الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الحسن البصري.. إمام التابعين العابد الزاهد

سيد الصالحين

الحسن البصري
الحسن البصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إمام وعالم من علماء الإسلام، ولد فى المدينة فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكانت أمه جارية لأم سلمة أم المؤمنين وأرضعته أم سلمة، ونشأ وتربى بين الصحابة رضوان الله عليهم، مما دفعه إلى التعلم من الصحابة، والرواية عنهم، فكان يعلم الناس سنة النبى عليه الصلاة والسلام وما تعلمه من الصحابة الكرام.
اشتهر بالحكم والمواعظ البليغة، وعرف بالعبادة والاجتهاد فى الطاعة.
وكان يقول: «يابن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيبًا إلا وجدت عيبًا آخر لم تصلحه، فإذا فعلت ذلك كان شغلك فى خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك».
وقال له رجل: إن قومًا يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلًا - أى يتصيدون الأخطاء - فقال له: «هون عليك يا هذا، فإنى أطمعت نفسى فى الجنان فطمعت، وأطمعتها فى النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها فى السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلًا، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟».
وكان يقول: «ابن آدم لا تغتر بقول من يقول المرء مع من أحب، إنه من أحب قوما اتبع آثارهم، ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم، وتأخذ بهديهم، وتقتدى بسنتهم وتصبح وتمسى وأنت على منهجهم، حريصا على أن تكون منهم، فتسلك سبيلهم، وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصرا فى العمل، فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامة».
ولما مات الحسن البصري، وشاع الخبرُ فى أهل البصرة حزن الناس وارتجَّت البصرةُ بموته رجًّا، فغُسِّل وكُفِّن وصُلِّيَ عليه بعد الجمعة، فى الجامع الذى قضى فى رحابِه حياتَه عالما ومعلِّما وداعيا إلى الله، ثم تبِع الناسُ جميعا جنازته، فلم تُقَمْ صلاةُ العصر في ذلك اليوم بجامع البصرة، لأنه لم يبق فيها أحدٌ يقيم الصلاة لأنهم كانوا جميعا في جنازته رحمه الله.