السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أردوغان يتفقد الحدود متعهدًا بمواصلة الهجوم في شمال سوريا

اردوغان
اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس مواصلة الهجوم الذي تشنه أنقرة في شمال سوريا على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة، وذلك خلال جولة تفقدية مفاجئة للمنطقة الحدودية.
وفي اليوم السادس من الهجوم الذي يثير قلق دول عدة، توجه اردوغان الى مقر قيادة العملية في محافظة هاتاي الحدودية يرافقه قائد الجيش ووزير الدفاع، بحسب الرئاسة التركية.
وأكد أردوغان خلال جولته أن الهجوم على وحدات حماية الشعب الكردية سيتواصل "حتى تحقيق النتيجة" المرجوة منه وفق الرئاسة التركية.
وجاءت زيارة اردوغان للحدود على وقع توتر بين الولايات المتحدة وتركيا الخميس غداة اتصال هاتفي بين الرئيس التركي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
واعلن البيت الأبيض أن ترامب حض تركيا "على وقف التصعيد والحد من أعمالها العسكرية" وطلب منها تفادي "أي عمل قد يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأمريكية".
وأضاف البيت الأبيض أن ترامب شدد على "وجوب أن يركز البلدان جهودهما، وعلى إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش".
لكن مسئولا تركيا قال إن البيان الأمريكي "لا يعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية" بين ترامب وأردوغان.
وقال المصدر نفسه إن "الرئيس ترامب لم يعبر عن قلق إزاء تصاعد العنف" في عفرين بل تحدث عن "ضرورة الحد من مدة العملية التركية".
من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الخميس أن "من حق تركيا" العضو في الحلف "أن تدافع عن نفسها" ولكن "في شكل متكافئ ومدروس".
وفي مؤشر إلى تدهور العلاقة بين أنقرة وواشنطن، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الولايات المتحدة الخميس إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا أرادت "استعادة الثقة".
ويعكس هذا التباين حول الاتصال الهاتفي الهوة التي تفصل بين البلدين في شان وحدات حماية الشعب الكردية التي يستهدفها الهجوم التركي في عفرين وتعتبرها انقرة "منظمة إرهابية" على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ 1984.
لكن وحدات حماية الشعب لا تزال تتعاون بشكل وثيق مع واشنطن في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في تحد لتحذيرات تركيا.
وقد استغل المقاتلون الاكراد تحالفهم مع واشنطن للسيطرة على مناطق واسعة في شمال سوريا طرد منها الجهاديون.
وفي هجومها على عفرين، تستعين انقرة بالعديد من الفصائل السورية المعارضة التي تتهم المقاتلين الأكراد بالسعي إلى تقسيم سوريا عبر تكريس كيانهم في شمال البلاد.
يأتي ذلك في وقت أعلن متحدث باسم البنتاجون الخميس أن قادة عسكريين أمريكيين واتراكا ناقشوا إمكان إقامة "منطقة آمنة" على الحدود مع سوريا.
وقال اللفتنانت جنرال كينيث ماكنزي "من الواضح أننا لا نزال نتحدث مع الأتراك بشأن احتمال (إقامة) منطقة آمنة، مهما أردتم تسميتها".
وأضاف "اختلفت نظرتنا إلى ذلك لنحو سنتين ولم يتم التوصل إلى قرار بعد.. لا يزال قادتنا العسكريون يناقشون، لذا أقول إنها فكرة موجودة، وتتم مناقشتها في الوقت الحاضر".
ولم يقدم ماكنزي تفاصيل حول ما الذي يمكن أن تشمله منطقة آمنة، لكن وسائل الإعلام التركية قالت إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أبلغ نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو أنه يؤيد إقامة "ِشريط أمني" بعمق يصل إلى 30 كلم داخل سوريا.
وأكد أردوغان خلال زيارته الحدود أن العملية العسكرية "غصن الزيتون" تهدف إلى "تطهير عفرين من الإرهابيين" والسماح للسوريين اللاجئين في تركيا بالعودة إلى بلادهم.
في المقابل دعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين عثمان الشيخ عيسى الخميس النظام السوري إلى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة التي تتعرض منذ السبت لهجوم تشنه أنقرة وفصائل سورية معارضة موالية لها.
وقال الشيخ عيسى في تصريحات لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من بيروت "إذا كان هناك من موقف حقيقي ووطني للدولة السورية، التي لديها ما لديها من إمكانات، فعليها أن تقف بوجه هذا العدوان وتقول إنها لن تسمح بتحليق الطائرات التركية".
ميدانيا، قصفت المدفعية والطائرات التركية مجددًا الخميس مواقع المقاتلين الأكراد.
ومع دخول العملية التركية يومها السادس، بدأت الخميس في فيينا جولة جديدة من مفاوضات السلام حول سوريا.
ويثير الهجوم التركي قلق دول عدة.. وطلبت ألمانيا الخميس من حلف شمال الأطلسي بحث الهجوم داخل الحلف.
لكن الوزير التركي للشئون الأوروبية عمر جيليك قال الخميس إن تركيا تريد أن يقف الأوروبيون "إلى جانبها" في تدخلها العسكري بشمال سوريا بداعي مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية.
ومنذ السبت الماضي، قتل نحو مائة مقاتل من وحدات حماية الشعب والفصائل السورية المعارضة الموالية لأنقرة إضافة إلى 33 مدنيًا، معظمهم في قصف تركي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
غير أن أنقرة تنفي استهداف مدنيين فيما تحدث الجيش التركي عن ثلاثة قتلى في صفوفه.
وفي مدينة كيليس التركية، شارك بضع مئات الخميس في تشييع شخصين قتلا الأربعاء بسقوط صاروخ أطلق من شمال سوريا نسب إلى المقاتلين الأكراد.