حذرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، من "نهج ألماني منفرد" في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقالت فون دير لاين أمس الجمعة في برلين: "الآخرون يبذلون جهدًا، بينما نتخذ نحن موقفًا متحفظًا - بهذه الطريقة لن يسري الحلف".
وكان غابريل أعرب في وقت سابق اليوم عن اعتقاده بأن الهدف الذي وضعه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لزيادة نفقات الدفاع في الدول الأعضاء إلى نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة غير قابل للتطبيق من الناحية الواقعية.
وقال جابريل اليوم في مستهل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو ببروكسل: "أرى أنه من غير الواقعي مطلقًا الاعتقاد بأن ألمانيا تضع ميزانية دفاع تفوق 70 مليار يورو سنويًا. لا أعرف سياسيًا في ألمانيا يعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك في بلدنا أو أن حتى هناك رغبة في ذلك لن يحدث ذلك أيا كان من يمثل الحكومة"، مشيرًا إلى أن أن ميزانية الدفاع في ألمانيا تبلغ حاليًا نحو 35 مليار يورو.
وعن ذلك قالت فون دير لاين: "هذا الأمر يبدو كـ(نهج ألماني منفرد): ألا ينبغي أن يسري علينا ما يسري على كافة شركائنا في الناتو؟".
وذكرت الوزيرة أن الأمر لا يتعلق بزيادة فورية لنفقات الدفاع بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بل بزيادة تدريجية متعقلة لميزانية الدفاع التي يحتاج إليها الجيش الألماني بصورة ملحة.
تجدر الإشارة إلى أن جابريل يطالب أيضا باحتساب نفقات الدول الأعضاء في الناتو على الوقاية من الأزمات ضمن نفقات الدفاع.
وترفض فون دير لاين هذا المطلب أيضًا، حيث قالت: "تقريبا كافة نزاعات اليوم تظهر أن هناك حاجة إلى كلا الوسيلتين: الأمن وآفاق حياتية للمواطنين في مناطق الأزمات"، موضحة أن من يستخدم أحد هاتين الوسيلتين ضد الأخرى ربما يحظى بدعم من الرأي العام، لكن لن تتمكن وسيلة بمفردها من حل النزاعات المعقدة لهذا العصر، على حد تعبيرها.
انتقادات لترامب
وفي سياق متصل، وجه غابريل انتقادات حادة غير مباشرة لخطط موازنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال اليوم خلال اجتماع لوزراء دفاع الناتو في بروكسل: "ما لا يصح من وجهة نظري هو زيادة نفقات الدفاع مع التقليص بالتوازي لنفقات الوقاية من الأزمات والمساعدات الإنسانية وبرامج التغذية العالمية".
يذكر أن البيت الأبيض أعلن من قبل أن الرئيس الأمريكي يعتزم زيادة ميزانية الدفاع بمقدار 54 مليار دولار وتوفير تلك الزيادة من بنود أخرى في الموازنة، من بينها وزارة البيئة ووزارة الخارجية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإنه من المخطط تقليص ميزانية وزارة الخارجية والمساعدات التنموية بنسبة 37%. لكن ليس من المحتمل أن يوافق الكونجرس على هذه الخطط.
وتحث الإدارة الأمريكية الجديدة على وجه الخصوص على تحقيق الهدف الذي وضعه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لزيادة نفقات الدفاع في الدول الأعضاء إلى نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة.
