الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الموت على القضبان.. مزلقانات يدوية تحصد رقاب المواطنين في المنيا

مزلقانات يدوية
مزلقانات يدوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مأساة يعيشها مواطنو المنيا، بسبب انتشار الأسواق العشوائية على شريط السكة الحديد مع استمرار المزلقانات اليدوية، التى أصبحت خطرًا يهدد أرواح المواطنين، مع عدم وجود بوابات حديدية على المزلقانات والاكتفاء بوضع سلاسل عند قدوم القطار التى تتحول إلى كابوس يهدد حياة المواطنين بصفة مستمرة ويسرق أحلام الأبرياء. 
شهدت محافظة المنيا العديد من حوادث المزلقانات آخرها مصرع سيدة، الثلاثاء الماضى، حيث دهسها قطار متجه للقاهرة بمحطة أبوقرقاص جنوب المنيا، تدعى إيناس عزت حبيب، وتعمل فى جمعية الصعيد ومعلمة بمدرسة الكاثوليك ببنى عبيد. 
ربة منزل كانت إحدى ضحايا القطار الذى دهسها قبل مصرع ٤ آخرين على مزلقان منطقة الحبشى، منهم ٣ من أسرة واحدة، حيث تعثرت قدم زينب على محمد ٢٠ سنة أثناء عبورها مع والديها مزلقان الحبشى وحاول والداها وعريف شرطة إنقاذها قبل وصول القطار لكن القدر كان قادما، ودهسهم القطار جميعا.
ويوجد بمدينة المنيا ٩ مزلقانات رئيسية بمختلف مراكز المحافظة وهى بدائية وقديمة، إضافة إلى ٥٢ مزلقانا فى ١٠ مراكز بخلاف مزلقانات القرى الصغيرة، وتخترق الكتل السكنية، كما يوجد أكثر من ٣٠ مزلقانا غير آمنة على طول السكة الحديد من مركز «دير مواس» إلى مركز «مغاغة»، أغلبها فى القرى التى تقع على هذا المزلقان، مما أسقط كثيرا من القتلى والجرحى والمعاقين والمصابين بسبب الإهمال وانتشار الأسواق العشوائية والباعة الجائلين على هذه المزلقانات، خاصة بالقرى والمراكز وأيام السوق المعروفة بكل مركز أسبوعيا.
ويعد مزلقان منطقة سوق الحبشى بالمنيا من أكثر المزلقانات التى تعانى من زحام وفوضى الأسواق العشوائية وانتشار الباعة الجائلين وكثرة الحوادث، علاوة على مزلقانات «صفط اللبن» «البيهو» و«أطسا» و«شوشة» فتجد فيها كثرة الحوادث وعدم توافر عامل الأمان.
عندما أعلنت المحافظة عن تطوير المزلقانات، كانت أعمال التطوير تشمل توسعات بمداخل ومخارج المزلقانات وإزالة التعديات على حرم السكة الحديد ومنع الأسواق العشوائية وتطوير البوابات ومراجعة تليفونات غرف المراقبة بشكل دورى، إلا أنه مازالت المزلقانات بتلك القرى دون تطوير، ولا تزال الجنازير الحديدية مستخدمة فى غلق المزلقانات على مستوى المحافظة.
تعانى المحافظة كذلك من عجز شديد فى أفراد تأمين المزلقانات، من الخفر ومراقبى الأبراج.
وطالب خالد شحاتة، أحد مواطنى المحافظة، بسرعة تحويل المزلقانات لإلكترونية، حيث لا تحتاج إلى تدخل العنصر البشرى، عبر تزويدها ببوابات وأسوار حديدية لضمان عدم اختراقها إضافة إلى وإشارات ضوئية وصافرات إنذار. 
وناشد «شحاتة» بتشديد الرقابة على المزلقانات وشن حملات مستمرة على الأسواق العشوائية المقامة عليها وإزالتها، حفاظا على أرواح المواطنين. ويحمل المواطنون الحكومة مسئولية حوادث القطارات، حيث تخلو غالبية المزلقانات من الحواجز الحديدية، كما أن سائقى العربات الأجرة والنقل والتوكتوك غير ملتزمين بالصافرات والإشارات، بخلاف أن تلك السلاسل سهل تخطيها، مما يجعل حياة الموطنين مهددة كل يوم بسبب مرور القطارات بجانبهم دون تأمين.
وقال «ع. أ»، عامل مزلقان: إن أعمال التطوير فى المنيا غير ملموسة وأغلبها تطوير الغرف، لكن معظم التليفونات معطلة، والسنافورات تحتاج إلى صيانة، كما أنه يتم تعيين عامل واحد خاصة فى مزلقانات القرى، لمراقبة حركة القطارات وغلق وفتح المزلقان طوال ١٢ ساعة، مما يضطر العامل للنوم.
وطالب مجدى حمادة، أحد مواطنى المنيا، بتعيين عسكرى مرور على كل مزلقان للتعامل مع السيارات، بدلا من تعيين خفر من أبناء القرية، حيث يذهب الخفير إلى منزله ويترك خدمته، مشيرا إلى أن ذلك «ملاحظ فى أغلب القرى»، كما أن الخفير قد يذهب ليتابع منشآت أخرى فى نطاق خدمته بخلاف عدم التزام أصحاب وسائقى السيارات بالتعليمات التى يصدرها عمال المزلقانات، بتوقف السيارات وعدم العبور أثناء مرور القطارات، مما يؤدى إلى وقوع حوادث تصادم القطارات بالسيارات.
وأوضح «حمادة» أن هيئة السكك الحديدية لم توفر وسائل الأمان البسيطة، وفى حالة وقوع الحوادث، يكون المتهم الأول هو عامل المزلقان، رغم عدم وضع الهيئة حواجز حديدية، مطالبا بتطوير تلك المزلقانات.
وقال أحمد محفوظ، أحد المواطنين: إنه يجب تشديد الرقابة على جميع المزلقانات، خاصة أن معظمها يعتمد على السلاسل الحديدية، ومعظم الحوادث تقع لوجود إهمال جسيم، مضيفا أن «جميع مزلقانات المحافظة تحتاج لصيانة»، مدللا على ذلك بمزلقانات قرى «زهرة، والبرجاية، وصفط اللبن، وإطسا، والحواصلية، ودماريس» التى تعانى عيوبا فنية، ومنها انخفاضها أو ارتفاعها بشكل ملحوظ عن مستوى الطريق، مما يتسبب فى وقوع الحوادث، وكذا غلقها فى وقت متأخر تكون فيه القطارات أوشكت على العبور.