الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد أبو المجد.. رحيل مفاجئ

الشاعر محمد أبو المجد
الشاعر محمد أبو المجد المفاجئ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان رحيل الشاعر محمد أبو المجد المفاجئ إثر حادث سيارة واحدًا من مفاجآت ٢٠١٧ الحزينة، فالرجل الذى رحل عن عالمنا فى منتصف أكتوبر الماضى كان محبوبًا بين أصدقائه وزملائه، ولم يفقد هذا الحب حتى عندما تعرض لأزمة مهنية كبيرة أدت إلى فقدانه منصبه. الآن يحتفى به معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته التاسعة والأربعين، لتحمل قاعة المائدة المستديرة اسمه، فيظل موجودًا دومًا أمام الأعين كما فى القلوب.
كان أبو المجد يعانى من مشكلات صحية منذ سنوات، وكان آخر ما كتبه على صفحته الشخصية قبل رحيله بعدة ساعات هو «لا أنام.. إنما تنضم أجفانى لأراك. صوت الروح»؛ وكأن الرجل الذى نشأ فى بيئة تهتم بالقراءة والاطلاع يرثى روحه بشكل ما.
كان والده ممن تدرجوا فى الأزهر حتى حصل على درجة العالمية -الدكتوراه- فى اللغة العربية، وكان أول من جعله يهتم بالقراءة، وقال عنه «كان والدى يُحضر الصحف والجرائد والمجلات الأسبوعية بشكل مستمر، وكنت أذهب معه إلى كشك عم سعيد لأُحضر معه الجرائد، وأنا أذكر أنى كنت أجلس مع والدى نقرأ تلك الصحف والجرائد، وبدأ والدى يعلمنى القراءة وأنا فى سن ثلاث سنوات، وأيضا كان يحُفظّنى بعض آيات القرآن الكريم»؛ ليكبر الفتى ومن حوله كم هائل من الكتب القيمة؛ ووسط هذه التلال من المعرفة وجد ضالته فى الشعر، رأى الكلمات التى نظمها السجع والقافية هى الأكثر جذبًا لروحه، والطريقة الأمثل التى يُمكن أن يُعبّر بها عن ذاته، ليُصدر فى العام الماضى ديوانه «فقط يعوزه الحزن» الذى صدر عن دار ميريت للنشر.
ووفق أصدقائه ومحبيه، لم يُفكر أبو المجد فى استغلال منصبه- عندما تولى رئاسة الإدارة المركزية فى هيئة قصور الثقافة- لتكريس نفسه كشاعر أو تحقيق مكاسب خاصة، فقط استمر فى عمله بهدوء شابه الجدل أحيانًا؛ واستمر على هذا الهدوء حتى عندما غادر الهيئة بعد إقصائه من منصبه، والتحقيق معه ومع زميله الراحل صبحى موسى بتهمة تتعلق بتحمسهما لنشر كتاب جمال حمدان «شخصية مصر» فلم يثر المشكلات ورفض أن يبدو فى صورة البطل. قضى أيامه الباقية، التى لم يعلم مدى قصرها، حتى رحل عن عالمنا.