الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إلغاء المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية تدفع باتجاه نهاية أبومازن

محمود عباس
محمود عباس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسبب إلغاء 200 مليون دولار من المساعدات الأمريكية الموجهة للبرامج الإنسانية في إضعاف موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما يبقى الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا حول هذا الإجراء.
وذكر تقرير كتبه الصحفى مارك هنرى، بصحيفة "لوفيجارو"، إن محمود عباس يعيش مسلسلا أسود، حيث قطع دونالد ترامب كل المساعدات في الوقت الذي تقوم حماس خصمه اللدود بالتفاوض رغمًا عنه مع إسرائيل حول اتفاق هدنة في قطاع غزة الذي يسيطر عليه الإسلاميين. 
هكذا يجد رئيس السلطة الفلسطينية نفسه محاصرًا من جميع الاتجاهات، و تعود آخر ضربة قاسية تلقاها  إلى نهاية هذا الأسبوع من طرف دونالد ترامب الذي نفذ تهديده بإلغاء مساعدات مالية تقدر بـ 200 مليون دولار موجهة للأعمال الإنسانية.
هكذا عاقب الرئيس الأمريكي محمود عباس الذي يقاطع الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أعلن دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتحويل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة. 
مبادرة أثارت غضب الفلسطينيين الذين يسعون لضم الجزء الشرقي من المدينة والملحقة من قبل إسرائيل كعاصمة لدولتهم الجديدة، ولاستكمال اللوحة، لجأ دونالد ترامب لأسلوب القوة على المستوى المادي حيث قام هذه السنة بتقليص المساهمة الأمريكية في الـ"أونروا" اللجنة الدولية المكلفة بقضايا اللاجئين الفلسطينيين من 360 مليون دولار في 2017 إلى 60 مليون دولار هذه السنة، ما أجبر المنظمة لإقالة واسعة النطاق بين العشرين ألف موظفا عبر 700 مدرسة تابعة لها.
وصرحت حنان العشراوي القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، بأن هذا الأمر هو بمثابة " المساومة"، واعتبر الأمين العام للمنظمة صائب عريقات من جهته أن هذه العقوبات من شأنها أن تسبب فى "اختفاء السلطة الفلسطينية"، وهو سيناريو لن يكون في صالح إسرائيل حسب تصريحه كونها ستكون مضطرة إلى القيام بدور السلطة الفلسطينية  بدلها في الضفة الغربية وتشغيل موظفين فلسطينيين، تسيير المدارس، المستشفيات، الخدمات المحلية، وهو ما يعتبر حملا ثقيلا عليه".
"نهاية الحفلة"..
من جهته، هنأ الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي الرئيس ترامب على قراره الذي من خلاله: "يعلم محمود عباس بأن الحفلة قد انتهت"، ولا يؤمن هذا السياسي المقرب من بنيامين نتانياهو بسيناريو اختفاء السلطة الفلسطينية حيث علق قائلا: "لا يعدو ذلك حججا صبيانية يستعملها الفلسطينيون لكى تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية وتقنعها بعدم تقليص المساعدة".
وأبدت زعيمة المعارضة ووزيرة الخارجية سابقا تسيبي ليفني تحفظها معتبرة العقوبات الأمريكية ضد  محمود عباس وسياسة الحكومة الإسرائيلية مسيئة "للعناصر المعقولة لدى الفلسطينيين وتدعم المحافظين الإسلاميين (حماس)، الأمر الذي لا يساعد على أمن إسرائيل". 
ويتفق كلا المسئولين رغم ذلك على أن محمود عباس و"رغم عيوبه إلا أنه لم يلجأ إلى الإرهاب"، ومع ذلك يبقى هناك "غموض تام"، حول ما يمكن حدوثه إذا ما قرر محمود عباس 83 عاما، الذي أنهكه المرض، مغادرة السلطة حيث تؤكد ليفني "من المحتمل أن تستحوذ حماس على السلطة في الضفة الغربية". 
وعلى جبهة غزة، تبدو الأمور كذلك سيئة بالنسبة لمحمود عباس، حيث تتفاوض حماس على بعض "الترتيبات"، مع إسرائيل بوساطة منظمة الأمم المتحدة ومصر، وذلك حول هدنة طويلة المدى بعد خمسة شهور من المواجهات التي خلفت أكثر من 170 قتيلا وآلاف الجرحى الفلسطينيين على طول الحدود. ووجد محمود عباس نفسه مستبعدًا من هذه المحادثات التي استأنفت في القاهرة الأحد الماضي، وهو الذي كان يسعى لفرض السيطرة على قطاع غزة بعد أن أخرجته حماس منها منذ عشرات السنين، ولكن لا شيء ينبئ حتى الآن بنجاح هذه المحادثات، حيث تدعم قيادة أركان الجيش، من الجانب الإسرائيلي، اتفاقية تنص على تخفيف الحصار الإسرائيلي حول قطاع غزة مقابل وقف أعمال العنف من قبل حماس، وفي حال إذا مالم يتم التوصل لاتفاق، سيكون من الصعب تفادي الحرب حسب تصريحات مسئولين عسكريين على إذاعة الجيش الإسرائيلى.