تستعد مسارح دار الأوبرا المصرية، منذ أمس الإثنين، وحتى ١٣ نوفمبر الجارى، لاستقبال حفلات الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الموسيقى العربية، والتي تحمل طابعًا مميزًا هذا العام، كونها تمثل «اليوبيل الفضى» للمهرجان العريق.
افتتح المهرجان كلا من وزير الثقافة حلمى النمنم، والدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، مساء الإثنين، بالمسرح الكبير بالدار، تقام فعالياته على مسارح دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، ويتضمن ٣٧ حفلا غنائيا وموسيقيا، بمشاركة أكثر من ٨٣ فنانا من ٨ دول عربية هي مصر وفلسطين والمغرب ولبنان وتونس والعراق والأردن وسوريا، فضلًا عن تكريم ١٦ شخصية أثرت الحياة الفنية العربية خلال حفل الافتتاح.
ورغم التزاحم على شباك التذاكر، وخيبة أمل البعض في الحصول على تذاكر «حفلات النجوم» التي ارتفعت أسعارها عن الأعوام السابقة، مثل حفلات «أنغام» و«أصالة» و«عمر خيرت»، إلا أن دورة العام الجارى تضمنت عددا من الانتقادات التي أثارها رواد المهرجان ومتابعوه في العالم العربى.
أول هذه الانتقادات تمثل في ظاهرة غياب فنانى الخليج عن المشاركة في الدورة الحالية من المهرجان، لأول مرة في تاريخه، وهو الأمر الذي أرجعه البعض لأسباب سياسية، أما الانتقاد الثانى فتمثل فيما فوجئ به الجمهور سواء المصريين، أو الجاليات اللبنانية والشامية المقيمة بمصر، بامتناع المسرح الكبير عن صرف تذاكر حفل الفنانة اللبنانية «سمية بعلبكى»، والمقرر إقامته يوم الجمعة ١١ نوفمبر، دون ذكر أسباب واضحة، سوى أن الحفل تم إلغاؤه من برنامج المهرجان.
وتقول الفنانة اللبنانية «سمية بعلبكى»، تعليقا على إلغاء حفلها، إنها اعتذرت عن عدم المشاركة نظرًا لسوء التنظيم وعدم تقدير مسيرتها الفنية؛ موضحة أن إدارة المهرجان اتفقت معها على موعد معين لإقامة حفلها في يوم ١٠ من شهر نوفمبر ثم تغير هذا الموعد أكثر من مرة، حيث تفاجأت مؤخرًا بأنه تم الاستقرار على يوم الجمعة الموافق ١١ نوفمبر المقبل، وحصر مدة فقرتها الغنائية لــ ٣٠ دقيقة فقط بجوار عدد من المطربين الآخرين، إضافة إلى وضع اسمها بشكل أخجلها في برنامج المهرجان، خاصة أن ما حققته خلال مسيرتها الفنية من نجاحات لا يسمح لاسمها أن يعامل هذه المعاملة، مشيرة إلى أن هناك أسبابا أخرى لا تحب الخوض في ذكرها نظرًا لتقديرها ومحبتها لكثيرين سعوا لمشاركتها في هذا المهرجان المميز.
وتضيف، أنها بذلت قصارى جهدها لإتمام مشاركتها في المهرجان الذي كانت تنتظره بشغف وتتحمس للمشاركة به بسبب أنها لم تزر القاهرة منذ فترة كبيرة وافتقدت جمهورها وأصدقاءها هناك، مؤكدة أن قرار اعتذارها عن عدم المشاركة لم يكن سهلا عليها؛ مؤكدة تقديرها الكبير لمهرجان الموسيقى العربية ولدار الأوبرا المصرية.
ووصفت المهرجان بالمميز والفريد منذ أول انطلاقة له، مشيرة إلى أن مشاركتها في هذه الدورة لم تكن الأولى بالنسبة لها فقد غنت بالأوبرا المصرية من قبل، مستنكرة أي رأى يحيل اعتذارها لشبهة تتعلق بالسياسة من قبل إدارة المهرجان، مضيفة: «الموضوع كله انحصر في سوء تنظيم وجهل من البعض بمسيرتى الفنية»، مؤكدة أن ما حدث لا يقلل من محبتها العظيمة لمصر وشعبها وفنها العظيم الذي حملت رايته منذ بداياته الفنية، حيث تعتبر نفسها مصرية الهوى بقدر اعتزازها بوطنها لبنان.
من جهتها، قالت جيهان مرسي، مدير مهرجان الموسيقى العربية، إنها كانت تتمنى مشاركة فنانى الخليج في الدورة الــ ٢٥ من المهرجان لكن الحظ لم يحالفهم، على الرغم من وجود الموسيقار البحرينى «مبارك نجم» ضمن الـ ١٦ شخصية المكرمة، موضحة أنها كانت تنوى تكريم الفنان «حسين الجسمى» في هذه الدورة، ولكن ظروفه لم تسمح، وأنها هاتفت «عبدالله الرويشد» أيضًا، ووافق في البداية، ثم اعتذر بعدها بحجة ارتباطه بحفلات في الخارج، نافية تماما وجود أي شبهة تسييس في الأمر يتعلق بعدم مشاركة مطربى الخليج، مؤكدة أنهم من رفضوا بسبب ظروف عملهم.
