الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

من القدس.. سلامًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حصلت «البوابة» على نسخة ضوئية من رسالة رؤساء وبطاركة كنائس مدينة القدس بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وجاء نص الرسالة كالآتي: «فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِى مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ»، (إنجيل لوقا .(10:2 
رسالة رؤساء وبطاركة كنائس مدينة الرب بمناسبة العيد المجيد
فى هذه اللحظة، التى يوجه العالم أنظاره إلى مدينة القدس الشريف، تلك المدينة التى تحظى بقدسية فى قلوب معتنقى الأديان الإبراهيمية، نؤكد نحن بطاركة ورؤساء كنائس مدينة القدس، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، على موقفنا الثابت والواضح بشأن الحالة القانونية للمدينة، موقفنا الذى يتمثل فى الدعوة إلى الحفاظ على الوضع الراهن للمدينة المقدسة حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، اتفاق سلام يكون قوامه المفاوضات ومراعاة القانون الدولي.
يعلم مسيحيو المدينة، أن وجودهم وشهودهم، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأماكن المقدسة، وإمكانية الوصول إليها كأماكن يجتمع بها الناس من شتى الديانات لتمثل مواقع وحدة للطوائف كافة، ومختلف الأعراق؛ حيث إن تلك الآثار المقدسة هى التى تعطى وتمنح معنى لقدسية مدينتنا، وأى نهج سياسى منفرد، يتم إطلاقه على مدينة القدس الشريف سيحرم المدينة من جوهر وجودها الحقيقي، ومن صفاتها التى تمثل الآلية التى حافظت على السلام فيها على مر العصور. 
القدس، تلك المدينة التى تعتبر نفحة مقدسة من الله للعالم أثره، بل وأى محاولة لاحتكار القدس أو حصرها على فئة بعينها أو طائفة دون أخرى ستؤدى إلى واقع مظلم جدا. فى هذا الوقت، ونحن على مقربة من ميلاد النور، مقدمين شجيرات الفرح والأمل والسلام من مدينة القدس مصدر الأمل والسلام، ننضم سنة تلو الأخرى إلى الكنيسة العالمية فى الاحتفال بميلاد مخلصنا يسوع، السيد المسيح. التجسيد الحى للكلمة التى عاشت ألفى سنة، لتكون مصدر فرح وأمل وسلام، رغم المعاناة التى تعيشها العديد من الدول والمجتمعات فى جميع أنحاء العالم.
نحتفل بمجىء الملائكة إلى الرعاة فى بيت لحم ليزفوا إليهم الأخبار الطيبة، والفرح العظيم، والوعد بالسلام لجميع الناس، ولا سيما أولئك الذين يعانون ويعيشون فى خوف وقلق مما يحمله المستقبل لهم ولأحبائهم. ظهر الملاك للرعاة الذين كانوا يرعون قطعانهم فى الليل، وجاء الرب المجيد ليبيد الظلام ويبشر بقدوم فجر جديد بولادة المسيح. فى تلك اللحظة كان الرعاة خائفون ولم يتمكنوا من فهم بشرى الملائكة وكيف لميلاده أن يؤثر فى حياتهم وحياة مجتمعهم. 
عانى شعب بيت لحم من وطأة الاحتلال الرومانى وذاقوا مرارة العنصرية والاستبعاد الاجتماعى والسياسى والاقتصادي، لكنهم قابلوا أمرا آخر يعوضهم وهو إنقاذ الله لهم. حيث كشفت لهم الرسالة التى حملتها الملائكة للرعاة حقيقة جديدة، حولوا من خلالها مفاهيم السلطة والقوة إلى الله. استجاب الرعاة فورا لهذه الرسالة، ورأوا ما وعدهم الله به، وها هو العالم اليوم يواجه مرة أخرى تحديًا جديدًا كنظيره القديم، حينما جاءت الملائكة بالرسالة، يتمثل هذا التحدى الجديد فى مدى الاستجابة لرسالة الملائكة اليوم، التى تطالب بمشاركة الفرح والأمل والسلام فى هذا العالم الذى مزقه العنف والظلم والجشع.
نؤكد نحن رؤساء وبطارقة الكنائس فى القدس أننا نصلى من أجل المنطقة بأسرها، طالبين من رب السلام أن يلهم قلوب وعقول كل من هم فى السلطة بأن يسيروا فى طريق السلام والعدالة بين الأمم. وفى النهاية لا يسعنا إلا التذكير بقول زكريا: «إن الفجر سيسطع كاسرًا بضيائه حجب الظلام لينير لهؤلاء الكائنين فيه ليرشدهم إلى طريق السلام». نتمنى لكم جميعًا عيد ميلاد سعيد، وسنة جديدة مليئة بالسلام.