السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

قصور الثقافة تصدر "أساليب السرد في الرواية العربية" لصلاح فضل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة حديثا كتابا تحت عنوان " أساليب السرد في الرواية العربية " للناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل.
يعد هذا الكتاب دراسة موسعة للدكتور صلاح فضل وضح فيه أن السرديات الحديثة التي تقترب منها البحوث النقدية استطاعت خلال العقود الثلاثة الماضية أن تؤسس معرفة متنامية ودقيقة في النصوص الأدبية من خلال تجلياتها المختلفة حتى غدت نموذجًا مشجعًا لما يعرف بعلم الأدب في تشكيله المتطور الدؤوب والمتجدد بقدر ما ينبثق من إبداع عبر المخيلة الإنسانية.
ويشير فضل إلى ازدهار البحوث التي تدور حول طبيعة المنظور السردي وأشكال الرؤية القصصية وعمليات تكوين بؤرة السرد مستوياتها وعناصر توجهها في تعانق متناغم مع البحوث التي تحلل تعدد الأصوات وعلاقتها بنوعية الضمائر ولغة الخطاب الروائي في حالات العرض والسرد وإرتباطها بقضايا مستويات الزمن القولي والتاريخي وما ينجم عن تضافرها من إيقاعات متفاوتة وأساليب متعددة، كما درست أشكال الصيغ والكيفيات المختلفة لأنماط السرد وعمليات التركيب
ويعرض بالتفصيل بلاغة الخطاب وعلم النص بما يعتبر تجاوز المنهج التحليلي الفلسفي والبنيوي كما يمهد لمقاربة علمية نصية تطبيقية بعد عرض المحددات النظرية الشاملة.
ويذكر فضل أنه توصل بعد قراءته لعدد من الروايات العربية الى تحديد بعض الملامح المميزة لثلاثة أساليب رئيسة في السرد العربي المعاصر هي الأسلوب الدرامي الذي يسيطر فيه الإيقاع بمستوياته المتعددة من زمانية ومكانية منتظمة، ثم يعقبه في الأهمية المنظور ومن بعده المادة. والاسلوب الغنائي الغالب على المادة المقدمة في السرد حيث تتسق أجزاؤها في نمط أحادي يخلو من توتر الصراع، ويعقبها في الأهمية المنظور والإيقاع. ثم يأتي دور الأسلوب السينمائي وفيه يفرض المنظور سيادته على ما سواه من ثنائيات مهمة. لافتًا الى عدم وجود حدود فاصلة أو قاطعة بين هذه الاساليب إذ تتداخل بعض عناصرها في كثير من الأحيان.
ويبين فضل أنه تختلف تقدير الأهمية المهيمنة في كل قراءة نقدية الى أخرى مما يجعل التصنيف غير مانع بالمفهوم المنطقي، كما أن هناك بعض الخواص التي يمكن أن تخرج على العناصر الملاحظة في هذا التصنيف وتتوزع على بعض مناطقه بشكل قد يوهم بتكوين أسلوبي مخالف كالصبغة الملحمية المتجسدة في عدد من الروايات العربية والناجمة على وجه الخصوص من نفس هيمنة المادة الروائية على العناصر الأخرى ما يجعلها قريبة من الاسلوب الغنائي.
موضحًا أن كل رواية تتضمن قدرًا من الدرامية والغنائية الذاتية أو الملحمية والسينمائية ولكن بنسب تتفاوت في مستويات توظيفها، كما أن المقاومة النقدية لكل نص روائي تهدف الى إكتشاف شعريته الخاصة وما يثيره من مجالات تتجاوز نطاق العناصر الاسلوبية المعتمدة في هذا السلم بحيث لا تصبح الدراسة جدولًا برهانيًا لفرضية التصنيف بين مناطق الاثارة الجمالية والدلالية في النص.