السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القرار البطيء.. سم قاتل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى البداية نؤكد أنه لا يستطيع أحد أيًا كان وضعه سواء فى الداخل أو الخارج، أن يشكك فى قيادتنا الوطنية، وإخلاصها وتفانيها فى حب الشعب والوطن والدفاع عنهما. ونقول هذا من خلال الممارسة العملية وليس من باب الدعاية أو النفاق لها. وقيادتنا الوطنية حتى الآن لا تملك جهازا إعلاميا للدفاع عن نفسها أو مشاريعها العملاقة، أو ترد على الشائعات التى يروجها أعداؤها، مع أن أفعالها تسبق أقوالها كما أنها تتطهر بسرعة من أى منافقين أو وصوليين يتسللون إلى صفوفها أو يحسبون أنفسهم عليها. وهذا إيجابية كبيرة، فالفارق بين ما هو وطني وغير الوطنى الممارسة الفعلية وليس فيما يقوله الشخص عن نفسه أو مؤيده أو مريده.. إلخ.
ونضرب المثل بقيادتنا الوطنية التى حملت روحها على كفها فى لحظة تعرض لها الوطن والشعب لخطر التقسيم والتفتيت وبث الفوضى وخطر نشوب حرب أهلية، وتحدت الأعداء فى الداخل والخارج ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا إلا إذا كان حاقدًا أو مضللًا، وهذا التحدى كلفها الكثير والكثير وكان أمامها أن تسلك طريق السلامة وتعيش فى رغد ونعيم.
إلا أن ضميرها الوطنى رفض هذا وهب للدفاع عن الوطن والشعب وكادوا أن يفقدوا حياتهم وما زالوا عرضة للخطر.
نقول هذا لشلل النخب الذين كان همهم الأول الحصول على المكاسب والمغانم أو المحافظة على وضعهم الاجتماعى كحد أدنى وعدم المساس به من قريب أو بعيد. إلا أن قيادتنا الوطنية حللت وضعهم بشكل صحيح مما أدى إلى انقلابهم عليها وناصبوها العداء بالهجوم عليها.
كلنا نعلم تمام العلم أن جميع مشاكلنا وأزماتنا الاقتصادية من نتاج سياسات الأنظمة السابقة الفاشلة، ولا يد لقيادتنا فى حدوثها حيث آلت إليهم، كما أن العديد من المسئولين أدمنوا الحلول لتلك الأزمات والمشاكل على حساب الفئات الشعبية، رغم أن قيادتنا الوطنية ترفض هذا بل إنها نجحت فى حل عدد من هذه الأزمات مثل انقطاع التيار الكهربائي بإقامة العديد من محطات توليد الكهرباء العملاقة أو أزمة رغيف العيش.
بل قامت بتنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة التى تعد ركيزة للتنمية الشاملة سواء إقامة شبكة من الطرق والموانئ، والأنفاق العملاقة التي ستربط مدن القناة بسيناء واستصلاح المليون ونصف المليون فدان أراضي زراعية.. إلخ.
وهذه النجاحات أفزعت أعداءنا.. إلا أننا قد تلاحظ لنا البطء فى اتخاذ القرارات المهمة، مثل إصدار حركة تغيير المحافظين، فلا يعقل أبدًا أن تبقي محافظة كبيرة كالقاهرة التى تعد عاصمة لنا بدون محافظ وإدارتها بواسطة قائم بالأعمال مما أحدث شللًا كبيرًا وتخبطًا فى أعمالها!
وذات الحال بالنسبة لثانى أكبر محافظة بعد القاهرة ألا وهى الإسكندرية فقد تلاحظ لنا جميعًا أداء السيد الرئيس صلاة العيد من غير رفقة محافظ الإسكندرية، كما أنه تجول فى شوارعها أيضا بدون المحافظ مما أوحى للجميع بأنه فى طريقه للتغيير.
ورددت أجهزة الإعلام عددًا من الأسماء للمحافظين الذين سيتم تغييرهم ومع ذلك ما زالوا مستمرين مما دفع أحدهم إلى أن يردد: أنا باقٍ.
أما الحالة الثانية فهى عن تغيير بعض الوزراء الذين وردت أسماؤهم ضمن قضايا الفساد الكبرى، وتحدثت أجهزة الإعلام عنهم بشكل سافر دون نفى من الأجهزة المسئولة، ومع ذلك لم يتم تغييرها بالرغم من أننا تعرضنا لحالة سابقة، وكنا أسرع فى اتخاذ القرار وقمنا بسابقة لم تحدث من قبل، وحازت إعجاب وتقدير المواطنين وذلك بالقبض على أحد الوزراء بعد عزله وهو فى طريق عودته لمنزله.
كما أن هناك عددًا من الوزراء ارتكبوا أخطاء فاحشة فى حق المواطنين كالغش الجماعى، وما زالوا باقين والبعض الآخر ما زالوا مصرين على مخالفة قيادتنا الوطنية، بعدم تحميل فاتورة الإصلاح الاقتصادى للفئات الشعبية، مما يثير الشك والريبة فى تصرفاتهم، لأنهم يسعون بفعلهم هذا إلى فض الاصطفاف الشعبى من خلف قيادتنا الوطنية فى حربها ضد الإرهاب، وجميع المؤامرات الأخرى التى تحاك ضدنا. وقد يرى البعض أننا أصبحنا أكثر دول العالم فى التغيير الوزارى، وهذا ليس عيبًا، لأننا لم ننجح فى إقامة مجتمع الملائكة، وأمامنا بعض الوقت، والمسئول أيًا كان حجمه إذا ارتكب خطأ تجب محاسبته على الفور، ولا نترك الأمر للقيل والقال، حتى نتخلص من المسئولين الذين يرون أنهم باقون فى مناصبهم أيًا كان الخطأ الذى يرتكبونه.
أما الحالة الثالثة للبطء فى اتخاذ القرارات، هى عدم قيامنا بخلق جهاز إعلامى قوى قادر للتصدى لبث الشائعات والأكاذيب والتشكيك فى كل ما تقوم به قيادتنا الوطنية من منجزات، من أجل بث اليأس والإحباط لدى الشعب المصرى، وذلك من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والصحف التى تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وحلفاؤها من الإرهابيين والدول التى تساندهم من أجل إعادتهم مرة أخرى للحياة السياسية مثل أمريكا وتركيا وقطر، ناهيك عن أجهزتهم الإعلامية العالمية الأخرى مثل ما نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية فى الأسبوع الماضى والذى تضمن هجومًا عنيفًا على الرئيس عبدالفتاح السيسى وزملائه من القادة الوطنيين، وصوروا الأوضاع فى مصر بأنها مقبلة على الانهيار والإفلاس حتى يضمنوا عدم قدوم مستثمرين أو سياح أجانب.
مما يؤكد وجود مؤامرة علينا وهذا واضح وضوح الشمس. فلا يمكن أن نترك الأمر على ما هو عليه الآن فى مجال الإعلام.
هل يعقل أن يكون أعداؤنا أذكى منا، بالرغم من أننا فى بعض الأحيان نصمهم بالجهل والتخلف؟! فبمجرد عزل رئيسهم والقبض على قياداتهم بسبب جرائم قتل وحرق وتخريب وتمثيل بجثث القيادات الأمنية من أبناء شعبنا سارع الفارون منهم إلى إقامة المواقع الإخبارية، لبث الأخبار الكاذبة وقنواتهم الفضائية لبث الشائعات والتشكيك فى جميع المشاريع القومية التى نقوم بها، وذلك بهدف أساسى ألا وهو فض الاصطفاف الشعبى من خلف قيادتنا الوطنية، إن التأخير فى اتخاذ القرارات الحاسمة سيلحق بالوطن والشعب أفدح الأضرار المادية والأدبية التى يتعذر تدارك نتائجها، وكذلك قيادتنا الوطنية لذا وجب التنبيه.