الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

السيد ياسين.. الموسوعة

السيد ياسين
السيد ياسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن السيد ياسين مثقفًا عاديًا بل هو ذلك الموسوعي والمثقف العضوي المتفاعل مع مجتمعه؛ فلن يستطيع أحد أن يعتبره عالم اجتماع فحسب أو أديبا أو باحثا سياسيا أو عالما في النفس؛ بل هو كل هذه الصفات مجتمعة فكتبه تعددت بين هذه المجالات كافة؛ وملامح هذه النظرة الموسوعية للمعارف تشكلت منذ سنواته الأولى فقد أكد من قبل أن كتاب الفيلسوف هوايتهيد الشهير "مغامرات فكرية" كان صاحب الأثر الأكبر في حياته، فكان الكتاب صعبًا، ولكنه كان ممتعًا ومفيدًا، ومثّل بالنسبة له لحظة الاكتشاف الأولى ومن هنا اكتشف مكتبة علم النفس التكاملي التي يشرف عليها يوسف مراد، ودخل بها مجال علم النفس من أوسع أبوابه؛ هذه كانت مجرد محطة في حياة ياسين الذي تلمس خلالها طريقه داخل عالم الشعر، وقد كان بالغ الإعجاب بالشاعر الإنجليزي تي إس إليوت وبدأت في هذه الأثناء أولى تجاربه في كتابة الشعر والقصة القصيرة، لكنه أقر بأنه فشل في أن يكون شاعرا أو قاصا، إذ سرعان ما انتقل إلى كتابة الخواطر والتأملات والمقالات الفلسفية ثم كانت نقلة أخرى في عالم الفلسفة وعلم الاجتماع؛ بعدها اتجه إلى السياسة حيث عمل في تنظيم الإخوان ثم انشق ومال تجاه الأفكار التقدمية والحداثة؛ ومن هذه المسيرة المعرفية المتنوعة أنعكس التنوع على مؤلفات ياسين فله في مجال الأدب كتاب هام هو التحليل الاجتماعي الأدبي زواج فيه بين علم الاجتماع والأدب




التحليل الاجتماعى للأدب:
يدعو هذا الكتاب إلى تأصيل علم الاجتماع الأدبي، وإلى استخدام مناهج هذا العلم في دراسة الظواهر الأدبية، طالما أن الأدب - مثله مثل النتاجات الإنسانية الأخرى - ظاهرة اجتماعية في المقام الأول؛ ولأن ما يدعو إليه المؤلف كان مثار صراع حاد في الميدان الفكري في أوروبا، ولا سيما في فرنسا بين أنصار "النقد الجديد" الذين أكدوا على ضرورة علوم الإنسان في دراسة وتحليل الظواهر الأدبية، وبين أنصار "النقد القديم" الذين تمسكوا بمفهوم تقليدي للنقد الأدبي يقف خارج إطار هذه العلوم وينعزل عنها؛ لذا يستعرض المؤلف ويحلل بعض أهم القضايا المثارة في هذا المضمار، مثل "النقد الأدبي والعلوم الاجتماعية" و"النقد الأدبي والفلسفة" و"التحليل السوسيولوجي للأدب" وغيرهم، وذلك من خلال تحليل أبرز الأعمال التي أصدرها كل من لوسيان جولدمان، رولان بارت، ألبير ميمي، ورينيه جيرار وغيرهم؛ بالإضافة إلى ذلك بالكتاب معالجة تطبيقية للمنهج الذي يدعو المؤلف إليه، حيث يفرد فصلا لتحليل رواية "العيب" ليوسف إدريس، كما يخصص فصلا لكل من مشكلتي "الأدباء الشباب" و"الأدب غير المنشور".
25 يناير الشعب على منصة التاريخ:
كان ذلك كتابه الأخير؛ الذي حاول فيه الإجايبة على تساؤل هل الشعب على منصة التاريخ أم لا ؟ فقد حاول الإجابة عنه عبر تنظير مباشر لأحداث الثورة، منطلقا من كونه باحثا واعيا في العلم الاجتماعى والتاريخ المقارن، إلى غير ذلك من العلوم المنهجية، فضلا عن كونه معاصرا لهذه الفترة، التى تمتد إلى الوراء من ثورة 25 يناير إلى قبل منتصف القرن الماضى. وعلى هذا النحو، فإن عين الطائر الواعى الدقيق استطاعت العبور إلى منصة التاريخ بعدد من المناهج والمجالات العلمية، وعبر الوعى بحكى الشهادة الصادقة، التى تعبر عن كلمات "إريك هوبزيام" بأن الكلمات تنطوى في أغلب الأحيان على شهادات أعلى وقعا من الوثائق.
ومن بين كتبه أيضًا أسس البحث الاجتماعى ودراسات في السلوك الإجرامى والشخصية العربية بين تصور الذات ومفهوم الآخر ومصر بين الأزمة والنهضة وتحليل مفهوم الفكر القومى والسياسة الجنائية المعاصرة ودراسة نقدية للدفاع الاجتماعى والوعي التاريخى والثورة الكويتية: حوار الحضارات في عالم متغير.