح، وعبر الأخطاء المدروسة انتزع فريق العمل الضحكات من الجمهور.
تتكشف الحقائق لنجد أنفسنا أمام مجموعة انعدم بها الضمير، وتأتى النهاية الصادمة بمحاولة المحقق فى جريمة القتل التى بدأ بها العرض، لإبعاد الشبهة عنه ويتضح السبب وراء الديكور المتهاوي، فهو بيت بنى على انعدام الضمير الذى جعله هشا وينهى نفسه بنفسه.
ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ بطولة ﻓﺮﻗﺔ ﺟديدة ﻣﻦ ﺍﻟوﺟوﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ فى ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ «ﻭﻭﺭﻙ ﺷوﺏ»، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﺒدﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺳﺘﻜوﻥ ﻋﺮﺿﺎ ﻭﺍﺣدﺍ ﻟﻤدﺓ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺘم ﺗﻘدﻳﻤﻬﺎ ﺑطﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺇﺫ ﺳﻴكوﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺎﺗﻴﻨﻴﻪ ﻭﺳﻴﻘدﻣﻪ ﻋدﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠوﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳوﺍﺭﻳﻪ ﺳﻴﻜوﻥ ﺑﻨفس ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﻟكن ﺑﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ، ليتيح ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟكل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔﺮﻗﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣوﻫﺒﺘﻬم ﻟﻠﺠﻤﻬوﺭ.
يبدأ العرض التجارى للمسرحية غدًا «الخميس» بعد عرض خاص للنقاد والصحفيين يوم «الثلاثاء» ثم بروفة عامة يوم «الأربعاء»، وتم خلالهما التدريب القاسى على الاستعانة بالديكور كمشارك أساسى فى العرض، وهو الأمر الذى يعد جديدًا على المسرح الخاص فى مصر، ولم يعهده الجمهور من قبل سوى فى المسرح العالمى أو فى بعض تجارب مسارح الهواة فى مصر.
ومن جانبه أعرب عبدالباقى فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» عن سعادته البالغة برد فعل الحضور على العرض وتفاعلهم مع ما يحدث على خشبة المسرح، ووجودهم كبطل رئيسى ضمن أحداث العرض، مشيرًا إلى أن مجموعة الشباب المشاركين فى العرض يستحقون الإشادة بهم وبمجهودهم وموهبتهم، وشدد على أنه يتوقع لهم النجاح الكبير فى الفترة القادمة.
وأكد أشرف حرصه على ظهور تجربته الجديدة بشكل مغاير وجديد للجمهور المصري، متمنيًا أن تعود الحركة المسرحية مجددًا بشكل متميز، وأن يتم الاهتمام بالمسارح المغلقة، وأن يعود المسرح ليكون الملاذ الأول للأسرة المصرية، خاصة أنه يسهم فى تنمية عقول الشباب، وضخ مجموعة كبيرة من الموهوبين فى الحركة الفنية.
