رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جسور العلاقات "المصرية - السعودية" لا يفك عراها المغرضون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسم ولى ولى عهد المملكة العربية السعودية الجدل والالتباس حول الخلاف بين مصر والسعودية، متهما من أسماهم: «الإخونج» ويعنى الإخوان المسلمين بتعكير صفو تلك العلاقات التى تسعى المملكة إلى توطيدها، بكل الوسائل، ففى حديثه المسهب والمطول مع الصحافى السعودى داوود الشريان، فى MBC الأسبوع الفائت حرص الأمير السعودى الشاب الذى يتولى معادلة الحرب والسلام فى بلده كونه وزير الدفاع المسئول عن عمليات اليمن، إضافة للسلام كونه المسئول عن إصلاح الاقتصاد والثقافة والفنون وترسيخ مفهوم اقتصاد السوق فى السعودية مدعومًا بالإرادة الملكية والشعبية معًا فى مجتمع جل مكونه من الشباب.
حرص على أن يفرد أهم فقرات حديثه مع الشريان بوصف العلاقة بين بلاده ومصر بأنها بأفضل حالاتها برغم كل ما يقال عن حالة اللا استقرار التى تحدث عنها الكثير من «البربوغانديين» من الإعلاميين، بوصف العلاقات المصرية - الســـعودية بأنها متأرجـــحة بين مد وجزر فقد لخّـــص الأمير ولى ولى عهد السعودية موقف بلاده: «إن العلاقات مع مصر صلبة وقوية ولا تتأثر بأى شـــيء، والإشاعات يروج لها الكارهون للسعودية ومصر، ودعاية إيـــران والإخـــوان تســـعى لإيجاد شـــرخ فى العلاقة الســـعودية-المصرية».
وأهم مظاهرها العملية تبرز فى قوله «إن فرقا مختصة تعمل حاليا على تجهيز جسر الملك سلمان إلى شـــمال سيناء، وسيتم وضع حجر الأســـاس للجسر قبل ٢٠٢٠»، مشددًا على «أنه لا يوجد خلاف ســـعودي- مصرى». 
الأمير الشاب الذى يمسك بالسياسة العامة فى بلاده والذى أقنع أخيرا الرئيس الأمريكى ترامب لتحقيق أول زيارة له فى الشرق الأوسط من بوابة الرياض بعد أن عقد صفقات مليارية لتجهيز بلاده بالأسلحة والصناعة التى يسعى لجلبها إلى بلاده ويعمل لإحداث نقلة نوعية فى الحياة السعودية برفع إنتاجية المجتمع، يؤكد الأهمية الاستثنائية لتوطيد الوشائج بين مصر والسعودية بأكثر من وشيجة، وتقدير لمصر الدولة العربية الأكثر مكانة وسكانا بين منظومة الدول العربية والإسلامية. 
هذا الموقف السعودى تدعمه حقائق كبرى تفرض على البلدين التعاون الحتمى، كما تفرض المكاشفة لتذليل الخلافات فى الآراء التى لا تفسد الود بين الشعبين والقيادتين، واللتين تقدران حجم المخاطر التى تحيط بالمنطقة والأمن القومى العربى، بل عموم الشرق الأوسط.
لكن الذى يدقق بطبيعة الحملات التى تنظم ضد تواصل منهج بناء المشتركات بين مصر والسعودية والدول العربية الأخرى فى مسعى تقاربها، ولا بد أن يفكر بطبيعة تلك الحملات التى تشى أن دافعها واحد هو تخريب البناء والحوار، وافتعال أزمات بينهما بجهد منظم وابتزازى واضح مدفوع الأجر من أعاجم لهم مشروع بات مكشوفا، فلمصر كل الحق فى أن تقول ما لديها من ملاحظات وآراء، فى كل الملفات غير المحسومة كليا كذا المصالح بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية لا يمكن أن يفك عراها مغرض أو مدع، وللسعودية كل الحق فى مصارحة القيادة المصرية بطبيعة المصالح التى تشغلها، وهذا لا يفسد الود بين أكبر موئلين سياسيين واقتصاديين عربيين.
أيما رماة الحجر على تلك الصورة الجميلة للتعاون وتعزيز المشتركات بين البلدين فهم - وكما يشير ولى ولى عهد المملكة - أعداء خارجيون وداخليون فى مقدمهم الإخوان على حد قوله يسعون لخراب لا يمكن أن ينجح. 
إن مهمة الإعلام فى كلتا الدولتين لا بد أن يكون مسئولا فى التعرض لملفات من اختصاص القيادات فيهما، وليس من منطق المصلحة القومية العليا والأمن القومى العربى أن تكون محل مساجلات فى الشاشات والشوارع، تصل حد المهاترات بدعوى الدفاع عن المصلحة فى هذا البلد أو ذاك فتكون كأعواد الثقاب التى التى تحرق الأخضر واليابس وتضر بالمصالح الوطنية قطعًا. 
الأمل أن يتمتع إعلامنا العربى بقدر كافٍ من المسؤولية والموضوعية، فإشعال الحرائق وتأجيج مشاعر الغضب والتعصب لا يخلف سوى الخسائر المتلاحقة ويكفينا منها الكثير فقد خسرنا الكثير.