رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث في الحركات الإسلامية: إجراءات أمريكا بعد 11 سبتمبر نتائجها سلبية

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال أسامة الهتيمي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن إجراءات أمريكا بعد أحداث سبتمبر جاءت بنتائج سلبية، إذ أدت إلى تغول الإرهاب وتنظيماته ووسعت من بؤر الإرهاب على نطاق جغرافي واسع، ومنح الغزو الأمريكي لكل من أفغانستان ٢٠٠١ والعراق ٢٠٠٣ مصداقية للذرائع والمبررات التي على أساسها كانت تستقطب الجماعات المتشددة عناصر جديدة..

وأضاف، أن الدروس المستفادة من أحداث سبتمبر، ومن خلال النقاشات التي أعقبت هذه الأحداث، صاغ العديد من العقلاء الأمريكيين وغير الأمريكيين حزمة من السياسات التي يجب على أمريكا أن تستفيد منها، منها أن تكون أكثر عدلا في التعاطي مع المشكلات في الشرق الأوسط، والتي يعتبرها الكثيرون القضية المركزية، وهى قضية فلسطين وأن تلتزم أمريكا بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن هذه القضية.

لكن أمريكا لم تتعاط بجدية مع هذه التوصيات، بل على العكس تماما فقد سارت في طريقها إلى نهايته، وهو الأمر الذى جر العالم كله إلى الويلات التي يعانى منها الآن وحالة الصراع التي ما أن هدأت في مكان حتى تجددت في مكان آخر.

وتابع «الهتيمي» أنه على المستوى التنظيمي والقدرات، ضعف تنظيم القاعدة عما كان عليه قبل أحداث ١١ سبتمبر وما بعدها بقليل فقد تعرض للعديد من الضربات الموجعة، غير أن أمريكا وبكل ما قامت به لم تستطع القضاء نهائيا على التنظيم، بل إنها اعتبرت مثلا استهدافها لزعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن فى أحد مخابئه بباكستان انتصارا، فيما بقى العقل المدبر والقائد التنظيمي يمارس عمله ويتابع تحركات التنظيم وهو أيمن الظواهري وهو ما يعكس إلى أي مدى فشلت أمريكا في استئصال هذا التنظيم.

وأشار إلى أن التنظيم ينشط حاليا في العديد من الدول أولها بالطبع أفغانستان التي يوجد فيها مقر القيادة، كما يوجد فى اليمن، وفى بعض دول أفريقيا كمالي، فضلا عن سوريا وخلايا تابعة له ببعض الدول الأوروبية والآسيوية

وتابع « أن وجود داعش وما سيتم إفرازه من تنظيمات جديدة ربما سيكون أشد قسوة فى الفترة المقبلة ليس إلا ردة فعل على كل السياسات الأمريكية التى تمارسها فى المنطقة».

وأوضح أن حروب أمريكا لم تجعلها أكثر أمنا بل ربما أجلت وقوع الخطر لبعض الوقت، وهو ما تدركه الإدارة الأمريكية التى تحاول جاهدة أن تبعد هذا الخطر قدر الإمكان، وذلك بالعمل على استمرار الصراعات فى الشرق الأوسط واستنزاف القدرات وهو بالطبع خطأ جسيم، ذلك أنهم يتجاهلون أو يتناسون أن التعاطى مع السياسات الأمريكية فى المنطقة لا ينحصر على المتواجدين على أرض المنطقة فحسب، بل يمتد إلى أرجاء وأنحاء العالم كله.

وأشار إلى أن القاعدة ظلت ولفترة طويلة تخطط لهجمات سبتمبر، وقد نجحت فى استقطاب عناصر كثيرة ممن قاموا على تنفيذها ولا يخضعون للرقابة والمتابعة من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية، أى أنهم كانوا خارج دائرة الشبهات وهو ما يسر عليهم تنفيذ العملية، وبالطبع ساهم فى ذلك أن أجواء الحرية فى أمريكا كانت أفضل بكثير مما عليه الآن وهي الأجواء التي برغم كونها ميزة، إلا أنها كانت الثغرة التى نجح من خلالها منفذو الهجمات.