الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ثورة إخناتون الدينية" يوثق "عبادة التوحيد" لدى "الفراعنة"

ثار ضد «الكهنة» واتهمهم بـ«السحر والشعوذة» ورفض تعدد الآلهة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أذاعت قناة «إم جى التاريخية» على شبكة «اليوتيوب» مؤخرا، فيلما وثائقيا، يرصد حياة «إخناتون» الملك الأشهر فى ملوك مصر القديمة، الفيلم جاء بعنوان «ثورة إخناتون الدينية»، حيث يرصد سيرة عاشر ملوك الأسرة الفرعونية الـ١٨، والذى حكم مصر حوالى ١٧ سنة خلال القرن الـ١٤ قبل الميلاد.
وكان اسمه «أمنحتب الرابع»، لكن فى السنة الخامسة لحكمه قام بتغيير اسمه إلى «إخناتون» ويعتبره بعض المؤرخين من أقدم الفلاسفة فى التاريخ، وهو- فى نظرهم- مؤسس أول دين قائم على فكرة التوحيد فى التاريخ المكتوب.
ويرصد الفيلم فى البداية أتباع «إخناتون» لديانة الإله رع رب الشمس، وتودده لكهنة «هليوبوليس» لكسر شوكة كهنة آمون فى «طيبة»، الذين زاد نفوذهم وسلطتهم، وإعلانه دينًا جديدًا قائمًا على توحيد جميع الألهة فى إله واحد وأطلق عليه اسم «أتون»، وهو أحد المسميات القديمة للإله «رع» ومعناه رب قرص الشمس.
وأعلن رفضه التام للديانة السائدة فى مصر القديمة ذات الآلهة المتعددة، وجعله إلها عالميا لكل الشعوب، ورمز لهذا الإله بقرص الشمس، ورفضه أن يتم تصويره فى أى هيئة، كانت سواء بشرية أو حيوانية، مثلما كان يحدث مع آلهة مصر فى وقت سابق لحكمه.

وفى محاولة منه للإجهاز على ما أسماه بعبادة آلهة متفرقة، أتهم «إخناتون» الكهنة بالسحر والشعوذة وجردهم من مناصبهم بما فيهم كهنة آمون، وأصبح هو الكاهن الوحيد للإله الجديد «أتون»، وشاركته فى تلك الثورة الدينية زوجته الملكة الشهيرة «نفرتيتي»، التى كانت شريكته فى الحكم.

ثم نقل «إخناتون» العاصمة من مدينة طيبة إلى الصحراء فى منطقة تل العمارنة، وأطلق عليها اسم «أخيتاتون» وتعنى أفق أتون، كما انشغل الملك بدينه الجديد وصراعاته مع الكهنة وانصرف عن السياسة، مما أدى إلى انفصال الأقاليم الأسيوية عن الإمبراطورية المصرية ونمو قوى إقليمية جديدة.
تُظهر رسائل العمارنة المكتوبة بالخط المسماري، عدم اهتمام الملك بالسياسة الخارجية وعدم حمايته لحلفائه الأسيويين أمام تنامى خطر الحيثيين، ومات «إخناتون» فى ظروف غامضة حوالى عام ١٣٣٦ ق.م بعد حكم دام ٢١ عاما، وبموته انهارت عبادة «أتون»، وحكم بعده ابنه «سمنخ كا رع»، وهو ملك غامض وغير مشهور تاريخيًا، وحكم لفترة قصيرة، خلفه على العرش أخوه «توت عنخ آمون»، وكان فى التاسعة فقط من عمره وقد سيطر عليه مستشاره «أي» وكهنة معابد آمون.
وباعتلاء «توت عنخ آمون» لعرش مصر أجهز على ديانة والده، وعاد إلى الدين المصرى القديم وأعاد نفوذ كهنة آمون وسلطتهم ومكانتهم مرة أخرى، وبعد أن خلفه حور محب قائد الجيش على العرش إثر وفات «توت» فى ظروف غامضة حتى الآن، استطاع «حور» القضاء على ديانة إخناتون وأتباعه نهائيًا، علاوة على ذلك محا أى مظهر لتلك الديانة، فى محاولة من كهنة «آمون» لمحو اسم إخناتون من سجلات التاريخ، وإتلاف أى أثر له، ولزوجته نفرتيتي، بدأ العلماء فى البحث عن مقبرة «إخناتون» منذ القرن الـ١٩ وهى المقبرة رقم ٥٥، وكانت المومياء عبارة عن هيكل عظمى له.
ويرصد «الفيلم» اعتقاد المؤرخين بأن عبادة «أتون» هى أول دين توحيدى فى التاريخ المكتوب، وأول خروج عن المعتقدات السائدة فى العصور القديمة القائمة على فكرة تعدد الألهة، ويربط البعض بين إخناتون وبعض الشخصيات الدينية مثل النبى يوسف وموسى للتشابه الكبير فى فكرة التوحيد، وتشابه بعض المزامير التوراتية مع الأناشيد التى كتبها إخناتون مثل المزمار ١٠٤، لكن هذا لا يزال غير مؤكد وقيد الدراسة.