السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«داعش».. السير على خُطى «شباب محمد» الإخوانية

 جماعة الإخوان الإرهابية،
جماعة الإخوان الإرهابية،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أربعينيات القرن الماضي، شهدت جماعة الإخوان الإرهابية، أولى حالات التمرد والانشقاق، إذ أعلنت مجموعة من عناصر الجماعة عصيانها وخروجها على المؤسس والمرشد الأول «حسن البنا»، وانشقوا من الإخوان ليأسسوا جمعية أخرى أطلقوا عليها «شباب محمد» بين عامى ١٩٣٩ و١٩٤٠، وهو ما يسميه الإخوان «الفتنة الأولى» نظرًا للصدى الذى أحدثه هذا الانشقاق وتأثيره على سمعة الجماعة آنذاك.
وفى الوقت الذى تقرب فيه مؤسس الجماعة للملك، قائلًا: «لنا فى جلالة الملك المسلم -أيّده الله- أملًا محققًا»، كانت مجموعة «شباب محمد» ترفض العمل تحت لواء الحاكمين بغير ما أنزل الله، وكتبوا فى مجلة «النذير» الناطقة باسمهم: «إن البنا يبدد أموال الإخوان ويخالف الشريعة الإسلامية؛ لأنه لا يأخذ بمبدأ الشورى، ويرتضى بالعمل السياسى فى إطار القانون الوضعى السائد والذى يحكم العمل الحزبى والنقابي».
بعد تلك الواقعة نادت «شباب محمد» بإقامة خلافة إسلامية، وأعلنت غير مرة فى أدبيات منظريها، أن الجهاد المسلح هو الوسيلة المثلى لإقامة شرع الله، ومن ثم الخلافة الإسلامية، رافضين أسلوب «البنا» الذى اعتبروه لينًا مع الحاكم والنساء السافرات، مشترطين فى من ينضم إليهم أن يكون متمسكًا بقواعد الإسلام ومنفذًا للشعائر بكل دقة.
وبحسب ما ورد فى كتاب «حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين بين الدين والسياسة ١٩٤٩-١٩٨٢»، للكاتب حمادة محمود إسماعيل (عميد المؤرخين المصريين)، فإن «شباب محمد» رتبوا شكلهم التنظيمى بوضع شروط العضوية، التى انحصرت فى: «أن يؤمن المنضم إليهم أن المسلمين أمة واحدة، وأن الوطن الإسلامى لا يتجزأ وأن يعمل على تحريره، وأن يعمل على إحلال الشريعة الإسلامية محل القوانين الوضعية، وأن يقاطع كل ما هو غير إسلامى ولا يعامل إلا مسلمًا».
ثمة تشابه يكاد يبلغ حد التطابق بين أطروحات هذه الجماعة التى مثلت الجناح الثورى داخل «الإخوان» وبين «داعش»، والذى ظهر عام ٢٠١٣، ينادى بالخلافة الإسلامية، وينعت الحكام بالكفار، والقوانين بـ«الطاغوتية الوضعية».
المتتبع لأدبيات «داعش» يجد أن إرث «شباب محمد» هذا هو الذى أعان التنظيم الإرهابى على الظهور والتنكيل بالشعوب بزعم تطبيق الشريعة الإسلامية، ويتخذ من الجهاد المسلح وسيلة له للوصول إلى غايته.
انشقاق «شباب محمد» عن الإخوان، لا ينفى عن الإخوان تورطهم-كجماعة- فى مد التنظيمات الإرهابية كافة بأفكار متطرفة. إذ قال محمود عبدالعليم ( قيادى إخوانى كان ملازمًا لحسن البنا)، إن الدافع لدى هؤلاء المنشقين أنهم تعجلوا نتائج الدعوة، ولم يستطيعوا الصبر على خطة البنا لأسلوب الدعوة، والذى وصفه «شباب محمد» بـ«البطيء».