السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"دستور الجماعات الإرهابية".. الطلاب والأطفال فريسة التنظيمات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا عن الجهاز المركزى للاستخبارات الفرنسية بعنوان «انغلاق المجتمعات فى الأحياء الشعبية»، تحدث عن رصد تجاوزات ومظاهر «تشدد إسلامى» فى عدد من النوادى الرياضية لكرة القدم داخل بعض الضواحى الفرنسية، كما أشار إلى ملاحظة تتعلق «ببسط سجادات صلاة من أجل أدائها فى فترة الاستراحة ما بين الشوطين»، أثناء مباريات لكرة القدم.
التقرير الفرنسى تحدث عن أن إرهابيى فرنسا كلهم تلقوا تعليما علمانيا، ومعظمهم حصل على مستوى تعليمى جيد، وينتمى معظمهم إلى الطبقات الوسطى.
المهم أن التقرير أكد أن أطروحة الجهل والفقر والأمية كأطر تفسيرية لدوافع الجهاديين خاطئة، وأن التجنيد يتم عبر الإنترنت فقط أيضًا تفسير خاطئ.
بالفعل فقد لوحظ فى الآونة الأخيرة، خاصة حادثى باريس وبروكسل، أن منفذى الحادثين كلهم جاءوا من دائرة واحدة وهى من خلال شبكات والصداقة، ودوائر الأسرة والقرابة، وليس فى الفضاءات الافتراضية والمتخيلة على شبكة الإنترنت، على سبيل المثال الأخوان كواشى، والأخوان بكراوى.
ولو لاحظنا سنجد أنه حتى فى الجماعات الهرمية المصرية الكبيرة، فإن علاقات القرابة لها دور كبير جدًا، وبحسبة بسيطة سنجد أن الدوائر القيادية كلها مرتبطة برباط المصاهرة والزواج والقرابة، وبشكل عام الصداقة.
الباحث الفرنسى «سكوت أتران» يرى أن الجهاديين غالبا ما باتوا يعتمدون على العائلة والزواج لاستكمال مجموعاتهم المسلحة، وهو تطور مهم، لأنهم عندما استطاعوا تشكيل مجموعاتهم بناء على علاقات القرابة والزواج، أصبحوا مقيدين بشكل متصاعد، بثقة يصعب على مجهودات مكافحة الإرهاب أن تخترقها أو تكسرها، وهو الملاحظ فى بعض التفجيرات، مثل تفجير بالى ٢٠٠٢، وتفجيرات فندق ماريوت فى جاكرتا ٢٠٠٩، ففى التفجير الأول ثلاثة من المشاركين كانوا إخوة، وفى التفجير الثانى أربعة من العناصر الرئيسية كانوا من عائلة واحدة، وهذا ما لوحظ أيضا فى تفجيرات مدريد، وتكرر فى هجمات باريس الأولى مع الأخوين شريف وسعيد كواشى، والثانية مع الأخوين إبراهيم وصلاح عبدالسلام، وكذلك هجمات بروكسل مع الأخوين خالد وإبراهيم البكراوى، وقد كشفت التحقيقات عن علاقات صداقة واسعة داخل هذه الشبكات.
هناك صورة أخرى رسمها التقرير عن العلاقة بين السلفيين وملاعب كرة القدم، وهو نفس ما أشرنا إليه من قبل فى حديثنا عن «المؤمن المرتل للقرآن حين أصبح زعيمًا لداعش» لوليم ماكنتوش، الذى ذكر كيف أن مسجد الحاج زيدان فى حى الطوبجى المتواضع فى بغداد، هو المكان الذى أتاح للبغدادى أن ينغمس بممارسة هوايته المفضلة وهى لعبة كرة القدم.
كان فى المسجد ناد لكرة القدم، وكان البغدادى هو نجمه «ميسى الفريق» «فى إشارة إلى اللاعب الأرجنتينى ليونيل ميسي». وأثناء اعتقاله فى معسكر بوكر فى جنوب العراق، أدهش البغدادى رفاقه وسجانيه فى ملعب كرة القدم، حيث جرت مقارنته بمارادونا. بيد أن الأهم ما ذكر نقلا عن أحد السجناء الذى روى له كيف «استطاع البغدادى عبر الصداقات التى تشكلت من كرة القدم ويوميات السجن أن يحول معتقل بوكر إلى مركز لاستقطاب المقاتلين».
الباحث «سكوت اتران» تحدث أيضًا عن العلاقة بين الجهاديين وكرة القدم، حيث أكد عبر بعض المقابلات أن هناك إرهابيين كانت هوايتهم قبل التحاقهم بالقاعدة وداعش هى كرة القدم.
لعل ما سبق، يمكن أن ندلل عليه، بتلك الشبكات العنقودية، التى تشكلت فى مصر مؤخرًا، والتى ثبت فيما بعد أن كلها بدأت من العلاقة الرياضية فى النوادى والمجموعات الرياضية «الألتراس».