الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تاريخ العيدية.. الفاطميون أول من وزعها.. والعثمانيون قصروها على الأموال فقط.. وفي السعودية تُعرف باسم الحوامة والكويت بالقرقيعان.. والعناني: الملوك حرصوا على توزيعها

الاحتفال بالعيد -صورة
الاحتفال بالعيد -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تختلف مظاهر وطقوس الاحتفالات بعيد الفطر في مصر فتبدء بالتجهيزات للحفلات وشراء الملابس الجديدة للعيد وعمل الكعك والبسكوت والأهم هو "العيدية" التي يأخذها الأطفال حتى تدخل عليهم البهجة والسرور فهي لها قيمة معنوية كبيرة للغاية، و"العيدية" عادة قديمة ولها تاريخ طويل تتغير على مر العصور وتختلف من بلد إلى أخرى.


"العيدية" كلمة مشتقة من العيد وتعنى العطاء او العطف والمعروفة داخل مصر لكن يختلف اسمها من مكان لأخر، وتُعرف بالمصروف، ومثلًا تُعرف في السعودية باسم "الحوامة" أو "الفرحية" و"الحقاقية " وخصص لها يومين للأولاد والأخير للبنات ويطلبها الاطفال من أهلهم وأقاربهم سواء كانت فلوس أو حلويات، وفى سوريا تسمى "الخرجية" أما في المغرب فتُعرف "بفلوس العيد" ولها قيمة محددة، وفى الكويت تعرف "بالقرقيعان" وهى خليط من المكسرات والزبيب.


وبحسب الدكتور إبراهيم العناني، عضو اتحاد المؤرخين العرب، فإن العيدية تعرف بـ الرسوم في "أضابير الدواوين" ويُطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف، وإذ يتم تقديم عيدية للصغار في العيد هذه الأيام، فإن الملوك قديمًا قد حرصوا علي توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية. 


وأُطلق لأول مرة في التاريخ لفظة "عيدية" عندما أمر أحد الخلفاء الفاطميين، بزيادة الرواتب في الأعياد، وكانت تُوزع العيدية على الفقراء بجانب الملابس، ومع أول يوم للعيد، كانت الناس تنتظر عند قصر الخليفة الذى كان يخرج عليهم بالدنانير والدراهم الذهبية، أما في العصر المملوكي كان يخرج السلطان بجانب العساكر والأمراء متوجهًا إلى صلاة العيد مرتديًا ملابس مخصصة للعيد وهى رداء ابيض مزين بالذهب والفضة.
وبعد الصلاة كان يأمر بإقامة الولائم والحفلات للرعية والجنود والأمراء، وكانت العيدية تسمى "الجامكية" وتختلف من كل طبقة الى اخري وكانت من الدنانير والفضة وتوضع داخل وعاء مملوء بالكعك والبسكوت، وعيد الفطر في العصر المملوكي كان يسمى "عيد الحلل " والمقصود بها الملابس والكسوة التي توزع على الفقراء وخصص لها ميزانية خاصة حوالى 16 الف دينار عام 515 هجريا.


وتطورت العيدية في العصر العثماني، إذ اقتصرت على الأموال فقط، وفي مصر في الوقت الحالي، يفضل الأطفال أن تكون الأموال جديدة مهما كانت قيمتها ويأخذها الاطفال بعد صلاة العيد مباشرة من الأب والأم والأقارب أيضًا. ولم تقتصر فقط على الاطفال بل يتبادلها الكبار ايضا والمتزوجون كنوع من التهنئة بالعيد، وفى عمان يتجمع النساء والاطفال في مكان يتبادلون فيه الفلوس او الحلويات.


وتختلف أشكال العيدية في بلدان أسيا الصغرى، ففي طاجيكستان مثلًا وهي بلد يدين أغلب سكانه بالإسلام، الأطفال يمرون على البيوت، يطلبوا العيدية في نشيد بلغتهم يعنى " يا صاحب البيت كل سنة وأنت طيب ادينا العيدية". وفي الأردن الوضع مشابه جدًا لمصر، لأن وقت توزيع العيدية هو بعد الصلاة عند التجمع في بيت العائلة، ويحرص الناس على توزيع العيدية على الزوجات لأنها علامة على صلة الرحم.