الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

النشطاء والعملاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرف العالم قديما حروب العملاء من خلال تجنيد الجواسيس لإسقاط الأنظمة الحاكمة والسعي لإضعاف بنيان بعض الدول وإحداث الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وبث الفرقة ونشر الفوضى والإضرار بالأمن القومي للدول حيث عانت دول كثيرة من هؤلاء العملاء السريين الذين يتم تدريبهم تدريبات راقية لعدم الإيقاع بهم لأن الإعدام شنقا أو رميا بالرصاص هو العقاب الوحيد الذي يستحقة هؤلاء الخونة للأوطان وما أكثرهم قديما وحديثا.
ولأن حروب العملاء أصبحت موضة قديمة لدى الدول الكبرى وأيضا المنظمات العالمية وخاصة المنظمات اليهودية فقد بدأ التفكير في موضة حديثة تناسب العصر الراهن وتناسب القرن الحادي والعشرين وهي موضة النشطاء السياسين التي تحولت لدى البعض منذ مطلع عام 2005 وحتى الآن في مصر وغيرها من الدول العربية وظيفة ومهنة ووجاهة اجتماعية.
كما ان النشطاء ليظهروا على سطح الحياة السياسية في تلك الدول ومنها مصر عفويا أو بوازع وطني ولكنهم ظهروا بتخطيط مخابراتي أمريكي – صهيوني لإسقاط ليس الأنظمة العربية الديكتاتورية المحيطة بإسرائيل كما زعموا هؤلاء النشطاء ولكن لإسقاط جيوش هذه الدول وبعدها إسقاط هذه الدول كلية بعد ذلك وهو الأمر الذي يظهر جليا للجميع على أرض مصر ومع اقتراب موعد 25يناير.
فالعملاء السريون الذين يعملون ضد أوطانهم في الخفاء بأسماء سرية وباستخدام الشفرات والحبر السري وغيرها، ما نشاهده فى أفلام الجاسوسية فإن النشطاء على خلاف ذلك يعملون فى العلن بأسمائهم وبشعارات يرفعونها أمليت عليهم في التدريبات الخارجية وبأهداف محدد يحملون أجندتها داخل أوطانهم ويرفعون شعار مزيد من الديمقراطية زوراً وبهتاناً بل شعارهم هو مزيد من الفوضى والانهيار للأوطان التي تربوا على أرضها وشربوا من نيلها.
فالنشطاء السياسيون الذين نجحوا في خداع الجميع على أرض مصر على مدار عامين قبل سقوط حكم الإخوان انكشفوا الآن وظهروا على حقيقتهم وأن ماقاموا به من قبل لم يكن لصالح الشعب المصري وإنقاذ مصر من ديكتاتورية نظام مبارك ولكن الهدف كان هو تسليم مصر مجزأة ومقسمة وضعيفة وبلا جيش وبلا شرطة لأولياء النعم للنشطاء الذين أنفقوا عليهم ودربوهم في صربيا وغيرها ولعل منظمة "كانفاس" وهي مركز النشاط والاستراتيجيات التطبيقية اللاعنيفة معروفه لهم جميعا لأنهم خريجي هذه المنظمة التخريبية.
فالنشطاء السياسيون الذين اعتلوا المنصات لشهور وبرامج "التوك شو" وجلبوا الأموال والهدايا، غاضبون لأن الشعب كشفهم، ولأن التسجيلات بأصواتهم يسمعها الجميع الآن ويهددون باللجوء للقضاء بدلًا من الاختفاء والخجل من أنفسهم والفضائح تلاحقهم من كل عين تنظر إليهم في الشارع المصري.
والغريب أن بعض هؤلاء النشطاء دخل البرلمان المنحل بعد 25 يناير، وسموه كذباً برلمان الثورة وهو البرلمان اللقيط في تاريخ مصر وسعوا هؤلاء النشطاء وهم نواب عن الشعب لتلويث سمعة الشرفاء من أبناء الوطن ممن أطلقوا عليهم مجازا تعبير "الفلول" ونسوا ان الفلول لم يكونوا يوما عملاء للخارج وخونة للوطن وخنجرا في ظهر مصر أرض الكنانة..
وأحد هؤلاء النشطاء كان نائبا في البرلمان يمارس تنفيذه أجندة منظمة "كانفاس" التى دربته وزودته بالمهارات والمعلومات والأموال وسعى لاستغلال موقعة البرلمانى للمساس بقادة الجيش المصري وبنيان الدولة المصرية وسعى إلى خداع الشعب المصري وأنه نجح لشعبيته الجارفة دون أن يعرف أن الأموال المشبوهة هي التي دفعت به إلى مقعد البرلمان لاستكمال المخطط.
ولأن الثورة الحقيقية التي شهدتها مصر هي ثورة 30 يونيو وهي أم الثورات في تاريخ مصر الثوري منذ ثورة أحمد عرابي، فقد سعى هؤلاء النشطاء إلى ضرب هذه الثورة بكل الطرق غير المشروعة في محاولة لإنقاذ مشروعهم التآمري على مصر والتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية بزعم استرداد ثورة 25 يناير وهم يعلمون أن 30 يونيو طهرت وغسلت سمعة 25 يناير.
فالعملاء السريون الذين يعملون في السر لضرب الأوطان، أشرف من هؤلاء النشطاء الذين يعملون في العلن ويكشفون عن وجههم القبيح لتدمير أوطانهم خاصة، أن العملاء لايرتدون ثوب البطولة أبدا، لكن النشطاء يرتدون ثوب البطولة الزائفة ويسعون للرقص على جثة الوطن وأشلاء أبنائه بدلا من الاعتراف بالجرم والخطأ وطلب التوبة من الله سبحانه وتعالى والمغفرة من شعب مصر العظيم، لكنهم مستمرون في اللعب بالنار حتى تحرق أصابعهم وتحرقهم نار الشعب المصري مع اقتراب 25 يناير.