الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كرسى فى الكلوب وألقى قنبلة من العيار الثقيل فى وجه جميع الدول العربية والإسلامية، عندما أعلن أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل الحليف الاستراتيجى المقرب له فى المنطقة، مؤكدًا أنه سيتم بدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى تحد سافر لكل المواثيق الدولية واتفاقيات السلام وقرارات الأمم المتحدة، التى صوتت بأن القدس عربية فلسطينية.. وربما اختار ترامب بإعلانه هذا أن «يتبول» عكس الرياح دون أن تهتز له شعرة حياء أو أدب، ودون أن يضع اعتبارا بأن هناك عربا ومسلمين يقفون أمامه، وهو «يتبول» فى الشارع عكس الاتجاهات المنطقية والأعراف الدولية، ربما جاء هذا الإعلان متعمدا بعد مرور ١٠٠ عام على وعد بلفور، الذى منح خلاله المدعو آرثر بلفور، فلسطين لليهود من خلال وعد شهير، وقد أطلق عليه آنذاك عبارة - أعطى من لا يملك لمن لا يستحق- ليصبح العرب والمسلمون ملطشة للعالم كله منذ عقود طويلة حتى الآن، لا سيما أن ضعفهم ووهنهم وعدم اتحادهم على قلب رجل واحد فى مواجهة التحديات الخارجية هو السبب فيما وصل إليه حال العرب والمسلمين على السواء!، ولكى يدفع العرب من جديد ثمن ضعفهم وصمتهم أمام الغرب، الذى يشاهدونه يبرم صفقات بيع أراضيه لبعضه البعض مكتفين بالتنديد والإدانة دون اتخاذ أى تحركات للدفاع عن أنفسهم أو اتخاذ أى موقف سياسى أو اقتصادى أو ثقافى من قبل القوى الناعمة، حتى يشعر ترامب بوجودنا وبأننا فعلا أحياء لم نمت بعد!
وربما رأى ترامب أن وضع العرب والمسلمين الآن بمثابة «ركوبة» يمتطيها وقتما يشاء دون أن يعارضه أحد أو يعترض عليه، فأكمل صفقة بيع العرب فى سوق النخاسة بأبخس الأثمان، متحديا كل الإرادات العربية والإسلامية التى ذهبت مع الريح فى العقود الأخيرة بإعلانه القدس عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلى بدلا من تل أبيب!
ولم يأبه ترامب من تداعيات هذا القرار الأمنية على بلاده وعلى كل دول العالم الإسلامى والعربى، وما هو متوقع من اعتراضات ومظاهرات عارمة متوقعة فى معظم الدول الإسلامية والعربية وضرب بها عرض الحائط، مؤكدًا انحيازه الكامل لدولة الاحتلال الصهيونى عندما رفع ترامب وثيقة بيعه القدس فى وجه شاشات الإعلام وأمام الصحفيين ووكالات الأنباء العالمية بعنجهية وابتسامة شيطانية ماكرة، معلنا نقل سفارة بلاده للقدس بدلا من تل أبيب ومن خلفه نائبه «مايكب بنس» ترتسم على وجهه ابتسامة اليهود الماكرة، التى تعلن فى داخلها النصر والفوز على كل انتفاضات الفلسطينيين وجميع أرواح شهدائهم، التى ارتفعت للسماء ثمنا للدفاع عن الأرض والعرض ودهسها هو جميعها بـاتفاق ووعد غير مسئول من أجل تنفيذ وعد من وعوده الانتخابية بتوقيع قلم وإعلانه فى الوقت نفسه الانسحاب من ممارسة الدور الأمريكى، الذى كانت تلعبه خلال العقود السابقة فى رعاية عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل يدمر أى فرصة فى حل مشكلة الدولة الفلسطينية والكيان الإسرائيلى..
ربما كانت هناك ضغوط من اللوبى الصهيونى اليهودى الذى يمتلك رأس المال على الرئيس الأمريكى ذى العقلية المالية والتى جعلته يمتطى حصانه ويعلن الحرب بمفرده على كل دول العالم من أجل إرضاء إسرائيل وأخواتها من الحلفاء فى تركيا وقطر وكل المنظمات الإرهابية فى العالم.. لدى يقين بأن الله لن يترك القدس هكذا تعبث به الأيادى الأمريكية والإسرائيلية النجسة من الصهاينة واليهود الملاعين ولن يترك المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وغيرها من أماكن العبادة مثل كنيسة القيامة ومسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء والمعراج.. القدس ستظل عربية حتى ولو كره ترامب ومن ورائه اللوبى اليهودى الصهيونى وإعلان ترامب هو إعلان خاص به ولا ينبغى أن يمليه على العرب والمسلمين ودول العالم أجمعين، الرافضة له حتى لا نكرر إعلاننا بوفاة العرب مجددا!.