السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

انفراد بالفيديو.. "البوابة نيوز" تحاور منشقا عن "داعش".. علي كمال يروي قصته مع التنظيم في ليبيا.. 100 ألف دولار مقابل تجنيد المصريين.. الزواج من 4 فتيات أبرز المغريات.. والتقى المتهم بتفجير "المرقسية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخطر يبدأ من ليبيا، يجند المصريون ويدربهم للسفر إلى سوريا، وتنفيذ عمليات نوعية في القاهرة باسم الدين، ويختلق أحداث لتشويه صورة الجيش والشرطة لدى الليبيين، يدفعون 100 ألف دولار ويزوجونهم بـ4 فتيات ليظن أنه ملك الدنيا، تلك تجربة علي كمال الشاب المصري المنشق عن تنظيم "داعش الإرهابي".
بدأ كمال حواره لـ"البوابة نيوز" داخل منزله البسيط، قائلًا: "سافرت إلى ليبيا لطلب الرزق لكني واجهت متاعب كثيرة، حتى وصلت إلى مقر التنظيم، ولم أكن أعرفهم إلا أنهم اطمئنوا لي، ورأيت المتهم بتفجير كنيسة المرقسية بالإسكندرية، والذي دربه هناك وأقام معه يومين".. وإلى نص الحوار...

كيف كانت اجتماعات داعش وفيما كانوا يتحدثون؟
كان الشيخ سالم أمير كتيبة أبو سليم، يجتمع ورفقائه كل يوم وكانوا يتكلمون في أمور عسكرية، وتجنيد الشباب للسفر إلى سوريا للجهاد في سبيل الله وعن ناس هتسافر مصر لتنفيذ بعض العمليات.
كل ده أنا سامعه وشايفه أمامي بحكم أني شغال في الورشة وقاعد دائمًا معهم، لكن عامل ماليش دعوة لأني شغال في الورشة جنبهم وهما بيتكلموا عشان اتدخل في كلامهم.
وكيف انضممت إليهم؟
الشيخ سالم عرض عليّ الانضمام وقال لي اطمن، وعرضوا على مصريين باستعمال أسلوب الترهيب والخوف من الآخرة وعذاب القبر والشباب كانت بتقتنع.
وكيف عرض عليك السفر إلى سوريا؟
"بمرور الوقت بدأت أعرف أسرار أكتر، وعرض عليّ الشيخ سالم عن أني لو أحب أجاهد في سوريا وإحنا هنوفرلك فلوس وزوجة ونعطيك كل ما تريد، وقالي أي حد من المصريين اللي معاك أو تعرفهم يحب يجاهد في سبيل الله وأنه هيبقي عايش في الدنيا حياة مرفهة وفي الآخرة إن شاء الله هيدخل الجنة وإن شاء الله ربنا يتقبله من الشهداء وده اللي كان بيتم أمامي على مدار سنة".
"وتوثقت علاقتي بالشيخ سالم أكثر من الأول، وبدأت أروح معاه مناطق تدريب واللي أعرفه أنه يوجد 3 معسكرات تدريب لداعش في درنة كل معسكر فيه ما لا يقل عن 1000 شخص من الليبيين والمصريين وغيرهم من دول أخرى، وبعد ما بتدربوا بيتصدروا إلى سوريا مباشرة، وبعد تأدية فترتهم في سوريا بعد كده بينزلوا بلادهم ينفذوا عمليات نوعية".
هل هناك من يأتي إلى القاهرة لتنفيذ عمليات نوعية؟
"طبعًا في ناس كتير قوي نزلت مصر وكنت أعرف أنهم مصريين من محافظات إسكندرية ودمياط والفيوم والمنيا وطنطا والشرقية وأسيوط والبحيرة... إلخ، وكنت على معرفة بالانتحاري أحمد عبدالرحمن المتهم بتفجير كنيسة المرقسية بمحافظة الإسكندرية وأعرفه كويس جدًا لأنه بات معايا يومين في ليبيا وتلقى  التدريبات بمعسكر تدريب بدرنة، وكان يأتي عندي الورشة يأخذ أكل وماء للمعسكر الذي يتدرب فيه، وبعد ما تدرب في ليبيا ذهب إلى سوريا عن طريق تركيا لتطبيق التدريب عملي وبعد كده ينزل مصر لو في عمليات نوعية، وبيكون طريق توصيل داعش إلى سوريا جويا عن طريق تركيا ولو كان بري بيكون عن طريق السودان.
كيف كانت طريقة الشيخ سالم لتجنيد المصريين؟
 كان يأخذني ويذهب للسوق الذي يمكث فيه اللي مش لاقي شغل، فيقوم باستغلال الفرصة فيعرض عليهم العمل عنده ويطلب عمال ونجار وحداد وبنا وجميع المهن، وطبعا أول شيء بيعمله كان بيدفعلهم ضعف الأجر وطبعًا شغله مش هيخلص في يوم ولا اتنين، وده علشان يقدر يقنعهم بالفكر المتطرف الذي يتبناه، وموضوع أنه يدفع ضعف الأجرة كان بالنسبة للمصريين كالكنز لأن معظم الليبيين مش بيدوا فلوس بعد الشغل، فكان ذلك يطمئنهم والمصري هناك بيحب اللي يدفع كتير.
"وطبعًا هنا الراجل اللي رايح يشتغل معاه من 5 إلى 6 عمال ومعظمهم شباب صغير، وهما بيفضلوا الشباب، ومن أولى متطلباتهم أن لا يكون كبير في السن ولا يكون متعلم تعليم عالي، وما يبقاش من أهل المدن، ويفضل أنه يكون من الأرياف والقرى والبلدان الصغيرة والعزب.


ما هي مؤهلات المنضمين لداعش في ليبيا من المصريين؟
معظم اللي بينضموا إليهم جهلة غير متعلمين وعلى سبيل المثال كان فيه مجموعة من مطروح كانت مسافرة سوريا 7 شباب، وكانوا بيناشدوا السلطات المصرية أنهم يرجعوا وأنهم ذهبوا لعمليات استغاثة لأخوانهم في سوريا وأنهم لا علاقة لهم بالقاعدة أو داعش، والسلطات المصرية رفضت تدخلهم، أو احتجزتهم على حد علمي، وأنا شوفت انتقادات من المجموعة الليبية عشان مجموعة مطروح وأن أخواتنا بيروحوا يسافروا للجهاد والمصريين (الجيش – الشرطة) بيضربوهم ويهينوهم، وأن الجيش المصري مع بشار والأمريكان وروسيا.
وتابع: "بيحولوا الطاقة اللي عند المصري اللي هناك ضد السلطات والدولة المصرية وبيفهموهم أن الجهاد في الدولة المصرية مثل الجهاد في الدولة السورية، ويكون كل ذلك مقابل 10000 ألف دولا ر في الشهر ودول بياخدوهم أول شهر بس، وأن اللي بيوافق وياخد الفلوس مش بنشوفه بعد كده بالإضافة "أن محمود المتهم بتفجير البطرسية كان متواجد في في ليبيا وأخذ الفلوس وذهب لسوريا ورجع ليبيا تاني وكانت رحلاته متواصلة قبل وقت تنفيذ العملية".
ما مدة التدريب؟
تكون مدة التدريب 45 يومًا في منطقة في جنوب ليبيا اسمها "الكفرة" تبعد عن درنة حوالي 400 كيلو متر، وأنا رحتها مع الشيخ سالم أكتر من مرة، وبعد فترة التدريب دي لو مش متجوز بيجوزوك بـ4 فتيات يتحكم فيهم كيف يشاء ويعطوك سلاح وفلوس، وعيشة مرفهة ويتحدث باسم الدين فمحدش هيرفض أو يكره كده وبيقولولهم إنهم في الدنيا معاهم زوجات وفلوس ولو مت هتدخل الجنة.
هل هناك طرق للإقناع؟
بيتم الضغط عليهم ويقولوا لهم إن دول الإسلام كلها واحدة ومفيش بينهم حدود ويظهرله كل مظاهر الدولة كالكفر بلا استثناء، فمن الطبيعي كلام الرجل كلام صادق نظرا إلى لبسه الديني وكلامه عن طريق الدين وكل اللي بيقولوه مفيهوش شك فطبعا المتلقي يصدق الكلام ويؤمن به.
ويأتي إلى خطبتهم شخص اسمه الشيخ هاني السباعي مصري الجنسية مدير مركز المقريزي بلندن، وأنا حضرتله خطب كثيرة مفادها الجهاد في سبيل الله وعن كيفية محاربة الدولة والأنظمة الكافرة.
ولماذا أنت رفضت بالرغم من كل هذا الإغراء؟
 أنا مش رفضت أنا كنت خايف عشان عندي أولاد وأمي وأخواتي البنات مالهومش حد غيري، وعندما أردت أن أنزل إلى مصر رفض الشيخ سالم وقطع عني الاتصال بأهلي، وعاملني لمدة 6 أشهر كعبد عنده، وبعدها قدرت أتواصل مع أمي وكلمتها وبكت كثيرا لكي يتركني، ولكنه قال بشرط أني لازم أوصل أمانة "فلاشات" لحد في المنصورة اسمه "طارق" ودخلت الجمرك بدون جواز سفر واشترى الشيخ سالم ليا تليفون وخط مصري لكي أتواصل معاه لتوصيل الفلاشات، وبعدها خوفت أحسن اتقتل ورحت بالفلاشات إلى المخابرات وقابلوني على الباب، ومتأكد أنها لم تفتح ولو اطلعوا على ما بداخلها ماكنش حصل تفجير البطرسية والمرقسية.
هل تعرضت للتهديدات؟
هذه الأيام جاءتني تهديدات من قبل أحد أعضاء التنظيم على الإيميل الخاص بي وجاءتني تهديدات لي ولأهلي من قبل الإخوان والمتشددين داخل قريتنا.
ما المعسكرات الموجودة داخل ليبيا؟
جميع المعسكرات داخل درنة هي "الفتايح – مرتوبة – المرزم – امبخ – الاسطلات – الساحل – وادي الناجه" والتابعين لكتيبة أبو سليم ويوجد بكل معسكر من هؤلاء ما لا يقل عن 300 شخص مصري في كل معسكر.