الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

المرأة الحديدية.. هيلاري كلينتون تكلل كفاح المرأة الأمريكية بالترشح للرئاسة.. ثورة المساواة تنتصر بعد 200 عام من انطلاقها.. واقتراب سيدة من أعتاب البيت الأبيض سابقة تاريخية

هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتي اختيار الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون مرشحة رسمية عنه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تكليلا لكفاح المرأة الأمريكية على مدى 200 عام بدأت منذ خروج العاملات الثائرات إلى الشارع في ولاية ماساتشوستس عام 1820 للدفاع عن حقوقها في مجتمع متحيز للرجال وحتى الآن.

وترشح كلينتون للرئاسة عن حزب سياسي كبير، يعتبر سابقة أولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، وسواء حالفها الحظ بالوصول إلى البيت الأبيض أم لا، يظل وصول كلينتون إلى هذه المرحلة بمثابة نصر كبير للمرأة الأمريكية.
وبدأت المرأة الأمريكية قصتها مع الكفاح منذ قرنين من الزمان عندما اعترضت العاملات في مصانع القماش في أمريكا على العمل لساعات طويلة بأجور متدنية وأقل كثيرا من تلك التي يتقاضاها الرجل، فخرجن إلى الشارع في ولاية ماساتشوستس عام 1820 احتجاجا على قسوة ظروف العمل.
وكانت هذه بمثابة الخطوة الأولى لانطلاق شرارة الكفاح من أجل تحقيق المساواة واستعادة الحقوق، حيث تلاها إضراب عاملات مصنع «لوريل» للقطن عام 1834 كخطوة ثانية في مسيرة الاحتجاجات التي تبنتها النساء داخل الولايات المتحدة في سبيل تحقيق المساواة مع الرجال، والتي اعتبرها البعض بمثابة صفحة جديدة في التاريخ الأمريكي إذ ظهرت على إثرها أول جمعية نسوية في الولايات المتحدة عام 1844.
وفي القرن العشرين، ظهرت حقبة جديدة من الكفاح الحقوقي النسوي من خلال مارثا غريفيث التي حملت لواء المساواة الكاملة بين الجنسين في الحقوق للمرة الأولى، ونجحت في إدخال حظر التمييز على أساس الجنس في قانون الحقوق المدنية عام 1964.
وظلت المرأة لسنوات طويلة لاحقة، تركز على المطالبة بحقوقها في العمل من خلال المساواة في الأجور مع الرجال، وتخفيض ساعات العمل اليومي، إلا أنها ظلت بعيدة كل البعد عن الانخراط في الحياة السياسية أو المطالبة بالتمثيل في البرلمان أو الحكومة، حتى 18 أغسطس عام 1920، حيث نجحت المرأة أخيرا في الحصول على حق التصويت، بعد إضافة التعديل الدستوري التاسع عشر الذي نص على حق المرأة في التصويت.
وصوتت المرأة الأمريكية لأول مرة في العام 1920، بمشاركة ملايين النساء الأمريكيات في الانتخابات، واستغرقت ما يقرب من 100 عام من النضال خاضته حركة حق التصويت للمرأة بزعامة سوزان انتوني، وإليزابيث سانتون في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وصولا إلى الإضراب عن الطعام الذي نفذته ناشطات في الحركة مطلع التسعينيات، حتى انتهى الأمر بمنحهن المساواة وحق التصويت.
وفي الأربعينيات من القرن الماضي، ترشحت جريسي ألان كأول أمرأة لمنصب الرئيس، في مواجهة فرانكلين روزفلت لكنها خسرت الانتخابات، تلتها، مارغريت رايت، إيفلين ريد وغيرهن ممن ترشحن عن أحزاب صغيرة لا تحظى بشعبية.
ثم برزت هيلاري كلينتون لتكون أول أمرأة تترشح عن حزب كبير مثل الحزب الديمقراطي مكللة جهود سابقاتها من النساء الأمريكيات المناضلات بالنجاح، وإن كان بعد مضي قرنين من الزمان.