الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صناعة المرح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتابنى سؤال من حين لآخر عن المرح.. هل هو بالفعل طبيعة داخل الإنسان، بمعنى أنه شخص مرح بطبعه أم أنها صناعة من خلال أجواء تحيط بالإنسان فتجعله يشعر بالمرح؟ وبعد بحث وتدقيق وتأمل لشعوب عدة دول توصلت إلى عدة نتائج لعلها تكون مفيدة لنا جميعًا.
هناك شخصيات طبيعتها مرحة وهى قادرة بدورها على إضفاء جو من المرح والسعادة والبسمة على المحيطين بها، وتجدها بالطبع شخصية جذابة وجميلة، لأنها تكون مصدر سعادة للكثير، ويسعون للتواجد بجوارها..عملا بالمثل القائل «من جاور السعيد يسعد». فالمرح والسعادة من الممكن بالفعل أن يصبح عدوى للمحيطين. فإذا ضحكت على فعل ما تجد المحيطين يضحكون عليه، حتى لو لم يكن هناك شيء مضحك بالفعل، وحاول أن تجربها ستجدها صحيحة مائة بالمائة، فكم من شخص يضحك بمجرد وجود جو من البهجة والسرور.. والسؤال الآن: هل من الممكن أن تصبح شخصًا مرحًا تسعد الجميع من حولك ويسعد الجميع بصحبته..هناك بعض النصائح التى ربما تصل بك للهدف والتجربة خير إثبات.
أولًا: معرفة ما الذى يضحك الآخرين؟ فما يضحكك قد لا يضحك الآخر، وذلك لاختلاف وجهات النظر من شخص لآخر، أو تصرف أحدهم بطريقة يجدها البعض حمقاء سواء كان التصرف عن عمد أم بدون قصد ما يجعل الآخرين يضحكون على تصرفاته بشدة. إذن معرفة ما الذى يضحك الآخرين سيساعدك كثيرًا لكى تصبح شخصًا مرحًا.
ثانيًا: التلاعب بالكلمات، سواء بالنكات أو كلمات عادية من الممكن عندما يقول الشخص كلمة تحمل معنى بينما يقصد بها معنى آخر.. أعرف شخصيات حصلت على مناصب لقدرتها على التلاعب بالألفاظ وخلق جو من المرح لرؤسائها.
ثالثًا: كن واثقًا بنفسك، ثق بنفسك ودع الكلمات تنساب من فمك بعفوية إن كنت تريد أن يضحك الآخرين بعفوية أيضًا.
رابعًا: لا تكن جادًا طوال الوقت، بالتأكيد الجدية مطلوبة فى العمل، ولكن بعد العمل من حقك خلق جو من المرح يخرجك من الجو المشحون، فمن الصعوبة أن ترتدى قناع الرجل المهم طوال الوقت، وتدعى أنك بذلك تحافظ على هيبتك، لأن ذلك سيظهرك شخصًا جامدًا يخاف الناس التعامل معه بل وسينفرون منه، لذلك لا بد أن تتقبل المزاح مع الآخرين وتبادلهم بعض النكات.
خامسًا: اختر الوقت المناسب، متى تتحدث ومتى تصمت أيضًا..أحيانا قد تفسد اللحظة إذا جاء الكلام فى غير وقته، فقد تؤذى مشاعر البعض دون أن تدرك ذلك، لذا اختيار التوقيت المناسب هو الأفضل.
سادسًا: لا بد أن تدرب نفسك علي التخلص من التفكير المستمر وخاصة السلبى منه.
فى النهاية نحن شعب مرح بطبعه، ولكنه يتأثر بالعوامل المحيطة وهذا أمر طبيعى وشغف الكثيرين بـ«الفيس بوك» وشبكات التواصل الاجتماعى يجعله سريع التأثر، فيقع الكثير ضحية للاكتئاب أو الملل نتيجة بعض الطاقات السلبية التى يحصل عليها أحيانا، لذا من المهم تدريب النفس على عدم التأثر بكل ما يحيط بنا أو معرفة الوقت الذى نستطيع أن نفصل فيه عن كل شىء، ونخلو مع أنفسنا كنوع من الاستجمام مع النفس، إنه فى غاية الأهمية..فقد تكون هذه النقاط بداية لصناعة المرح لنفسك.