الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

احتفالات مصر وتضحيات الشرطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‫مع حلول ٢٥ يناير من كل عام منذ بداية أحداث الربيع العربي ينقسم المصريون في الاحتفال بالذكرى، حيث تتمسك الغالبية منهم بعيد الشرطة، والجزء الباقي يرى أنها ذكرى الثورة التي نختلف سياسيا على وصفها بهذا الاسم، ولكن الدستور حتم علينا تخليدها طبقا لما ورد في مواده وهو ما يجب علينا جميعا إحترامه لأن الدساتير تقدس، لذلك ما المانع من أن نحتفل جميعاً تحت مسمى احتفالات مصر، ليحيي كل منا ذكراه.‬
‫ما قامت به الشرطة ورجالها البواسل في الصمود أمام قوات الاحتلال سيظل في ذاكرتنا التي نفخر بها على مر الزمان، لأنه درس قدمه لنا أبطال هذه المعركة في كيفية الحفاظ على بلادنا حتى آخر طلقة ونقطة دم، مما يجعل التاريخ يفخر بذكرهم، ليستكمل من بعدهم رجال لا يليق بهم سوى وصف الأبطال، ولأن قوانين الحياة تعلمنا أنه لا يوجد شيئ مكتمل في النبل، ستجد من أساء لهذه المنظومة بشكل فردي خلال الماضي، وهو ما يجب ألا نتذكره، حتى لا ننتقص من قدر منظومة يضحى رجالها بأرواحهم دفاعا عن أمننا وحياتنا التي كادت أن تضيع لولا تضحياتهم العظيمة، وما نتج عنها من شهداء روت دمائهم الطاهرة أرضنا الطيبة ليخضر لنا المستقبل.‬
‫كذلك ٢٥ يناير، فليس كل من شارك فيها خاين وليس كل من دعا لها وطني، ولكن المؤكد أن بعض الشباب شاركوا فيها بكل قيم النبل أملاً في حياة أفضل، وخلال تلك الأحداث التي كادت مصر أن تضيع فيه لولا تدخل القوات المسلحة للحفاظ على الدولة التي إكتملت أركان المؤامرة على أرضها، ليتم إدارة الموقف بكل إحترافية أنقذتنا من مصير نحمد الله الذي منح قادتنا قدرة التغلب عليه ووأده، ولكن مع مجيء ٢٥ يناير من كل عام تتجدد الاشتباكات النقاشية والتي تظل خلافية بين معسكر الثورة والشعب.‬
‫كم من علاقات أسرية وإجتماعية تحطمت وإنهارت على صخرة الثورة والخلاف حولها، رغم إحتفال الدولة بها وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على إلقاء كلمة إلى الشعب كل عام بمناسبة هذه الذكرى التي يخلدها الدستور، فلماذا لا نحتفل جميعا بهاتين الذكرتين تحت مسمى احتفالات مصر، لنقطع السبل على أعدائنا في الاستفادة من حالة الانقسام هذه، خاصة بعدما عادت الدولة واستعادت عافيتها وأصبح كل من أخطأ في حقها تحت طائلة القانون.‬
‫ما ذكرته ليس انتصارا للشرطة لأنه حق أصيل لأبطالها البواسل وما يبذلونه من تضحيات جسام، وليس انتقاصا من الذين شاركوا في أحداث ٢٥ يناير التي كادت أن تسقط مصر في بئر الضياع لولا ثورة ٣٠ يونيو وما حققته من انتصارات حمتها قواتنا المسلحة والشرطة، ولكن انتصارا لمصر وشعبها الطيب وما أقره من دستور في رأيي أنه من أعظم الدساتير على مر تاريخنا.‬