تباينت تعليقات الصحف الصادرة صباح اليوم/الاثنين/ في بيروت حول قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديم 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني إذ رحبت الصحف المقربة لقوى 14 آذار بشدة بالقرار بينما تعاملت الصحف المحسوبة على 8 آذار مع قرار بحذر إن لم يكن بتحفظ.
واعتبرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن السعودية ترد الحملة عليها بدعم الجيش اللبناني.. ووصفت قرار المملكة قررت تقديم ثلاثة مليارات دولار ليشتري بها الجيش اللبناني سلاحًا فرنسيًا بأنه انحياز من قبل المملكة العربية السعودية إلى السلاح الشرعي، والى الجيش اللبناني
ونقلت الصحيفة عن أوساط كتلة "المستقبل" إن مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز تجاه الجيش اللبناني هي بمثابة "إعلان الانحياز الى المؤسسة العسكرية الوطنية لكي تكون أكبر قوة مقاتلة في لبنان".
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد سليمان أن هذا الدعم يساعد على كشف الإرهاب وضبطه واقتلاعه من ارضنا وردع المجرمين عن ارتكاب الجرائم كما حصل بالأمس وملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، والمساهمة مع قوات اليونيفيل في تنفيذ جميع مندرجات القرار 1701، تنفيذا للتصور الاستراتيجي المرفوع إلي هيئة الحوار والشعب اللبناني".
ورأت النهار أن هناك تلاقٍ" سعودي - فرنسي حول الأزمات الإقليمية .. مشيرة إلى القمة التي عقدت بين خادم الحرمين الشريفين وبين الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند حيث نقلت الرئيس الفرنسي قوله وجود اتفاق في وجهات نظر البلدين إزاء الملفين السوري والإيراني والأزمات الإقليمية الأخرى.
وفي الملف الحكومي .. نقلت صحيفة النهار عن أوساط الرئاسة اللبنانية أن موقف الرئيس سليمان لم يتبدّل من عملية تشكيل الحكومة أو ضرورة إعلان مراسيم تشكيلها قبل ٢٥ يناير ، معتبرة أن تأليف حكومة جديدة "لن يكون نهاية العالم، فهي اما تنال الثقة وإما لا تنالها، وفي حال عدم نيلها الثقة، تعاد الاستشارات مجدداً ومحاولة تشكيل حكومة اخرى الى ان تنال الثقة".
من جانبها، اعتبرت صحيفة اللواء اللبنانية أن المساعدة السعودية تشير إلى وقوف المملكة إلى جانب لبنان الدولة والشرعية والأمن والاستقرار في مواجهة كل المخططات والتنظيمات التي تحاول التطاول على هيبة الدولة .
ورأت أن هذه الخطوة السعودية الكبيرة دحضت كل حملات التشويه والافتراء التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية ومازالت، وتشويه سياستها بالادعاء بدعم المنظمات الإرهابية..ووصفت صحيفة المستقبل قرار خادم الحرمين بأنه أكبر دعم في تاريخ لبنان.
حكومة حيادية:
على الجانب الآخر، قالت صحيفة "السفير"- القريبة من قوى 8 آذار بقيادة حزب الله- إن ما بدأه الرئيس اللبناني بإعلانه عن المنحة السعودية أمس يبدو أنه سيستكمل في النصف الأول من يناير المقبل، وعلى الأرجح في السادس منه، حيث توقعت أوساط واسعة الاطلاع أن تولد في هذا اليوم حكومة حيادية، يسمي وزراؤها الرئيس المكلف تمام سلام بالتشاور مع الرئيس اللبناني الأمر الذي من شأنه، إذا صح، ان يفتح باب التداعيات على كل الاحتمالات. على حد قوله الصحيفة.
وقالت السفير إنه إذا كانت أي مساعدة للجيش اللبناني خصوصاً في هذه الظروف مشكورة، وإذا كان الجهد الذي بذله رئيس الجمهورية على هذا الصعيد موضع تقدير، إلا أن المبادرة السعودية لا تعفي من طرح بعض الأسئلة الاستيضاحية حول حجمها وتوقيتها وآلية تنفيذها وكيفية التعاطي معها.
وتساءلت الصحيفة ألا يفترض بمجلس الوزراء اللبناني أن يكون صاحب الصلاحية في قبول أو رفض مساعدة بهذا الحجم؟ .. كما تساءلت ما هي الوظيفة السياسية لهذه المساعدة العسكرية التي تجاوزت بكثير البرنامج الذي كان قد وضعه الجيش لتعزيز قدراته، على مدى خمس سنوات ووفقا وفق أي عقيدة قتالية سيجري منح الجيش سلاحاً فرنسياً بتمويل سعودي.
وواصلت الصحيفة المقربة لحزب الله تساؤلاتها.. هل تندرج هذه المساعدة في إطار تقوية الجيش لمواجهة إسرائيل والإرهاب، أم ان لها غاية أخرى مضمرة، وبالتالي أين ستكون المليارات الثلاثة من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»؟
وتساءلت الصحيفة ماذا عن طبيعة الأسلحة الحديثة والجديدة التي سيحصل عليها الجيش، كما أكد سليمان؟ وهل ستمنح فرنسا المؤسسة العسكرية سلاحاً متطوراً للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ بعيدة المدى كتلك التي حرمت منها طائرات «الجازيل»( التي يمتلكها الجيش الفرنسي)، بحيث يصبح قادراً على مواجهة أية اعتداءات أو خروق إسرائيلية، أم أن هناك قيوداً ضمنية ستفرض على نوعية التسليح؟
وقالت الصحيفة" لماذا تقرر أن تكون باريس ممراً إلزامياً لصفقة المليارات الثلاثة ومصدراً وحيداً لصفقة التسلح هذه، في حين رُفضت سابقاً عروض للمســاعدة من إيران وروسيا؟.. وربطت بين اختيار فرنسا كمصدر للتسليح وبين التقارب السعودي الفرنسي تجاه أزمات المنطقة.
وكان أبرز تساؤلات الصحيفة هل هناك من يفترض أن «صفقة المليارات» للجيش اللبناني ستؤدي إلي «إحراج» «حزب الله»، بعد حملته الأخيرة على السعودية، وصولا إلي «إخراجه» لاحقاً تحت شعار انه لم يعد يوجد أي مبرر للإبقاء على سلاح المقاومة ما دام أن الجيش أصبح قوياً وقادراً على الدفاع عن لبنان، كما كان يطلب الحزب في أدبياته.
ونقلت الصحيفة عما وصفته بمرجع سياسي إنه يجب التعاطي بإيجابية مع المساعدة السعودية التي تأتي في وقت يواجه الجيش تحديات كبرى، تتطلب أفضل جهوزية ممكنة، مشدداً على ضرورة تحييدها عن التجاذبات الداخلية.
