الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"واشنطن بوست": الاتحاد الأوروبي يتحدى الولايات المتحدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفا متحديا للولايات المتحدة، بعد اجتماع أمس الثلاثاء بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وكبار رجال الدبلوماسية الأوروبية، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني،التي مثلت الاتحاد في التفاوض بشأن الاتفاق، طرحت سلسلة من المقترحات التي قد لا تكون كافية لإقناع قادة إيران بمواصلة التمسك بالاتفاق، ولكنها تبعث برسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أن الاتحاد الأوروبي يرفض السياسة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى إعلان إدارة ترامب أنها ستعيد فرض العقوبات على إيران وستسعى لمنع الشركات في جميع أنحاء العالم من تنفيذ مشاريع تجارية هناك.
وقالت موجيريني، بحسب الصحيفة، إن هناك أفكارا يجرى النظر فيها بعين الاعتبار من ضمنها تعميق العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإيران وتعزيز العلميات التجارية المصرفية مع طهران ومواصلة شراء النفط والغاز من إيران واستخدام أموال الاتحاد الأوروبي للاستثمار في إيران.
وأضافت موجيريني: "نحن نعمل في سياق صعب للغاية"، بعد يوم عصيب من عملية دبلوماسية تضمنت اجتماعات بين ظريف ونظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وكلها دول وقّعت على الاتفاق لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية مقابل حوافز اقتصادية، وعبرت موجيريني عن أمل القادة الأوروبيين في التوصل إلى خطة متماسكة في غضون أسابيع.
وألمحت الصحيفة إلى أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي الجانب خلق واحدة من أكبر مشاكل السياسة الخارجية الأمريكية منذ توليه الرئاسة، مثيرا قلق حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
ونوهت الصحيفة بأنه من المقرر أن ينظر قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع في إذا ما كانوا سيأمرون الشركات الأوروبية بإقامة مشروعات في إيران أم لا، وسيكون هذا بمثابة صفعة على وجه الولايات المتحدة، لكن في الوقت ذاته قد يكون لهذا التصرف تأثير محدود، لأن الشركات قد تفضل السوق الأمريكية الأكبر على سوق إيران الصغيرة نسبيا.
وحذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس الثلاثاء من أن عقوبات واشنطن قد تكون قادرة على ضرب المصالح الاقتصادية الإيرانية في جميع أنحاء العالم نظرا لليد الطولى للنظام المالي الأمريكي.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من الجهود الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، غادر ظريف عاصمة الاتحاد أمس دون أن يربط نفسه بتعهد، إذ قال بنبرة مشوبة بتشاؤم "إنها بداية طيبة، لم نصل إلى قرار، نحن في بداية العملية ونريد أن نحصل على هذه الضمانات"، بعدما كانت نبرة ظريف متفائلة في بداية اليوم من أن يتم تعزيز الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن قرار ترامب ترك الدول الأخرى التي أعلنت التزامها بالاتفاق، الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بعد سنوات من المفاوضات، أمام لعبة استراتيجية مراوغة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني راهن بإرثه السياسي بتحقيق الرفاهية للإيرانيين عبر الاتفاق الذي يتعرض الآن لتهديد نتيجة للعقوبات الأمريكية الجديدة، ويرى المتشددون في إيران الذين لا يروق لهم هذا الاتفاق، لأنه قدم تنازلات كثيرة، أنه يمكن الدفع في اتجاه إعادة بدء تخصيب اليورانيوم، ولكنهم سيخاطرون بالتعرض لغارات جوية من الولايات المتحدة وإسرائيل إن فعلوا ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الانقسام في إيران نفسها بدا واضحا أمس الثلاثاء مع إطلاق بعض القادة في طهران تهديدات، فبينما كان ظريف يعبر في بروكسل عن انفتاحه على إيجاد حل، خرج رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي يقول: "لدينا القدرة على استئناف أنشطتنا النووية إلى مستوى أعلى بكثير إذا فشلت المحادثات مع الأوروبيين في حماية الاتفاق النووي بعد خروج الولايات المتحدة منه".
وفي أوروبا، يواجه القادة قرارا بشأن إذا ما كانوا سيتعاملون مع واشنطن، أوثق حليفة لهم منذ زمن بعيد، كمنافس بما سيؤدي دون شك إلى صدام اقتصادي شامل معها في الوقت الذي يعتمدون فيه بعمق عليها لضمان الأمن ضد روسيا، وهي الورقة التي يلعب بها ترامب ويستخدمها الآن في مفاوضات بشأن جمارك أمريكية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي. 
واعتبرت الصحيفة أن الوضع شديد التعقيد، إذ أن آخرين في أوروبا يشاركون الولايات المتحدة مخاوفها بشأن السلوك الإيراني في الشرق الأوسط وبرنامج الصواريخ الباليستية، لكنهم منقسمون بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية.
وتابعت الصحيفة أن تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذي قالت فيه: "نعاني من تقطع في العلاقات الألمانية الأمريكية والأوروبية الأمريكية"، عكس الانقسام الشديد بين أوروبا وأمريكا، إذ قالت ميركل: "الاتفاق ضد الأسلحة النووية في إيران هو اتفاق مؤكد أن به أوجه قصور، لكنه اتفاق يجب أن نلتزم به".