مذاق مختلف لشهر رمضان فى غينيا تلك الدولة الإفريقية التى يشكل المسلمون أغلبيتها الساحقة كما يقول محمد رشيد وهو طالب غينى يدرس فى جامعة الأزهر بالقاهرة، مضيفا أن مسلمى غينيا يعتبرون رمضان شهرًا للتوبة والتقرب من الله أكثر، حيث يهتمون بالعبادات أكثر، ويزيلون ما بينهم من خلافات.
يؤكد رشيد، أن المساجد والشوارع تتزين لاستقبال رمضان، لافتا إلى أن الذرة تعد المكون الأساسى لكل المأكولات الشهيرة التى يتناولها الأهالى فى غينيا طوال الشهر الكريم، لافتا إلى أنه من بين العادات التى يتبعها الأهالى فى رمضان، الإفطار الجماعى، حيث يتجمع أبناء كل حى، ويذهبون إلى المسجد لصلاة المغرب، بعدها يتناولون إفطارهم سويًا، حيث تعد كل أسرة صنفًا مميزًا من الطعام وتحضره إلى المسجد، وهكذا يتناول الجميع أصنافًا متعددة سويًا فى جو رمضانى رائع، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون الإفطار فى منزل إمام المسجد لا المسجد نفسه، أو منزل كبير الحى الذى يلجأ له الجميع فى حالة وجود مشاكل.
ويلفت رشيد إلى أن غينيا تضم عددًا كبيرًا من القبائل المختلفة فى العادات والتقاليد، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن رمضان يوحدهم جميعًا، حيث إن القبائل تفطر مع بعضها البعض، وتتنازل عن عاداتها فى سبيل الاحتفاء بشهر رمضان، الذى يحتفل به ٨٥٪ من الشعب الغينى المسلم، ويشاركهم الاحتفال الـ ١٥٪ من أصحاب الديانات الأخرى.
وعن أهم المأكولات التى يتناولها الشعب الغينى فى رمضان، يقول رشيد: «أهمها أكلة شهيرة تعرف باسم «بويرى» وهى عبارة عن عجين مكون من الذرة، بعد أن تتم تسويته يقطع ويضاف إلى شوربة مكونة من الماء والسكر، أما الطعام الثانى الذى لا يغيب عن أى مائدة فى رمضان يعرف باسم «تورى» وهو من الذرة أيضًا ولكنى لا أعرف مكوناتها باللغة العربية بل باللغة الفرنسية، أما بشأن المشروبات فيعتبر الزنجبيل والعناب أهم المشروبات التى يتم تناولها أثناء الإفطار فى رمضان».
لافتا إلى أن هناك عادات أخرى مرتبطة بالشهر الكريم، منها ارتداء الأهالى لزى خاص يلتزم الكل به فى رمضان حتى غير الملتزمين دينيًا، ويتكون من قفطان طويل منقوش بنقوش جميلة، وقبعة مصنوعة بطريقة مميزة، كما تمنع الحكومة فتح أى مطعم أو مقهى فى نهار رمضان احترامًا لهذا الشهر الكريم، على أن تفتح جميع المقاهى والمطاعم بعد صلاة المغرب.
وعن التراث الفنى لأهل غينيا فى رمضان يقول رشيد: «أهم الأغانى التى يعشقها الشعب الغينى فى رمضان اسمها «فى رمضان» وهى باللغة العربية، وتدعو الجميع للاستعداد لهذا الشهر الكريم،، كما تنتشر برامج المسابقات الدينية فى هذا الشهر الكريم، ويشارك فيها أعداد كبيرة، لافتا إلى أن المحبب للغينيين فى رمضان سماع القرآن بصوت الشيخ عبدالحميد كشك».
وعن كيفية قضاء الطلاب الغينيين رمضان فى مصر يؤكد رشيد، أن الجالية الغينية فى القاهرة تتواصل مع الطلاب وتعزمهم، كما أن الأسر المصرية وخاصة فى الإسكندرية تصر دائمًا على تواجد أبناء الأزهر الشريف من الجاليات الإفريقية بينهم، ليفطروا ويتسحروا معها لإعلاء روح الأسرة الواحدة، موضحًا أن الأرز السكندرى والسمك المقلى هو المفضل لدى طلاب غينيا فى رمضان ممن يدرسون فى مصر.
