الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سهيل سعود يكتب: كيف برز عيد "هالويين" إلى الوجود؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من الأعياد التى يُحتفل بها فى عدد كبير من بلدان العالم اليوم، عيد هالويين، فى ليلة ٣١ أكتوبر. تشير إحصاءات أنه يُصرف فى هذا العيد فقط فى أمريكا، حوالى ستة مليارات دولار سنويًا، ثمن الثياب التنكرية الغريبة، وتزيين البيوت والشوارع، باليقطين المزخرف، والألعاب المرعبة المخيفة.
تقول الأسطورة، التى يعتقد أنها وراء هذا العيد، بأن الأرواح الشريرة تعود فى ليلة هالويين إلى الأرض، وتتجول بين الناس لتضليلها، ويتنكر الناس بلباس غريبة، لكى لا تعرفهم الأرواح الشريرة، وهكذا تتجنبهم.
كما يتنقل الأولاد متنكرين بأزياء مختلفة، من بيت لآخر، وبحوزتهم أكياس لتملأ بالشوكولاتة، وكل من لا يعطى الأولاد تغضب منه الأرواح الشريرة. كما يسود فى هذا العيد تقليد قراءة القصص المخيفة، ومشاهدة أفلام الرعب، وإضاءة الشموع على قبور الموتى، وإضرام حرائق نار فى الطرقات. ويسير الناس فى استعراضات جماعية، يحملون فيها الفوانيس، والمشاعل المشتعلة، ويتجولوا فى الطرقات. ولشدة الذعر الذى تخلقه هذه الاحتفالات فى نفوس الأطفال الصغار، فإنه فى بعض الأمكنة، يتم الطلب إلى المحتفلين، من خلال وسائل الجرائد، وبعض المنظمات الأهلية، الأخذ بعين الاعتبار الخوف الكبير الذى يصاب به الأطفال، والذى يؤثر كثيرا على نفسيتهم، طالبين منهم إزالة المظاهر المرعبة.
وهناك عدد من الروايات حول بروز عيد هالويين إلى الوجود. يقول الباحث في شئون الاحتفالات الشعبية، جاك سانتينو، «إنه كان هناك فى المملكة المتحدة، ولا سيما أيرلندا، عادات واعتقادات ارتبط البعض منها بالمسيحية، وأخرى ارتبطت بأديان أيرلندية وثنية قديمة قبل المسيحية». أما المؤرخ، نيكولاس روجر، فإنه فى سعيه لتفسير أصول عيد هالويين، قال: «فى الوقت الذى يرى فيه بعض الباحثين فى العادات الشعبية الاحتفالية، أن أصول هذا العيد تعود إلى الاحتفال بعيد «بامونا» إلهة الفاكهة والأشجار، أو احتفال الأموات، المسمى «بارنتاليا».
لكن هذا لا ينفى أن البعض يرى أن عيد «هالويين» نشأ بشكل مستقل وله جذور مسيحية».
لكن كما قال المؤرخ، يُعتقد بأن هذا العيد، يرتبط أكثر بمهرجان «سامهان»، الذى كانت تقيمه مجموعة «السلتيك» الأثنية، فى أيرلندا القديمة، والتى تشير إلى انتهاء فصل الصيف والحصاد، وابتداء اليوم الأول من فصل الشتاء. آمن شعب السلتيك الأيرلندى القديم، أنه فى ليلة هالويين، تتداخل الحدود بين عالم الأحياء وعالم الأموات، وترجع أشباح الأموات إلى الأرض، وتسبب الاضطراب وتخريب المحاصيل الزراعية.
كما اعتقدوا أن وجود أرواح من العالم الآخر، يسهل مهمة كهنتهم، بأن يقوموا بتنبؤات وتوقعات للمستقبل. لهذا كانوا يحتفلون فى تلك الليلة، بإشعال الحرائق المقدسة، والمحاصيل الزراعية، وتقديم الحيوانات كذبائح لآلهتهم. كما كانوا يضعون على رؤوسهم، أقنعة رؤوس حيوانات، (الأمر الذى قد يفسر وجود أقنعة لرؤوس حيوانات فى اللباس التنكرية، أثناء هالويين) ويتنبأوا لبعضهم البعض، عن المستقبل المجهول. يقال، إنه فى حوالى العام ٤٣ بعد الميلاد، قام الإمبراطور الرومانى، باحتلال معظم الأراضى التى كان يسكنها شعب السلتيك، وقد دام احتلاله ٤٠٠ سنة. وقد امتزج احتفالين رومانيين، مع احتفالات السامهان الأيرلندى. الأول، احتفال فيراليا، الذى يتذكروا فيه أمواتهم. والثانى، آحتفال تكريم «نامونيا» إلهة الفاكهة والأشجار، وفاكهة التفاح، كانت رمزا للإله «نامونيا»، الأمر الذى ربما يفسر، لعبة تقليدية تلعب فى الهلويين، لا سيما فى أيرلندا والمملكة المتحدة، ألا وهى المنافسة على كدش التفاحة الأولى، المتواجدة فى وعاء ماء، يتضمن عددا من التفاحات. والذى يسبق يُسمح له أن يتزوج قبل الباقين. وبحلول القرن التاسع، فإن تأثير المسيحية كان قد وصل إلى مكان سكن الشعب السلتيك، حيث تدريجيًا امتزجت مجموعة من الطقوس ببعضها البعض.
وصار يحتفل بمهرجان سامهان، بإشعال حرائق كبيرة، ولبس ثياب القديسين والملائكة والشياطين. وهذا ما يفسر أيضا تضمن الألبسة التنكرية، أزياء القديسين والملائكة والشياطين، أثناء الاحتفال بالعيد. يظن البعض أن مهرجان سامهان، جُعل مهرجانًا مسيحيًا من قبل الكنيسة خلال التاريخ. وكلمة «هالويين»، التى يعتقد أنه اسكوتلندية الأصل، تعنى «الليلة المقدسة»، وهى تأتى فى ٣١ أكتوبر، أى الليلة التى تسبق عيد جميع القديسين، الذى يقع ١ نوفمبر، وبين أعوام ١٩٢٠ و١٩٣٠، اتخذ عيد هالويين، طابعًا علمانيًا كما نراه اليوم.