الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سموم طعام الإفطار في رمضان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم صدور العديد من القوانين التى تجرم استخدام بعض المواد شديدة الخطورة على حياة الإنسان فى تصنيع المواد الغذائية والسلع التى يمكن الاستغناء عنها فى شهر رمضان وغيره من شهور السنة إلا أننا ما زلنا نعانى من تخمة القوانين وإفلاس فى التطبيق على أرض الواقع! ربما نتيجة سيادة قيم الرشوة والمصلحة التى تمنع تطبيق القانون بواسطة موظفين تجردوا من الآدمية فتحولوا إلى حيوانات تأكل وتشرب ولا تفكر ولا تشعر بتأنيب الضمير! فرغم صدور قرار يجرم استخدام مادة الفورمالين فى تصنيع الجبن والألبان وحقن الدواجن وهى مادة تستخدم فى حفظ الموتى والأنسجة البشرية من التلف إلا أن هذا القرار ذهب أدراج الرياح واستقرت تحت أقدام أصحاب المصالح من الحيتان الذين استحلوا العيش الحرام وأصبحوا قادرين على شراء أى شيء تراه أمامهم دون مراعاة لدين أو أخلاق أو قيم مجتمعية، فتكون النتيجة هى إصابة شريحة كبيرة من الفقراء بأمراض خطيرة تكبد الدولة ملايين ومليارات من الجنيهات من أجل تخفيف آلامهم مثل السرطان والفشل الكلوى والكبد الوبائئ والكلى وغيرها من الأمراض الخطيرة التى أصبحنا نتفوق فيها على مستوى العالم.
كما أن معظم الأمراض التناسلية وأمراض الذكورة انتشرت فى الفترة الأخيرة نظرا للتوسع فى استخدام هذه المواد فى حقن الدواجن، واستخدام معظم مصانع اللحوم مادة الطلاء فى منتجاتها دون أدنى رقابة حيث تقوم هذه المصانع بإضافتها لإعطائه اللون الوردى المناسب والجذاب للمستهلكين رغم أن هذه المادة تسبب السرطان والفشل الكلوي.
كما أن استخدام مثل هذه المواد كالملامين فى صناعة الأغذية المغشوشة والتى تأتى إلينا من مصانع تحت بير السلم وغير المرخصة خاصة فى غذاء الأطفال ويقبل عليها الفقراء فى بلادنا -وما أكثرهم- تسبب تدمير كامل للجهاز الهضمى ثم إصابته بالانتفاخ والقيء والإسهال ثم فشل فى وظائف الكبد والكلي، ما يترتب عليها تدمير الجهاز المناعى للإنسان! ويحدث هذا فى ظل غياب الرقابة على مصانع بير السلم التى تصنع المواد الغذائية دون التزامها بأى معيار لسلامة المواطنين وتعد مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى تستخدم فيها مواد محرمة دوليا مثل الفورمالين والملامين وبودرة السيراميك التى تتسبب فى ارتفاع حالات الوفاة بالإضافة إلى ارتفاعات مذهلة فى نسب الأمراض البكتيرية والفيروسية مثل السرطان والالتهاب الكبدى الوبائى والغسيل الكلوي، فمعظم دول العالم حرمت الاستعانة بهذه المواد فى تصنيع المواد الغذائية إلا أننا حتى هذه اللحظة ما زلنا نتناوله فى غذائنا بالرغم من تكلفة العلاج.. التسمم بهذه المواد يمثل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة.. الصحة هى أثمن ما يملكه الإنسان والأسرة التى هى البنية الأساسية للمجتمع!