الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

المشير أحمد إسماعيل قائد فرسان حرب أكتوبر

المشير أحمد إسماعيل
المشير أحمد إسماعيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بشارع الكحالة بشبرا، كان ينتظر الضابط إسماعيل قدوم مولوده الجديد، كان يتمنى من الله أن يكون ولدا، بعدما أنجبت زوجته عددا من البنات، لطيلة ٩ أشهر كانت الزوجة تفكر فى إجهاض نفسها خوفا من أن يكون المولود الجديد أنثى، ولكنها تراجعت عن ذلك، وسلمت أمرها إلى الله فكان أحمد، ملء العين والقلب للجميع، هذا الذى جاء إلى الدنيا فى مثل هذا اليوم عام ١٩١٧.
كبر الولد قويا ذا شخصية متحملا للمسئولية، فمنذ نعومة أظافره عرف أنه أخو البنات ولا بد أن يكون مستأسدا لحمايتهن، بعد حصوله على الثانوية العامة، كان حلمه أن يكون ضابطا لكنه فشل فى ذلك والتحق بكلية التجارة، لكن الحلم ظل يداعبه فقدم أوراقه فى السنة الثانية مع الرئيس أنور السادات، وللمرة الثانية ينكسر حلمه فالكلية الحربية رفضت طلبهما لأنهما من عامة الشعب، حتى أصدر الملك فؤاد الأول قرارا بقبول طلبهما، فترك كلية التجارة ودخل الكلية الحربية وكان من زملائه جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، وعبدالمنعم رياض، ويوسف السباعى، وأحمد مظهر.
تخرج عام ١٩٣٨ برتبة ملازم ثان والتحق بسلاح المشاة. 
وسافر فى بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام ١٩٤٥ م، وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز، بدأت موهبته تتألق فى الحرب العالمية الثانية التى اشترك فيها كضابط مخابرات فى الصحراء الغربية. وفى حرب فلسطين أصبح قائدًا لسرية مشاة فى رفح وغزة، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، أثناء العدوان الثلاثى الذى قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر فى خريف عام ١٩٥٦ كان برتبة (عقيد) وقاد اللواء الثالث مشاة فى رفح ثم القنطرة شرق.
فى عام ١٩٥٧ م التحق بكلية «مزونزا» العسكرية بالاتحاد السوفيتى، وفى نفس العام عمل كبير معلمين فى الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة التى أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل فى القوات المسلحة المصرية. فى عام ١٩٦٠ حاولت مراكز القوى الإطاحة به، وكان برتبة (عميد) وبعد عام ١٩٦٧ م وجدت تلك المراكز مبررًا للإطاحة به، وبالفعل نجحوا فى ذلك، ولكن الرئيس (جمال عبدالناصر) استدعاه وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك ١٩٦٧ أقام أول خط دفاعى كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات).
بعد أيام من النكسة أصدر جمال عبدالناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من ٢٤ ساعة أمر عبدالناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة فى التاسع من شهر مارس عام ١٩٦٩ تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفى الثانى عشر من شهر سبتمبر عام ١٩٦٩ تم إعفاؤه من منصبه بسبب إنزال الزعفرانة وترك الحياة العسكرية.
بعد وفاة الرئيس عبدالناصر عام ١٩٧٠ وتولى الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل فى ١٥ مايو ١٩٧١ رئيسا للمخابرات العامة وبقى فى هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى ٢٦ أكتوبر ١٩٧٢ عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عاما للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصرى فى مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.