قال أمير الدودو وزير التجارة والصناعة والحرف اليدوية في تشاد: إن مصر تعد الشريك التجاري الاستراتيجي لبلاده في القارة الأفريقية، موضحا أن تشاد تعمل تجاريا عبر مثلث شراكة أفريقي تعتبر مصر أهم أضلاعه يشاركها كل من السودان والكاميرون.
وأضاف الدودو لموفد - أ ش أ - في انجمينا، " أن الكاميرون والسودان تعتبران معبرا رئيسيا لتجارة تشاد حيث أنها بلد حبيسة لا تمتلك موانئ أو منافذ على البحار، حيث تشارك الحدود مع دول مجاورة تمثل لها متنفسا طبيعيا لتصريف واستقبال عمليات التجارة، أما مصر التي لديها تاريخ طويل في هذا المجال وتمتلك الخبرات والتقاليد الصناعية والزراعية فأنها شريك استراتيجي"، مشيرا إلى أن الميزان التجاري يميل حتى الآن لصالح مصر.
وأكد أن هذه العلاقة ليست وليدة المرحلة الحالية، حيث ارتبطت مدن تشاد الشرقية على الدوام بروابط تجارية مع مصر من خلال " طريق الأربعين"، إلا أن الجديد في الأمر هو أن عمليات تنظيم استغلال هذا الطريق تجري حاليا على قدم وساق، حتى لا يتم استغلاله عشوائيا بالإضافة إلى تأمينه حتى يصبح معبرا واضح المعالم وطريقا رسميا للتجارة البرية.
وأشار الدودو إلى أن خطط تشاد المستقبلية وضعت محورا للحراك التجاري والتعاون الاقتصادي شمل أربعة دول تأتي مصر أيضا على رأسها، حيث تم تحديد كل من الصين والهند كدول أسيوية تحقق عائدات نمو مرتفعة يمكن أن تمثلان شريكين مهمين، فيما تم اختيار مصر ونيجيريا كشريكين تجاريين أفريقيين أساسيين.
وأشار وزير التجارة التشادي إلى أن قانون الاستثمار الجديد يمنح فوائد وإعفاءات عالية للمستثمرين لتدعيم مستقبل الشراكة التجارية، حيث يؤكد برنامج الرئيس إدريس ديبي على الشراكة من أجل تنمية الريف باعتبار التنمية الريفية في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية هما قاطرة التنمية الحقيقية، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بالاقتصاد التشادي بسبب انخفاض أسعار النفط الذي كان يمثل حوالي 70 % من الدخل القومي.
ودعا الدودو المستثمرين المصريين إلى تكثيف مساعيهم للاستثمار في تشاد، خاصة في مجالات التصنيع والثروة الحيوانية وتجارة المواد الغذائية، مؤكدا أن كل الأبواب مفتوحة أمام المستثمرين المصريين بشكل خاص، وأنه سيتم منحهم مزايا تفوق ما يمنحه قانون الاستثمار لكل مستثمر أجنبي.
وطالب الشركات المصرية بتنظيم معارض للمنتجات في تشاد، حتى تحصل على نصيب الأسد في هذا السوق الذي يستوعب كل المنتجات، موضحا أن هناك منافسة من جانب عدد من الدول، إلا أن المستهلك التشادي يفضل المنتج المصري والعربي بشكل عام.
وقال إنه يجري حاليا الترتيب لزيارة وفد رفيع المستوى إلى مصر يضم وزيري الزراعة والثروة الحيوانية بالإضافة إلى بعض رجال الأعمال وأعضاء الغرفة التجارية، بهدف تفعيل العديد من الاتفاقيات وتشجيع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار في تشاد.
وأضاف أنه يجري حاليا التخطيط لتنظيم ملتقى دولي حول التنمية الزراعية، وتطوير المجتمع الريفي الذي تعد مصر من أول دول العالم في هذا المجال، مؤكدا ضرورة الاستفادة بالخبرات المصرية خاصة وان مصر تمتلك تاريخا طويلا كبلد زراعي عظيم.
