السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تجاهلتم ذبح الأوبرا وشواءها ع المكشوف؟! "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالا لما كتبته الأسبوع الماضى عن الإهانة البالغة التى حدثت لدار الأوبرا المصرية على أيدى مسئوليها، فقد تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية والرسائل، كان أطرفها تعقيب أحد كبار اللواءات والخبراء فى العلوم العسكرية والاستراتيجية ومن محبى الأوبرا ومرتاديها وبعنوان «هبرا فى الأوبرا» قائلا: «كلمة «هبرا».. تعنى التهام كم كبير من الطعام.. وتعبر عن الإنسان الجائع إلى حد الصرع.. وتطلق أيضا على الكلب المسعور عندما يهبر إنسانا.. فيقال إن الكلب «هبر فلان».. أى عضه عضة قوية غائرة.. وأخذ جزءا من لحمه.. ولكن هذا التعريف كان يجب أن يقال قبل الحديث عن الحفل الذى غلب عليه الهُبر بضم الهاء.. والذى حول المسرح المكشوف إلى مطعم هبر، وغلب عليه الطفاسة وليس الكياسة..فسمعت أنين المسرح وبكاء الكراسى لأن المسرح تعود أن يعزف عليه أجمل المقطوعات الموسيقية.. فيدندن مع الفرقة الموسيقية.. وينتشى وتحيا فيه الروح بالرغم من أنه يعانى أساسا من سوء الصيانة والنظافة.. ولكن لم يصل المسرح إطلاقا ليكون مكانا للهبرا الكبرى يا أوبرا.. فلاحظت الكراسى تشكو وتتشاكى من الجالسين عليها وخاصة بعد الانتهاء من الهبر.. أى نعم لحم الخرفان ما أجمله والضانى ما أطعمه ولكن لكل مقام مقال.. فهل وصل مقامك يا أوبرا لكى تكونى هبرا.. يا عينى عليك يا أوبرا.. ضاعت هيبتك وضاع مقامك.. وأصبح ماضيا نحلم أن يعود.. لكنّ عزاءنا الوحيد أن نقول الأوبرا تاريخ.. الأوبرا تراث.. الأوبرا مقام.. رحم الله د.رتيبة التى جعلت هى ومن سبقوها ومن معها مقام الأوبرا عاليا.. ثم تحولت لدار الهبرا-الأوبرا سابقا».. وقد تقدم أحد نواب الشعب وهو الأستاذ الفاضل طلعت خليل عضو لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان بطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزير الثقافة بشأن صور مأدبة العشاء بدار الأوبرا وتناول لحم الخراف بداخل المسرح المكشوف.. وطالب سيادته بمحاسبة كل من سمح بدخول طعام الخرفان بالكبسة إلى دار الأوبرا حسابا عسيرا مع اتخاذ الإجراءات الكافية بعدم تكرار مثل ذلك مستقبلا.. أما المحزن فهو حال الكثير من فنانى الأوبرا، فرغم ما لديهم من غصة ومرارة ومعاناة فى هذا الكيان يخشون من التعبير عن أنفسهم علانية، فأغلبهم يقدمون الدعم الخفى لما أكتبه ويحملوننى مسئولية مقاومته والتصدى له، ويمطروننى بالمعلومات المخيفة غير القابلة للنشر والتى يدعون التأكد منها ولكنهم لا يملكون توثيقها، وحين أطالبهم بتقديمها إلى الجهات الرقابية يخشون من التنكيل بهم إذا وصل الأمر إلى المسئولين.. ولكن هل قلمى يمكنه أن يقاوم وحده فى ظل صمت المتضررين وكتمهم للحق؟!.. ومع مساندة إعلامية غير مسبوقة لمسئولى دار الأوبرا وتجاهل كل ما يثار من شبهات فساد أو مشاهد تسىء لأهم هيئة ثقافية فى مصر.. وتعمد جميع برامج التوك شو على جميع القنوات عدم تناول الموضوع رغم أهميته، الكل سمع هس!!..فهل نسمع صوتا لأحدهم مدافعا عن صمته؟!.. المركز الثقافى القومى يا مثقفى الأمة يعامل كسرادق احتفالات شعبى من أجل حفنة دولارات!!.. ولم نجد وزير الثقافة ينتفض لهذه الفعلة الشنعاء أو يقف المثقفون أصحاب الصوت العالى أمام تلك المهزلة للاعتراض أو الشجب والتنديد!!.. فهل لهم مصالح أهم من الثقافة ودارها؟!.. المركز الثقافى الذى أهين لم ينحدر بين ليلة وضحاها، ولكن يوما بعد يوم وعلى مرأى ومسمع من الدولة وجميع رجالها!!.. ربما لم نعد ندرك أهمية الثقافة والتثقيف.. وربما يأسا من سلبية المثقفين وأنانيتهم.. ربما وربما.. والنتيجة هى ما رأيناه وما يتم تجاهله على الشاشات!!.. لذلك أتوجه بنداء إلى سيادة الرئيس.. لن تنهض مصر دون الاهتمام بالثقافة أولا.. فيا سيادة الرئيس سأقولها ورزقى على الله، أزمتنا فى مثقفين يسيطرون على المشهد ولا يقدمون عملا حقيقيا لهذه الدولة المنكوبة بهم.. إلى متى هذا الخلل الذى ندفع ثمنه جميعا كشعب وحكومة، يا سيادة الرئيس فى مصر مسئولون تغولوا وأصبحت أياديهم ممتدة داخل كل مؤسسات الدولة يجدون من يدعمهم ويساندهم، وتتركون المواطنين يواجهون أخطبوط الفساد فرادى أمام الإدارات القانونية، والتى عملها فقط تستيف الأوراق وإخفاء المخالفات عن الجهات الرقابية، لقد وعدتم بالقضاء على الفساد صغيره وكبيره، ولكننا ما زلنا نراه ونكتوى بناره، لأن الكثير ممن تحملوا الأمانة انحدروا بنا إلى سابع أرض نطالبكم بالإنقاذ من مرضَىْ سعار المال والسلطة، من يسيل لعابهم لرؤية الأموال فينسون القيم والمبادئ والأصول بل ينسون أنفسهم وأهمية مواقعهم ورسالتهم الحقيقة التى يتقاعسون بعمد عن أدائها.. لسنا فى زمن يسمح بالتروى والانتظار، كل دقيقة نمر بها لها ثمن فادح إذا لم تستغل، لأن الأعداء متيقظون ويعملون ويعلمون نقاط الضعف ويستغلونها.. يا سيادة الرئيس هل ترضى عن حال الثقافة المصرية وهيئاتها؟!.. هل يمكن أن ننهض ونحن مغيبون دون وعى أو ثقافة؟!.. أطالب الهيئات الرقابية ببذل المزيد من الجهد.. فإذا كان الفنانون والعاملون بدار الأوبرا قد عجزوا عن الشكوى خوفا على أرزاقهم فأناشدكم قراءة ما يكتبونه على صفحاتهم الشخصية لتروا كم الإحباط واليأس الذى انتاب الأغلبية العظمى من زهرة فنانى وشباب مصر.. وستجدون قلة هى التى تستفيد وتحتكر الخيرات والمكافآت؟!.. فيا مثقفى مصر ومسئوليها أناشدكم إعادة الهيبة والرقى إلى دار الأوبرا مرآة الرقى والجمال والإبداع.