رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فرح أنطون.. يعلمنا كيف يكون الثوري رومانسيًا «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفت طويلا تملؤنى الحيرة كيف أبدأ بالكتابة عن هذا الرجل. هل أبدأ بعبارات سجل فيها وبها مواقف حاسمة أم بكتابات تكاثرت لرثائه بعد وفاته المفاجئة.. أم أحكى حكايته من أولها.. إلى نهايتها.
وليأذن لى القارئ أن أختار بعضًا مما قال وبعضًا مما قيل عنه.. وبعده سيصبح الحديث عن أفكار «فرح» ونضالاته وشجاعته فى حواراته ورواياته ورحلاته أمرًا سهلًا.. قال فرح أنطون.
■ فليحذر العالم من يوم يصير فيه الضعفاء أقوياء والأقوياء ضعفاء.
■ لا تقل هاتوا زعيمًا صادقًا، بل قل هاتوا شعبًا راقيًا، وأنا الكفيل بأن يأتى زعيم حر من بين الحقول وأكواخ الفقراء.
■ إن نشر المبادئ الاشتراكية لا يكفى وحدة لدعم الاشتراكية بل لا بد من تحريض أنصارها على تنفيذها بالقوة وتحريض الشباب بالذات على ذلك، وإلا بقيت الاشتراكية فلسفة نظرية إلى ما شاء الله.
هذا ما قاله فرح أنطون. فماذا قالوا عنه.
■ قال عباس العقاد: هو كأنما يسرى من حيث لا يعلم الناس إلى حيث لا يعلمون، كالعابر من عالم لا يذكره إلى عالم لا يرجوه وهو غير مشغول بأمر الطريق» (مطالعات فى الكتاب والحياة).
■ وقال العقاد أيضا: لقد رأيت فرحًا مرارًا لكنى لم أكلمه إلا مرتين أو ثلاثا وكانت مرة منها فى جريدة «الأهالى» وسمعت من نبرة صوته ورأيت خشوع نظرته وأحسست موضع دائه، فقلت له إنك يا فرح أفندى طليعة مبكرة للنهضة السياسية والنهضة العامة، وسيعرف له المستقبل من عملك ما لم يعرفه الحاضر، وستكون حين يفترق الطريقان خيرًا مما كنت فى هذا الملتقى المضطرب، فأومأ برأسه إيماءة شاكرة وحرك يده حركة فاترة وقال «إنه يا أخى تيار جارف فماذا يحفل المستقبل بالحاضر وماذا يبالى السائر للغد ممن كان قبله فى مفترق الطريق».
■ الأرشمندريت إيصائيا عن دير مار جرجس - الحصن: «إيه - إيه يا فرح أنت ما مت، أنت مشيت إلى الخلود على ضوء يراعك. كفروا.. كفر الأولى ما دعوك رسولا وجهاد الرسولية يعبق به شق قلمك. إن لفى كتبك وتضاعيف سطورك تلمع أمضى السيوف نضالا وانتصارا ودفاعا. بيمينك حبكت إكليلك الخالد. بريشتك الساحرة طرزت ثياب العرس فادخل إلى فرح ربك؟».
■ سلامة موسى: «إن الفراغ الذى أحدثته وفاة فرح أنطون فى الأدب العربى لن يملأه أحد فى أيامنا الهوجاء هذه، فقد كان فرح كاتبا يعيش ليكتب ويكتب ليعيش. وإنى أذكر تلك الساعات العزيزة التى قضيتها فى المكتبة الخديوية أطالع مجلدات «الجامعة» الممتعة وقد تركت فى نفسى أثرا شبيها بذلك الأثر الذى يتركه دين جديد فى قلب حديث الإيمان به، فكانت تعتلج فى صدرى إحساسات غامضة تترك فى نفسى شيئا أشبه بمقام الكشف عند الصوفية».
■ مصطفى صادق الرافعى:
على فرح فليحزن الشرق حزنه/ فما هو فرد إنما هو جيل
لقد كان طودا للحقيقة راسخا/ تميل رواسيها وليس يميل
فتى كان صدقا فى فم الدهر بيننا/ وجل البرايا كذبه وفضول
فتى كان لا يرضى الحياة حقيرة/ فعاش ليفنى والجليل جليل
فيا لهفى كم يقتل العقل نابغا/ وكم عاش بالجهل الهنى جهول
ليالى النسيم المقمرات قصيرة/ ودليل الشتاء المقشعر طويل
■ مارون عبود - فى كتاب جدد وقدماء:
هو اشتراكى محموم دوما حرارته دائما فوق الأربعين.
ولقد أثقل كاهل نفسه بقراءات واسعة من كتابات روسو - رينان - فولتير - كانت - داروين - نيتشه - كارل ماركس - تولستوي - ابن رشد- ابن طفيل - الغزالي - عمر الخيام وغيرهم كثيرون.
وبعد هذا وذاك يمكننا أن نبدأ بالحديث عن فرح أنطون.. ونتواصل.