تحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استفزازات الغرب كثيرًا، ولم يسمح لنفسه بالرد على الاتهامات الموجهة إليه، وحاول بقدر المستطاع ألا يصعد من التوتر، بحسب مقال الكاتب الأمريكى بول كريج، والذى نشرته صحيفة «الاقتصاد اليوم».
وأضاف الكاتب أن كل ما فى الأمر أن الرئيس بوتين يحاول تجنب الحرب، فهو يعرف أنه إذا اندلعت الحرب، فإنها ستكون نووية، وآثارها ستكون كارثية بلا شك. وهو يعرف أن الولايات المتحدة وحلفاءها فى الناتو لا يستطيعون القيام بحرب تقليدية ضد روسيا أو الصين.
ويعرف الرئيس بوتين كذلك أن العقوبات الأمريكية تسبب خسائر لـ"خدام" واشنطن الأوروبيين، مما قد يجعل الدول الأوروبية فى نهاية الأمر أكثر استقلالًا، وهذا سيردع جنوح واشنطن العسكرى. بالإضافة لذلك ورغم أنه لدى روسيا أسلحة أسرع من الصوت، من الممكن أن تعطى بوتين إمكانية لتدمير كل العالم الغربى عمليًا ودون خسائر تذكر لروسيا، فهو لا يرى فى ذلك حكمة، فتدمير الغرب قد يؤدى إلى ما يعرف بالشتاء النووى سيشمل الكرة الأرضية بكاملها وسينهى الحياة على الأرض.
ويقول الكاتب إنه يعتقد أن الرئيس بوتين يتصرف بحكمة، فهو يدافع عن كل العالم من حرب مدمرة. وأعرب عن تقديره لمواقف الرئيس بوتين التى لا تعتمد على الانفعال، لكن للأسف كل مرة يسيطر على نفسه من الانفعال، يبحث الغرب عن وسيلة أخرى للاستفزاز.
وضرب المقال مثلًا بالحرب فى سوريا، حيث قام الجيش السورى بمساعدة القوات الجوية الروسية بتنظيف الأراضى السورية من الإرهابيين الممولين من الولايات المتحدة. ويشير الكاتب إلى أن الولايات تقوم بعمل محاكاة لضربات كيميائية يقوم بها الإرهابيون لإيهام العالم بأن سوريا تستخدم السلاح الكيماوى ضد المدنيين، ونفى الكاتب ذلك، ودعا قادة الغرب إلى أن يراعوا ضميرهم، ويختتم مقاله أنه واثق بأنهم لا يعرفون ماذا تعنى كلمة ضمير.
