الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القدس تنتصر على "ترامب".. الشرق الأوسط يضرب بـ"المعونة الأمريكية" عرض الحائط.. واشنطن تبكي على 25.7 مليار دولار.. خبراء: حان للعرب استغلال استثماراتهم ضد "بلاد العم سام"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتعلت غرف السياسة العالمية، بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات المالية عن كل الدول التي وقفت ضد قرار بلاده القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في مخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن الذي يعترف بمدينة القدس كمدينة محتلة.
وكانت 128 دولة صوتت ضد القرار الأمريكي أغلبها من الدول العربية والأفريقية، مقابل امتناع 35 دولة عن التصويت، و9 دول فقط هي التي صوتت لصالح المشروع الأمريكي. الأمر الذي اعتبره الكثيرون من الخبراء والمحللون صفعة لإدارة ترامب السياسية.
وواصل ترامب تهديد للدول الرافضة لقراره، قائلا إن بلاده أنفقت "بحماقة" 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، في تلميح إلى اعتزامه توجيه النفقات الأمريكية في المنطقة إلى الداخل.
وكتب ترامب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الجمعة: "في نقطة ما، ولصالح البلاد، أتنبأ أننا سنبدأ العمل مع الديمقراطيين بطريقة ثنائية الحزب. ستكون البنية التحتية مكانا مثاليا للبدء. بعد إنفاقه 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط بحماقة، حان الوقت للبدء في إعادة بناء بلدنا". 
وأضاف ترامب: "إنهم يحصلون على مئات الملايين من الدولارات بل حتى مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا، حسنا نحن نراقب تلك الأصوات".
كما قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن الرئيس الأمريكي المنتخب كلفها "بتسجيل أسماء" الدول التي صوتت على قرار ينتقد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال تصويت الجمعية العامة.
وفي تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أكد فيه أن مجموع أموال المساعدات الأمريكي يبلغ 25،7 مليار دولار، وأن أغلب الدول التي تحصل على هذه المعونات والمساعدات تقع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وذكر التقرير، أن الولايات المتحدة تُقدم مساعدات إلى 100 دولة بواسطة 20 مؤسسة أمريكية حكومية بمبالغ مالية تُقدر بـ 25،7 مليار دولار أمريكي. 
وقال التقرير: إنه على رأس الدول التي قد تتأثر بالمساعدات الأمريكية السلطة الفلسطينية والأردن ونيجيريا والعراق وباكستان. 
ومن المفترض أن "تقدم الولايات المتحدة في العام 2018 مبلغ 1.381 مليار لمصر منها 1.3 مليار على شكل مساعدات أمنية، كما يتلقى الأردن مليار دولار منها 364 مليون للأمن، أيضا السلطة الفلسطينية تتلقى 252 مليون دولار". 
كما ستتلقى لبنان 103 ملايين، والعراق 347 مليون دولار، وأفغانستان 726 مليون دولار، وإثيوبيا 488 مليون دولار، وباكستان 329 مليون دولار، وأوكرانيا 160 مليون دولار، والسودان 158 مليون دولار، ومالي 158 مليون دولار، وتنزانيا 283 مليون دولار، والعراق 258 مليون دولار، ونيجيريا 373 مليون دولار، وبنغلادش 175 مليون دولار، وإندونيسيا 178 مليون دولار.
من جانبه، قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية سعيد اللاوندي، إن سلوك ترامب وسياسته تُعرض الولايات المتحدة لخسارة أصدقائها من الدول العربية بخاصة المملكة العربية السعودية ومصر، لافتًا إلى أن حجم المساعدات الأمريكية للدول العربية تقلص في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة، وبالتالي لا تعد ورقة ضغط على الدول العربية والإسلامية.
وأضاف أن الدول العربية استطاعت أن تحرج أمريكا خلال وقت مضى، عندما تم استخدام سلاح النفط، وقد يكون استغلاله ناجحًا أيضًا خلال هذا الوقت، موضحا العرب لهم استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم عليها الاقتصاد الأمريكي ومنعه يصيبه بانتكاسة.
وقال عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، إن المعونة الأمريكية أصبحت سلاح محدود وليس مهدد، وخاصة بعدما لجأت مصر لبدائل أخرى فور زيادة تهديدات قطعها، باستيرادها من دول أخرى، وعلى العرب أن يعي جيدا ذلك، وأن تلك المعونة تصب في مصلحة أمريكا وفق اتفاقيات أبرمت عليها.
ولفت إلى أن العرب يملكون سلاحا أقوى من ذلك بكمية الاستثمارات العربية التي يضخونها في أمريكا والتي تصل قيمتها لـ1.2 تريليون دولار، تلك الاستثمارات وغيرها من ودائع العرب في أمريكا تعد ورقة ضغط اقتصادية عالية على أمريكا.