الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بلاد الماس.. والصراع المرير مع العنصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تعرف البشرية والمعمورة منذ أن هبط عليها الإنسان، مرض تم استئصاله أسوء من العنصرية في جنوب أفريقيا، على شواطئها قدم الأوروبيون ومعهم رجال الدين الذين باعوا ضمائرهم مقابل المال، يدعون الناس إلى قبول الذل والخضوع للجنس الأوروبي الأبيض، ويهونوا عليهم بحجج ضالة وواهية، في بلاد الجنوب منذ أكثر من 25 عاما كان معيار العمل هو لون البشرة.
تبدأ الحكاية في 1652 تحت قيادة البحارة الهولندى «فان ريبك» الذى أحضر معه بعض أبناء أوربا لحماية مصالح شركة الهند الشرقية الهولندية وإقامة محطة فى الكيب لتموين السفن، في أقصى جنوب القارة السمراء بدأ «ريبك» وأعوانه في نشر داء العنصرية، بدأ المحتل في بناء مستوطنات خاصة به، وأحطوها بأسوار عالية، وقدم إليهم البرتغاليون، وكونوا قومية خاصة بهم وأطلق عليها بالقومية الأفريكانية وتحدثوا بلغة الأفريكانز، وهى لغة خليط بين اللغات المحلية الأفريقية والهولندية، بدأوا في تسخير الجنوبين من أفريقيا، وأقدموا بعض العمالة من آسيا لخدمة أغراضهم، وسيطروا على الزراعة وكل جوانب الحياة في بلاد الماس، سرعان ما علمت إنجلترا بذلك وعلى الفور استوطن البريطانيون في جنوب أفريقيا، ورحب المحتل الهولندي بذلك؛ لأن العلاقات البريطانية الهولندية كانت بحالة جيدة وقتها.
ظهر صراع هولندي إنجليزي وبلغ ذروته مع اكتشاف الذهب والألماس في ظل الصراع ممتدا على الثروات الأفريقية.
تحول اقتصاد جنوب أفريقيا من زراعي إلى صناعي في ظل الإدارة البريطانية مع اكتشاف الذهب سنة 1886، وأدى ذلك إلى ازدياد حاجة المستوطنين للعمال مما جعل السلطات تفتح المجال لسياسة العامل المهاجر وذلك بإقامة معازل خاصة بالعمال الأفارقة كإجراء تنظيمي، غير أن فكرة المعازل هذه تمثل بداية سياسة التفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا.
ورغم الاختلاف بين بريطانيا والمستوطنين في جنوب أفريقيا والذين عرفوا باسم «البوير» إلا أنهم اتحدوا في عمل دستور ينص على تغليب العنصر الأبيض على الأسود، والفصل بينهما وترسيخ مبدا العبودية، حتى قدم الزعيم نيلسون مانديلا الذي قاوم كل ذلك حتى تم القضاء على العنصرية في 1990 في بلاد الماس.