الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الرقص المعاصر.. اتجاه مُغاير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهر فن الرقص المعاصر حديثا ليحدث تطورا كبيرا في الأداء المسرحي ليجتذب طائفة كبيرة من الشباب ومحبي الفنون الاستعراضية، وقد لاقى ذلك استحسانا كبيرا من رواد المسرح، هو أحد فنون التعبير الجسدي التي ظهرت في أوائل القرن العشرين كحركة مغايرة لفنون الرقص الكلاسيكي والباليه، ولا يشتمل على حركات محددة ومفردات للحركة يتعيين على الراقصيين أداؤها، ولكن يعتمد بشكل أساسي على التحرك بشكل حر، وبرزت فرقة الرقص المسرحي الحديث خلال الربع قرن الأخيرة بعد تأسيسها في 1993، على يد المخرج وليد عوني والتابعة لدار الأوبرا المصرية، كاتجاه مغاير للرقص التقليدي بتناولها مواضيع متخصصة في الفنون والحضارة المصرية والعربية، والتي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي التي أحرزت نجاحات كبيرة خلال عروضها، حيث قدمت أكثر من 26 عرضا فنيا، بالإضافة إلى المشاركة في المهرجانات الدولية والجولات الخارجية إلى معظم الدول الأوروبية وأمريكا والصين وكوريا والبلاد العربية، وهذا ما جعلتها تنال العديد من الجوائز.
يرسم المخرج الرقص والجسد في أعماله التشكيلية والرقص بالجسد، ليخرج بتفكيره على الجسد فتلك هي أدواته، والامتزاج الذي يقوم به حينما يقدم أعمالا تشكيلية على خشبة المسرح هو الرابط بينهما، وكل عمل يقوم به يستخدم فيه كل طاقاته الفكرية والجسدية معا حتى يقدم رؤيته من خلال أعماله سواء على المسرح أم على القماش، فعالم الرقص المسرحي دائما ينقسم بين مؤيد ومعارض، وفي مجتمعاتنا العربية مازالت العديد من الثقافات ترفض كلمة رقص أو راقصة حتى لو كنا نقدم فكرا حديثا أو مختلفا ومعاصرا وجريئا، فالقضية هنا ليست قضية تخصصية إنما هي ثقافة مجتمعات، فالبعض من الجمهور يذهب إلى المسرح ويرغب في مشاهدة الأعمال الكلاسيكية والتقليدية، ولكن هناك عناصر تميل إلى التجديد والتطور ففي كل مرحلة تجد طفرة تحول الأحدث.
الرقص المسرحي فن لا يقدم اليوم، بل فن يقدم في مصر منذ أكثر من 25 عاما، فشريحة الجمهور لا تعتمد على طبقة المثقفين، بل يرى إقبالا يوما بعد يوم من المواطن العادي لأنه يعتمد على الإحساس، فيعتمد فنان الرقص المعاصرعلى اللياقة البدنية وذلك من خلال اختبارات للتعرف على تفكيره وخلفيته الثقافية وشخصيته وجوانب اهتماماته، لأنه يقدم اتجاها ومنهجا، وليس رقصا دون هدف، فالتكوين الفكري لديه أهم وكذلك الأسلوب الذي يتبعه في حياته وعلاقاته بالآخرين، وكيف يذهب هذا التفكير إلى جسده وكيفية التعبير عنه، وهذا هو الأصعب.
وتستعد فرقة الرقص المسرحي المعاصر للاحتفال بمرور 25 عاما على تأسيسها، خلال شهر مارس الجاري، وتنتهي من العرض المنتظر افتتاحه في هذا اليوم وهو "ايكاروس" إخراج الفنان وليد عوني لتقديمه في الحفلة.