الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"ترامب" في إسرائيل.. من "بطة عرجاء" إلى "فارس الأحلام"

استقبال بارد يخفى حقيقة أن الملفات الكبرى لزيارة الرئيس الأمريكى حسمت فى الرياض

محمد سعيد ادريس وترامب
محمد سعيد ادريس وترامب ونتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نتنياهو» يريد التطبيع فقط ويراهن على الاعتدال العربى لقبول ذلك من منظور الحاجة العربية إلى التحالف مع إسرائيل ضد إيران
الإسرائيليون يعيشون نشوة تفوقهم العسكرى المطلق على كل الدول العربية مجتمعة
«ترامب» تعمد أن يرتدى القلنسوة اليهودية وصلى أمام حائط البراق قبل أن يضع قصاصة ورق صغيرة فى أحد شقوقه


بكل المعانى كانت زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إسرائيل «زيارة باهتة» من الناحية الشكلية، لكنها من الناحية الموضوعية كانت على العكس من ذلك تمامًا. كان من المستحيل مقارنة الاستقبالات والحفاوات التى استقبل بها السعوديون الرئيس الأمريكى فى عاصمتهم بالاستقبال الإسرائيلى له، لكن موضوعيًا، فإن البرود الشكلى فى الاستقبال الإسرائيلى كان يخفى حقيقة مهمة هى أن «الملفات الكبرى» لزيارته حسمت فى الرياض، وأن الزيارة بدأت وانتهت فى الرياض، وأن زيارته للكيان الصهيونى ولقاءه بعد ذلك مع الرئيس الفلسطينى فى بيت لحم وليس فى عاصمة السلطة الفلسطينية «رام الله»، بكل ما يتضمنه ذلك من مغزى، كانت أيضًا زيارة بروتوكولية لاستكمال الجوانب الشكلية للزيارة.
كان الاستقبال الرسمى والشعبى للرئيس الأمريكى فى الكيان الصهيونى يعكس مزيجًا من مشاعر الثقة فى العلاقة الفريدة التى تجمع الولايات المتحدة بهذا الكيان مع أول رئيس أمريكى يختص دولتهم بأول زيارة يقوم بها خارج بلاده، على العكس من الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى زار تركيا ومصر، ولم يشأ أن يذهب إلى إسرائيل، لكن إلى جانب الثقة كانت هناك مشاعر الحذر من كل ما هو قادم مع هذا الرئيس، أو بوضوح أكثر، الخوف على ما استطاع إنجازه لإسرائيل من أهداف خلال الأيام القليلة التى قضاها فى السعودية، الخوف من أن تضيع هذه الفرحة وتتبدد مع احتمال أن يتعرض هذا الرئيس لإقالة مبكرة بسبب ما يدبر له داخل الولايات المتحدة على خلفية إقالته المثيرة لرئيس جهاز التحقيقات الفيدرالى «إف. بي. آي» جيمس كومى أحد أهم الأجهزة الأمنية الأمريكية، احتمال تعرض ترامب لـ «إقالة» مشابهة على خلفية ما يمكن اعتباره قضية «ووترجيت» جديدة فى سياق محاولة ترامب إقناع كومى إلغاء التحقيق ضد مايكل فلين مستشار ترامب السابق للأمن القومى بسبب اتصالاته مع روسيا ومدى العلاقة بين هذه الاتصالات والانتخابات الرئاسية الأمريكية، أى الانتخابات التى فاز بها دونالد ترامب. هاجس شغل الإسرائيليين كثيرًا وما زال يشغلهم.
ربما تكون هذه المشاعر المختلفة هى التى دفعت بن كسبيت أحد أبرز المحللين السياسيين فى صحيفة «معاريف» ليكتب مقالًا يصف فيه دونالد ترامب بـ «البطة العرجاء» قبل يوم واحد من موعد زيارته لإسرائيل قادمًا مباشرة للمرة الأولى من المملكة العربية السعودية. فتحت عنوان «لقاء القدس» كتب بن كسبيت يقول «فى يوم الإثنين ستصل إلى البلاد بطة عرجاء اسمها دونالد ترامب. فى العادة البط الأعرج لا يشكل خطرًا على محيطه، لكن دونالد ترامب هو حالة استثنائية، فكلما زادت إصابته كان خطره أكبر. هذه البطة العرجاء لها أسنان حادة وفتيل قصير، ولها صلاحية قيادة القوة الأكبر فى العالم، وكلما زاد شعوره بالحصار تلاشت الحدود بين الممكن والمستحيل بالنسبة له».

استباق الأحداث هو الحل
بسبب هذا كله توصل الإسرائيليون، وفى مقدمتهم رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو إلى قناعة مفادها أن المبادأة ومحاصرة أفكار دونالد ترامب قبل أن يبدأ زيارته، يمكن أن تشكل حصانة من كل المخاوف، وأن بمقدور إسرائيل استثمار وعود ترامب لها، سواء أثناء حملته الانتخابية أو بعدها، لتكون الإطار الحاكم لزيارته الشرق أوسطية، أو بوضوح أكثر لتكون جدول أعمال هذه الزيارة خاصة فى العاصمة السعودية، ارتكازًا على خصوصية العلاقة الفريدة التى تربط الولايات المتحدة بإسرائيل، وقراءة إسرائيل للمشهد العربي ـ الإقليمي، والاختلال الفادح فى موازين القوى، والتبدلات التى حدثت فى مجريات الصراع الإقليمية، وأولوية الصراع ضد إيران على الصراع ضد إسرائيل بالنسبة للعديد من الدول العربية الفاعلة وحاجة هذه الدول إلى بدء عهد جديد من علاقات التحالف وليس الصراع بينها وبين إسرائيل، دون أن يكون للقضية الفلسطينية وزن مؤثر فى صياغة معالم هذه العلاقة الجديدة.
فلأسباب كثيرة يعتقد الإسرائيليون أن هذا الزمان الذى نعيشه هو زمانهم، ولذلك فإنهم حريصون على عدم تفويت أى فرصة تحقق لهم أحلامًا من نسيج أساطيرهم التى يزعمون أنها أساطير توراتية، رغم أنها محض أكاذيب صهيونية. آخر شيء يفاخرون به الآن، وهم يعيشون نشوة مشاعر انتصارات لم يحققوها بأنفسهم، هو تفوقهم العسكرى المطلق على كل الدول العربية مجتمعة، وهو الهدف الاستراتيجى الأساسى فى ضمان بقاء ووجود وأمن كيانهم الصهيونى الغاصب، هم يفاخرون الآن بما هو أكثر أهمية وهو حال التردى العربى والفلسطيني.. تردى القوة، وتردى المكانة، وتردى الدور، ناهيك عن تداعى التماسك والتوحد سواء على المستوى العربى العام أو على مستوى الداخل فى معظم الدول العربية التى دمرتها الصراعات والحروب والانقسامات الداخلية، وامتد هذا المرض المزمن إلى الوضع الفلسطينى هو الآخر خاصة عندما سيطر صراع الهيمنة على القرار الوطنى الفلسطينى بين كل من حركتى «فتح» و«حماس» على أولوية التوحد لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية. لكن هناك سببًا آخر لا يقل أهمية وهو عودة الحليف الاستراتيجى التاريخي، وأعنى الولايات المتحدة الأمريكية إلى سابق عهدها قوة عالمية كبرى وفاعلة، على الأقل فى إقليم الشرق الأوسط، وعلى الأخص فى العالم العربى بمجيء الرئيس الجديد دونالد ترامب الذى أعطى كل الأولوية لإعادة فرض أمريكا قوة عظمى مسيطرة.
انشغل الإسرائيليون طيلة الأسابيع الأخيرة بأمرين؛ أولهما: متابعة ما سوف يحققه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى قممه الثلاث التى سيعقدها فى العاصمة السعودية، مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، ومع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومع قادة عرب ومسلمين بحضور ٣٧ رئيس دولة و٦ رؤساء حكومات عربية وإسلامية، هم يتابعون مدى النجاح الذى سيحققه ترامب وبالذات على صعيد ما جرى الحديث عنه تحت عنوان «صفقة القرن» سواء فى بعدها الاستراتيجى بتأسيس تحالف يضم دولًا عربية مع إسرائيل لمحاربة الإرهاب، ومصادر التهديد المشتركة وفى مقدمتها إيران، أو على مستوى الاقتصاد وصفقاته، شرط ألا يمتد ذلك إلى مطالب عربية تخص الشأن الفلسطينى ضمن احتمال طرح ترامب لـ «صفقة سلام بديلة» قد تضطر إسرائيل إلى دفع بعض الأثمان فى شكل تنازلات لا ترضى عنها للفلسطينيين.

فرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى كان سباقًا فى رفع راية ما يسمى بـ «التسوية الإقليمية» كبديل عن اتفاق فلسطينى ـ إسرائيلى بات يخشى أن يأخذ الرئيس الأمريكى هذا الأمر بجدية من جانبه أى ما يخص تطبيع علاقات إسرائيل مع العرب من ناحية، وما يخص الوضع الفلسطينى من الناحية الأخرى. نتنياهو يريد التطبيع فقط ويراهن على الاعتدال العربى لقبول ذلك من منظور الحاجة العربية إلى التحالف مع إسرائيل ضد إيران، لكن نتنياهو أخذ يتخوف الآن من العودة الأمريكية القوية للشرق الأوسط، وتجديد وتفعيل التحالفات الاستراتيجية الأمريكية مع دول الخليج التى قد لا تكون فى حاجة الآن إلى الحليف الإسرائيلى على نحو ما كانت الأوضاع فى العامين الماضيين عندما تراجعت العلاقات الأمريكية مع دول الخليج فى عهد الرئيس باراك أوباما الذى رفض أن يتحالف مع دول الخليج ضد إيران، وهو ما اضطر هذه الدول إلى التفكير فى «البديل الإسرائيلي». لذلك يتابع الإسرائيليون نتائج زيارة ترامب للسعودية وهم متخوفون من أن يضطروا للصدام مع ترامب إذا ما انحاز إلى ضرورة الربط بين مطلب إسرائيل فى تطبيع العلاقات مع العرب، وبين ضرورة تحقيق تقدم على المسار الفلسطيني.
الأمر الثانى الذى ظل يشغل الإسرائيليين طيلة الأسابيع الماضية هو جدول المطالب التى سوف يقدمونها للرئيس الأمريكى عندما يصل إليهم قادمًا من الرياض. فقد أعد الإسرائيليون قائمة بخمسة مطالب رئيسية عرضتها صحيفة «جيروزاليم بوست» لتقديمها إلى ترامب، أولها، إبقاء الضغوط والعقوبات على إيران، وثانيها يخص سوريا وينقسم إلى جزءين؛ الأول هو الاعتراف الأمريكى بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، والثانى التأكيد على ضرورة أخذ المطالب الأمنية الإسرائيلية فى الاعتبار فى أى صفقة محتملة يجرى التوصل إليها مع روسيا بخصوص سوريا، وبالتحديد منع إيران وحزب الله من إبقاء أى وجود لهما فى سوريا وعلى الأخص بالقرب من هضبة الجولان، ثالث هذه المطالب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ورابعها تعزيز الاستيطان الإسرائيلى بالضفة الغربية، وخامسها هو ضمان إبقاء التفوق العسكرى الإسرائيلى النوعى على كل الدول العربية وخصوصًا على ضوء صفقات السلاح الضخمة التى عقدتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا مع السعودية.
اهتمام الإسرائيليين الشديد بزيارة ترامب وثقتهم غير المحدودة فيه وإدراكهم أن هذه هى فرصتهم التاريخية، وأن الزمان أضحى زمانهم وأن السيادة باتت لهم جعلتهم أكثر حرصًا على تحفيز الرئيس الأمريكى إلى أن يكون شجاعًا فى انحيازه المطلق لإسرائيل دون أن يخشى أى رد فعل عربى أو فلسطيني. فقد انتهى زمان كان فى مقدور العرب أن يقولوا «لا» لذلك خاطب بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكى قبل وصوله أمس إلى إسرائيل قائلًا «انقلوا السفارة.. ولا تداعيات»، أى لا تضع أية حسابات لأى رد فعل عربى أو فلسطينى إذا ما قررت نقل السفارة، كما جعلهم يسابقون الزمن ويقرون داخل اللجنة الوزارية بقانون ما يسمى بـ «قانون القومية» ثم تقديمه إلى الكنيست «البرلمان» وهو القانون الذى ينص على أن إسرائيل هى «البيت القومى للشعب اليهودي» وأن «الحق فى تقرير المصير القومى فى دولة إسرائيل هو حق حصرى للشعب اليهودي»، ما يعنى إلغاء حق الشعب الفلسطينى بامتلاك أرضه التاريخية، وسيحول الفلسطينيين داخل إسرائيل إلى مجرد أقلية من دون حقوق قومية معترف بها، وينهى للأبد حق العودة، انطلاقًا من قناعتهم بأن هذا هو زمان تحقيق الأحلام والانتصارات.

المخاوف المنضبطة
هذه المطالب الاستباقية وجدت أصداءها عند الرئيس الأمريكي، لكنه، ربما، وعلى العكس من بعض الرؤساء الأمريكيين، كان حريصًا أيضًا على المصالح الأمريكية. فقد حصل على الكثير من المكاسب للأمريكيين، حصل على ما يقرب من ٤٨٠ مليار دولار سعودى فى شكل مشتريات عسكرية وفى شكل استثمارات حتمًا ستحل جزءًا كبيرًا من أزمة التوظيف التى يعطيها ترامب أولوية كبرى، لكنه وإن كان لم يف بمطلبين شكليين لإسرائيل الأول يخص نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما سبق أن وعد فى حملته الانتخابية، كما أنه لم يصطحب معه نتنياهو فى زيارته إلى حائط البراق الذى يعطونه اسمًا توراتيًا هو «حائط المبكى» ويكتسب عندهم قدسية عالية، فإنه حقق الكثير من المكاسب الأهم والجوهرية للإسرائيليين فهو من الناحية الرمزية ذهب إلى حائط البراق دون أن يصطحب نتنياهو لعدم استفزاز العرب أكثر مما يجب لأنه إذا ما اصطحب نتنياهو فى هذه الزيارة، سيكون قد اعترف بأن القدس الشرقية ليست أرضًا محتلة وأنها جزء من أرض إسرائيل، وهذه خطوة تعد بمثابة قفزة غير حميدة فى مشروعه الأهم للتسوية كما يعتقد.
ترامب لم يكتف بزيارة حائط البراق (المبكى) فقط، ولكنه تعمد أن يرتدى القلنسوة اليهودية وصلى أمام الحائط قبل أن يضع قصاصة ورق صغيرة فى أحد شقوقه، وسبقته فى ذلك ابنته إيفانكا التى اعتنقت اليهودية، فكانت شديدة الالتزام والحرص على أن تكون فى ملابسها يهودية ملتزمة.
أما موضوعيًا فقد حسم ترامب ما هو أهم من وجهة نظره. حسم أولًا تحول العرب نحو إسرائيل وحرصهم على السلام معها، وثانيًا حسم العداء المشترك نحو إيران، وهذا ما تمت صياغته سواء فى «إعلان الرياض» الصادر عن القمة الأمريكية ـ العربية والإسلامية، أو الإعلان المشترك الأمريكى ـ السعودى الصادر عن القمة الأمريكية ـ السعودية. وكان ترامب حريصًا على أن ينقل هذه البشرى لحظة وصوله إلى إسرائيل حيث قال ردًا على كلمات الاستقبال التى تحدث بها كل من بنيامين نتنياهو ورؤوبين ريفلين رئيس إسرائيل. فقد صرح ترامب بأن «هناك شعورًا واسعًا فى العالم الإسلامى بأن لديهم قضية مشتركة معهم، فى التهديد الذى تشكله إيران، وهى بالتأكيد تهديد ولا شك فى ذلك»، وزاد بقوله إن «ما حدث مع إيران قرّب الكثير من المناطق فى الشرق الأوسط باتجاه إسرائيل. وإذا ما تحدثتم عن فوائد فإن هذه هى الفائدة، لأننى لمست شعورًا مختلفًا تجاه إسرائيل من دول كانت لا تُكن شعورًا جيدًا تجاهها حتى وقت قريب، وهذا أمر إيجابى حقًا ونحن سعداء».
ختام الزيارة كان هو الأهم. فعقب لقائه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) فى بيت لحم، كان ترامب حريصًا على تأكيد أنه «ملتزم فى محاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وقال «أعتزم فعل كل ما بوسعى لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف». رغم ذلك لم يكتف الإسرائيليون على نحو ما تعمد يسرائيل كاتس وزير الاستخبارات الذى أكد أن «المقاربة الإقليمية (يقصد التحالف الإقليمى الذى أعلن عنه فى الرياض) يجب أن يشمل التعاون الأمنى والمبادرات الاقتصادية، كذلك فإن لهذه الشراكات يمكن أن تتقدم إلى جانب المفاوضات غير المشروطة مع الفلسطينيين». أى أنهم يحاولون القفز السريع دون دفع أية أثمان: تطبيع أمنى واقتصادى مع العرب ضمن التحالف الإقليمى ومفاوضات غير مشروطة مع الفلسطينيين أى مفاوضات للمفاوضات دون شروط ودون أفق زمنى لا تؤدى إلى شيء، أى سلام بدون ثمن. هذا هو التحدى الذى يواجه ترامب، وإذا نجح فيه سيكون قد تحول فى نظر الإسرائيليين من «بطة عرجاء» إلى «فارس الأحلام» الذى حقق لإسرائيل أسطورة ظلت تحلم بها منذ تأسيسها: الأمن والتوسع والسلام مع العرب دون أية تنازلات.