يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الإثنين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أول لقاء بين زعيمين يعتزمان توطيد العلاقات الشخصية رغم الخلافات الفعلية في وجهات النظر بشأن مواضيع كثيرة تتراوح من الهجرة إلى المناخ.
وتتركز المحادثات بين الرئيسين على قضايا الأمن في أفغانستان والعلاقات الثنائية لا سيما مسألة تأشيرات دخول الأيدي العاملة الهندية إلى الولايات المتحدة.
وبعد لقاء في المكتب البيضاوي بعد الظهر يلتقي المسئولان مجددًا حول مائدة عشاء في البيت الأبيض.
وأشاد مودي في مقال رأي نشر في جريدة "وول ستريت" بزيادة "التقارب" بين المصالح والمثل الهندية الأمريكية قبل لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي أمس الإثنين.
وأعرب مسئول هندي كبير عن أمله في حصول "تناغم" جيد بين ترامب ومودي فيما أعلن الرئيس الأمريكي أنه يتطلع إلى محادثات معمقة مع "صديق حقيقي" في وقت يشير البيت الأبيض بشكل متكرر إلى أن بينهما "الكثير من الأمور المشتركة".
صفقة سلاح والأمن في أفغانستان على جدول الأعمال
وفي مجال الدفاع قد يتم الإعلان عن صفقة شراء تتخطى قيمتها الملياري دولار ستوقعها نيودلهي مع مجموعة "جنرال أتوميكس" للطائرات المسيرة.
من جهته يرفض البيت الأبيض التعليق على أي صفقة بيع أسلحة قبل إبلاغ الكونجرس بذلك رسميًا إلا أنه يشدد على أن "التعاون في مجال الدفاع يكتسب أهمية كبرى بالنسبة للبلدين".
وتتناول المحادثات مسألة الأمن في جنوب آسيا في وقت تسعى واشنطن إلى نشر 5 آلاف جندي إضافي في أفغانستان.
"تويتر" والتشكيك في وسائل الإعلام نقطتا التقاء بين ترامب ومودي
وتقول الخبيرة في معهد بروكينجز تنوي مادان إن من الأمور المشتركة بين الزعيمين "التشكيك في وسائل الإعلام واستخدام شبكات وسائل التواصل الاجتماعي لمخاطبة قاعدتيهما".
ولترامب أكثر من 32 مليون متابع على تويتر فيما يتابع نحو31 مليون شخص مودي.
الهجرة والمناخ: أهم نقاط الاختلاف بين ترامب ومودي
وثمة خلافات كبرى بين ترامب ومودي في طليعتها الملف الشائك المتعلق بتأشيرات الدخول للهنود الراغبين في العمل في الولايات المتحدة وفق نظام يعتزم ترامب تعديله وقد انتخب بناء على وعد بإعطاء الأولوية للأمريكيين.
وتشكل هذه التأشيرات صيدا ثمينا لآلاف الهنود الذين يتمتعون بكفاءة عالية والذين تجذبهم فرص العمل في وادي السيليكون.
واتفاق باريس حول المناخ الذي أثار تخلي الرئيس الأمريكي عنه ضجة كبيرة يشكل نقطة خلاف أخرى بين الزعيمين، يضاف إليه انتقادات سيد البيت الأبيض الذي اتهم الهند بالسعي للإفادة من هذا الاتفاق والتي لم تتقبلها نيودلهي.
وتشكل السياسة الخارجية لترامب وفي الشأن الآسيوي خصوصًا مصدرا آخر للقلق في الجانب الهندي بسبب الغموض الذي يسود هذه السياسة بعد مرور خمسة أشهر من عهد الرئيس الأمريكي.
إلا أن كل المؤشرات تدل على أن المسئولين سيحاولان في العلن إبراز الوحدة بينهما.
وتمكن مودي من بناء علاقات قوية مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعد سنوات من التوتر بين البلدين أدت إلى منع مودي من دخول الولايات المتحدة بعد مواجهات دامية في ولاية غوجارات معظم القتلى فيها كانوا من المسلمين.
