الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد إبراهيم طه: صبري موسى نجح في الخروج من خصوصية الشخصية المصرية

الكاتب والروائى الدكتور
الكاتب والروائى الدكتور محمد إبراهيم طه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب والروائى الدكتور محمد إبراهيم طه، إن الكاتب الكبير الراحل صبرى موسى كان حالة فنية متفجّرة فى الوسط الثقافى المصرى والعربى يصعُب أن تتكرر.
وأضاف "طه" فى تصريح لـ "البوابة نيوز": صبحي مبدع شامل فهو شاعر وقاص وروائي وكاتب مقالات ورسام ؛ لكن يظل وجهه الروائي هو الأكثر غلبة على باقي الوجوه الأخرى، رغم قلة إنتاجه الروائي، ثلاث روايات: "حادث النصف متر" و"فساد الأمكنة" و"السيد من حقل السبانخ".
وأكد أن صبري ترك لنا عددا كبيرا من المجموعات القصصية والكتب التسجيلية في أدب الرحلات، وسيناريوهات لأفلام مثل البوسطجي وقنديل أم هاشم والشيماء ورغبات ممنوعة ورحلة داخل امرأة، هذا في إنجازه الأدبي الظاهر، ويقبع خلف كل هذه الوجوه الظاهرة لصبري موسى وجه مثقف وشاعر ورسام ورحالة عالمية. وتبدو الأسباب عديدة على غلبة الوجه الروائي، فرواياته أجواؤها عالمية، وأبطاله نماذج إنسانية أكثر منها واقعية، مشبعة بأفكار فلسفية وفكرية وثقافية بنفس القدر الذي تلامس به أرض الواقع، ف"حادث النصف متر" تناقش الصراع الفكري بين التمسك بقيم وتقاليد اجتماعية محافظة وبين التخلي عنها لصالح قيم وافدة ومنفتحة، أكثر مما تجسد على أرض الواقع علاقة منفتحة إلى أقصى مدى، تبدأ وتنتهي بين شاب في العقد الثالث وفتاة جامعية، و"فساد الأمكنة" توغل في أجواء عالمية وإنسانية أكثر مما توغل في المحلية أو المصرية، أجواء تذكرك على نحو ما برباعية الإسكندرية، التي تجري وقائعها على أرض مصرية، لكن بشخوص أجنبية ومغتربة أكثر، وأفق إنساني أوسع وثقافة إنسانية أشمل، تتعلق بتوحد الإنسان عموما بالطبيعة والمكان.
وتظل "فساد الأمكنة" مختلفة عن الروايات الأولى لكتاب نفس المرحلة الزمنية التي اهتمت بخصوصية الشخصية المصرية اجتماعيا كما في "أيام الإنسان السبعة" لعبد الحكيم قاسم أو بواقعها السياسي والأيديولوجي كما في "زهر الليمون" لعلاء الديب، و"قالت ضحى" لبهاء طاهر، أو في نظرته إلى الغرب كما في رواية "أصوات" لسليمان فياض، فنيكولا الإنسان ومأساته هما محور هذه الرواية الأوحد، وما عدا ذلك فثانوي وباهت.