الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بعد نجاح مصر في التهدئة.. هدوء حذر بقطاع غزة.. أبو الغيط يطالب بإجراء تحقيق دولي بجرائم الاحتلال.. والأمم المتحدة تدعو لـ"الابتعاد عن حافة الهاوية"

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يسود قطاع غزة هدوء حذر في أعقاب اتفاق كل من الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فجر أمس السبت، على العودة إلى التهدئة بعد ساعات من تصعيد عسكري خطير شهده القطاع المحاصر حيث أسفر قصف إسرائيلي عن مقتل أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة مقاتلين في حركة حماس، بينما قتل جندي إسرائيلي بإطلاق نار فلسطيني على حدود القطاع.
طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بإجراء تحقيق دولي في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والحصار الجائر الذي تفرضه على قطاع غزة.
وقال أبو الغيط السبت: إن القضية الفلسطينية تمر بظروف استثنائية خطيرة في ظل ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من قرارات تستهدف تصفية القضية، بدأت بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها، مرورا باستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وتعليق جزء كبير من مساهمة واشنطن في ميزانيتها، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية فيها، ووصولا إلى موقفها العدائي من السلطة الفلسطينية ووقف مساعداتها إليها.
فيما دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، لـ«الابتعاد عن حافة الهاوية»، في أعقاب التصعيد في قطاع غزة.
وكتب ملادينوف في تغريدة له «يجب على الجميع في قطاع غزة الابتعاد عن حافة الهاوية، ليس الأسبوع المقبل وليس غدا، بل فورا»، مضيفا «يجب إفشال الذين يريدون إثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه مصر جهودها خلال الساعات الماضية للحيلولة دون مزيد من التصعيد، حتى نجحت في التوصل الي اتفاق التهدئة وهو ما أكده المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم قائلا إنه «بجهود مصرية وأممية تم التوصل للعودة للحالة السابقة من التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية».
وكان قطاع غزة شهد تصعيدا عسكريا خطيرا عزز المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة واسعة النطاق بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل أحد جنوده في إطلاق نار فلسطيني على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، مؤكدا أن الجندي أصيب لدى «اطلاق فرقة ارهابية النار» بالقرب من الحدود جنوب قطاع غزة.
في المقابل، قتل أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة ناشطين في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قصف إسرائيلي مكثف على طول الحدود الشرقية لغزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة وكتائب القسام.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حذر من أن إسرائيل ستردّ «بقساوة اكثر بكثير» إذا واصلت حماس إطلاق القذائف من قطاع غزة.
وقبيل الإعلان عن العودة إلى التهدئة أكدت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت العديد من القذائف على طول الحدود الشرقية للقطاع.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استخدم أول أمس الجمعة الطائرات والدبابات لقصف «أهداف عسكرية في كامل قطاع غزة»، مشددا على أن هذا القصف أتى ردا على «إطلاق نار» استهدف جنودا قرب الحدود مع القطاع الفلسطيني.
وأضاف الجيش أن إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين حصل خلال «اعمال شغب على طول السياج الأمني» الفاصل بين اسرائيل والقطاع.
وكان المتحدث باسم حماس أعلن في وقت سابق الجمعة أن «اختيار الاحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة، وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة وعليه أن يتحمّل النتائج والعواقب».
وكانت الأسبوع الماضي، قد اندلعت أعنف مواجهة عسكرية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ العام 2014 ما أثار مخاوف من اندلاع حرب إسرائيلية جديدة.
وشهد السبت الماضي تصعيدًا في إطلاق القذائف من قطاع غزة والغارات الإسرائيلية غداة احتجاجات على الحدود شرق القطاع الجمعة قتل خلالها فلسطينيان وأصيب أكثر من 200 بجروح، وأطلقت حينها نحو 200 قذيفة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
وتحمّل إسرائيل حماس مسئولية التصعيد الأخير علما بأن مواجهات السبت هي الأعنف منذ الحرب التي خلّفت دمارا هائلا في قطاع غزة قبل أربعة أعوام. ووقعت المواجهات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات الاحتجاجية على طول الحدود.
ومنذ 30 مارس الماضي بدأ الفلسطينيون تنظيم «مسيرات العودة» لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجّروا منها في عام 1948 لدى اقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد، وقتل 149 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات.
وبرّرت إسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لشن هجمات.
وتعهّدت إسرائيل في الأيام الأخيرة بردّ أكثر حزمًا على مئات الطائرات الورقية والبالونات المحملة بمواد حارقة التي يقوم الفلسطينيون بإطلاقها عبر السياج الحدودي منذ أبريل الماضي.