الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

طه باقر.. عاشق حضارة بابل

طه باقر
طه باقر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد العالم الراحل طه باقر ألمع العاملين في مجال الآثار العراقية، عمل باقر في مجال التاريخ القديم وعلى الأخص تاريخ العراق، حيث ربط باقر بين التاريخ وعلم الآثار ربطا وظيفيا، فالآثار لدى باقر ليست حجرا أصم يؤرخ لازمان جامدة ومعزولة، إنما تعبير متحرك عن واقع بحاجة دائما إلى إغناء مضامينه الإنسانية بالكشف والتنقيب عن إمكانات الإنسان العراقي وقدراته الإبداعية.

ولد باقر بمدينة الحلة بمحافظة بابل بالعراق عام 1912م، وكان من الطلبة الأوائل لذلك انتقل لإكمال دراسته وعلى نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الآثار في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو مع زميله فؤاد سفر بعد نيلهم شهادة ماتريكوليشن Matriculation الإنجليزية في مدينة صفد الفلسطينية.

وبعد ذلك نقل ومن معه من طلاب البعثة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لاجتياز مرحلة السوفومور Sophomore وهي عبارة عن مرحلة دراسية تحضيرية وبعد تلك المرحلة سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسة علم الآثار وبعد أربع سنوات حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير، وحصل على لقب الأستاذية من جامعة بغداد عام 1959.

ترشح باقر ضمن بعثة للدراسة في كلية صفد الفلسطينية ثم جامعة بيروت الأمريكية عام 1933 وقد اعتبرت هذه الدراسة تحضيرية سافر بعدها برفقة فؤاد سفر لدراسة الآثار وتاريخ اللغات القديمة في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو فنال البكالوريوس والماجستير بامتياز عام 1938. لقد درس في هذه المرحلة اللغات التي كتبت بالخط المسماري "السومرية والأكدية"، واللغة العربية.

وتُعد موسوعة "تاريخ الحضارات القديمة"، بجزئيها من أهم المحطات العلمية في تاريخ العلامة باقر، حيث صدر الكتاب بمجلدين عام 1951 وقد اختص الجزء الأول منه بتاريخ العراق وحضارته منذ أقدم العصور الحجرية حتى أواخر أيام الدولة البابلية الحديثة عام 536 ق. م.

فيما يتعلق الجزء الثاني بحضارة وتاريخ وادي النيل وجزيرة العرب والشام، ويعد الكتاب بمجلديه من أهم المصادر العالمية التي كتبت في الموضوع ولم ينافسه أي كتاب آخر في هذا المجال، وأعيد طبعه أكثر من عشر مرات وما يزال مطلوبا من القراء والمختصين حتى الآن ومقررا في أغلب الجامعات العربية وبعض العالمية ويشكل مرجعا لا غنى عنه للقارئ العام والمختص وطلبة الدراسات العليا وأساتذة التاريخ والآثار.

كما أصدر "باقر" كتابًا شكل هاجسًا معرفيا ونفسيا له، هذا الكتاب هو "ملحمة جلجامش" والذي طُبع أكثر من ست طبعات وما يزال حتى اليوم يحظى بالقراءة والإقبال والترجمة؛ ورحل باقر عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 فبراير 1984، بعد أن قدم دراسات تاريخية وكتبًا علمية آثرت المكتبة العربية والعالمية.