الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الحسن بن الهيثم.. مؤسس علم البصريات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل، اليوم الثلاثاء الموافق 6 مارس، ذكرى رحيل أعظم علماء العرب في البصريات، والرياضيات، والطبيعيات، والطب، والفلسفة، كشف حقيقة الضوء، وتنسب إليه مبادئ اختراع الكاميرا، وله أكثر من 200 كتاب في مجالات مختلفة.
أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، عالم موسوعي مسلم، ولد في البصرة عام 354 هجريًّا، وبالميلادية عام 965، في فترة كانت تعد العصر الذهبي للإسلام، وبدأ ابن الهيثم تلقّي العلم، خلال تلك الفترة التي قضاها في البصرة، حيث قرأ العديد من كتب العقيدة الإسلامية والكتب العلمية، وانتقل ابن الهيثم إلى القاهرة حيث عاش معظم حياته فيها وبقي بمصر حتى عام 1038م ليرحل بعدها إلى الأندلس.
عرف ابن الهيثم بالبصري؛ نسبةً إلى مسقط رأسه في مدينة البصرة وعرفه الغرب باسم "الهزن"، ولقّبوه ببطليموس الثاني، وعاش أبو الحسن معظم حياته في القاهرة، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل، عندئذ أمره الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك، إلا أن ابن الهيثم صُدم سريعًا باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون، فأُجبر على الإقامة بمنزله، حينئذ، كرّس ابن الهيثم حياته لعمله العلمي.
ارتبط ابن الهيثم بالجامع الأزهر، وبعد انتهاء فترة إقامته الجبرية في منزله، كتب عشرات الأطروحات الأخرى في الفيزياء والفلك والرياضيات. 
وقد صحح بعض المفاهيم السائدة اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس، كما كان يعتقد في تلك الفترة، وإليه تنسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحًا كاملًًا، ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار، كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم "مسألة ابن الهيثم".
أطلق اسمه على إحدى الفجوات البركانية على سطح القمر، تكريمًا لاسمه، في 7 فبراير 1999 كما أطلق اسمه على أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا، وفي باكستان تم تكريم ابن الهيثم بإطلاق اسمه على كرسي طب العيون في جامعة آغاخان، وفي العراق وضعت صورته على الدينار العراقي فئة عشرة دنانير منذ ثمانينيات القرن الماضي ثم 10،000 دينار الصادرة في 2003، كما كان اسمه يطلق على واحدة من المنشآت البحثية التي خضعت للتفتيش بواسطة مفتشي الأمم المتحدة الباحثين عن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في عهد الرئيس صدام حسين.
وفقًا لمؤرخي العصور الوسطى، ألف وكتب ابن الهيثم أكثر من 200 كتاب، وعمل على طائفة واسعة من الموضوعات، منها ما لا يقل عن 96 عملا علميا معروفا، وفقدت معظم أعمالهُ حاليا، ولكن ما زال باقيًا أكثر من 50 عملا منها، وخاصة في علم البصريات والذي لم يصل إلينا سوى من خلال النسخ المترجمة إلى اللغة اللاتينية. 
كما ترجمت كتبهُ في علم الكون خلال العصور الوسطى، إلى اللغة اللاتينية والعبرية وغيرها من اللغات. وبقيت نحو نصف أعماله في الرياضيات، ونحو 23 عملًا في علم الفلك، و14 في علم البصريات، وأعمال قليلة في موضوعات أخرى. 
لُقِّبَ الحسن بن الحسن بن الهيثم بألقاب عديدة، فلُقِّبَ بابن الهيثم، ولُقِّبَ أيضًا برائد علم الضوء، ونعتَهُ البيهقي بـ بطليموس الثاني، ولُقِّبَ بلقب أبو علم البصريات، وكُنِيَ بأبي علي.
بلغ ابن الهيثم من العمر 74 عامًا وقد أصابَتِهُ أمراض الشيخوخة فأحس بدنو أجله فقام وتوضأ وتوجه للقبلة وصلى لربه صلاته الأخيرة ثم جلس وبدأ يقرأ بسورة العنكبوت حتى وصل إلى قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان ذلك يوم 6 مارس عام 1039 ميلادي الموافق 430 هجري في القاهرة.