السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بين التكفير والغربة مات غريبًا.. محمد عبد الولي

محمد عبد الولي
محمد عبد الولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قطعة مذهلة عن الاغتراب وحالة الرفض المزمنة التي عاشها ويعيشها أغلب اليمنيين في أثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية للأرض التي استضافتهم واستحلّوا أمنها ومالها ونساءها، مات غريبًا؛ محمد عبد الولي، اليمني المولود بإثيوبيا.
تماما كما رفض عبده سعيد الاعتراف بابنه الـ "زنوة" من فاطمة الأثيوبية وأراد العودة إلى عائلته اليمنيّة ومنزله الذي بناه بالقرية بأرباح دكانه الصغير الذي مات به غريبًا في أديس أبابا، يموت الكثير من اليمنيين اليوم غرباء في بلادهم برفضهم الاعتراف بالأثر الأفريقي في حياتهم. 
ولد محمد عبد الولي لأب يمني وأم إثيوبية في 12 نوفمبر من عام 1939، وكان والده من المهاجرين الذين انضموا إلى حركة الأحرار اليمنيين بالحبشة، سافر محمد عبد الولي إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث اشترك في تأسيس أول رابطة للطلبة اليمنيين؛ وطرد مع 24 طالبا من مصر سنة 1959م، بتهمة الانتماء إلى الشيوعية، سافر بعدها إلى موسكو ودرس في معهد جوركي للآداب لمدة عامين، وعاد منها إلى أرض الوطن بعد ثورة الشمال، حيث انضم للسلك الدبلوماسي قائمًا بأعمال سفارات الجمهورية العربية اليمنية في موسكو وغيرها من البلدان إلى أن تفرغ لافتتاح دار للنشر بتعز.
سجن بعدها لمدة عام، وأعيد إلى سجن القلعة مكبلًا بالقيود مرة أخرى سنة 1972، لم يعش بعدها طويلًا، ففي صبيحة يوم 30 إبريل من العام 1973، رحل "محمد عبد الولي عن أربعة وثلاثين عامًا في قمة عطائه، في حادث طائرة، ولم يزل ملف سقوطها الغامض مفتوحًا ولم يقفل بعد، تاركًا عدة أعمال تعد من علامات الأدب العربي المعاصر، حيث طبعت مجموعته الأولى سنة 1966، ومجموعته الثانية سنة 1972م، وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والروسية والألمانية والإنجليزية.
لم تكن روايته "يموتون غرباء" هي كل أعماله رغم كونها الأشهر، والتي نُشرت مسلسلة في صحيفة "الشرارة" عام 1971، ومن ثم طبعت في بيروت في دار العودة عام 1973م، فله رواية أخرى هي "صنعاء مدينة مفتوحة"، والتي تعرضت لحملة تكفير عام 2000 بعد وفاته بعقود، حينما أُدرجت ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية.