الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مراحل تصنيع "الإرهابي الصغير" بدءًا من الرضاع وحتى الكوكب الجامعي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخلفت معظم شعوبنا العربية عن ركب الصناعة في الاونة الاخيرة واعتمدت علي كل ما ينتجه الخواجة الا أنها تصدر كل الاسواق العربية والدولية في صناعة الارهابي الصغير ،طفل اليوم ارهابي الغد المتشبع بكل ألوان العنف وأفكار التطرف رغم أنفه ، صناعة مجتمعات تسير وفق خطط رسمت لها بيد أعدائها فاحسنت السير علي الخطوط من دون اعوجاج ومن دون تفكير ،تري ما هي مراحل تصنيع الارهابي الصغير.
مرحلة الرضاع
حيث تكون العلاقة بين الام ورضيعها علي اسوأ ما يكون عكس كل الوصايا والتعاليم ، تتعامل معظم الامهات مع الرضيع وكأنه عبد أو اسير حرب ، الضرب هو الوسيلة الاقرب بخلاف الصوت العالي والضجيج والصراخ الذي يكون هو الرد الانسب علي متطلبات البيبي الباكي حال جوعه او طلبه لتغيير الحفاض، فضلا عن الالعاب المقدمة والتي لا تناسب مرحلته العمرية كلها اسباب تغرس العنف وتدس السم في اللبن.
مرحلة الطفولة
والتي يدخل فيها الطفل العربي "جوانتانمو" المدرسة والعقاب والضرب بالعصي واسلاك الكهرباء من المعلم ، كـ وردية صباحية ، ليتم بعد ذلك تسليم لطفل لوالدية في الفترة المسائية "تسليم اهالي" ، لتبدأ الوصلة الثانية من العنف الاسري والقهر والاعتكاف علي كتب مكدسة بمناهج امية ، بلا ادني فائدة من محتواها ، بلا انشطة رياضية بلا مناهج تثقيفية بلا ملاعب بلا وسائل ترفيه يظل الطفل محاصرا بين ابليكشن وتطبيقات المحمول الاكثر حربا ودموية وبين افلام الكرتون الشريرة التي تحول لمارد لا مهمة له الا القتل والذبح .
الدراما والسينما
بطل لا يمكن انكار الدور الهدام الذي يقوم به علي مدار الـ24 ساعة ، حيث يتم ضخ افلام أكشن لا هدف من ورائها ولا مغزي من قصتها بعيده عن مبدأ الحق والخير ينتصر فيها الشر دائما ، حتي الدراما لم تعد لذلك الرجل الحكيم او ذاك الفارس الذي حرر بلاده او الداعية الذي عرف الدنيا وسطية دينه السمح وانما باتت الارض ممهدة بالورود تستقبل "الاسطورة" الذي جسد دور البلطجي علي اتم وجه ليكون هو الانموذج الاشهر الذي يعلق في اذهان الصغار والمراهقون ، مأسأة حقيقية حولت ملايين الاطفال فجأة للمثل الفاتح محمد رمضان ، فماذا ننتظر من تلك الاجيال في سن الشباب وهل حققت السينما دورها الثقافي والأدبي.
الثانوية العامة
عام كامل من الضغط النفسي يضاف لرصيد 16 عامًا من العقد النفسية ، يلجأ فيها الطلاب للمخدرات احيانا والمواقع الاباحية احيانا اخري كوسيلة للترفيه لبعض الدقائق ، الترامادول هنا له دور في غاية الخطورة في تشكيل عقل وخلايا الطلاب ممن يتناولونه بغية السهر ووصل الليل بالنهار، للوصول علي مجموع في كل الحالات لن تناسب مع تطلعاته واحلامه بمستقبل وواقع وظيفي ادمي ، ليدخل الطالب مفرمة التنسيق التي تلقي به في حفر وقوانين وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان فيتخرج طالب مقبل علي كوكب جامعي مشبع بمرض الانفصام.
المرحلة الجامعية والمحطة الخير
هرج ومرج واختلاط وشباب مدن متحضر يخالط فتيات الاقاليم كل يدلو بدلوه من اجل خلع برقع التقاليد والعادات والضغوط السابقة ، امواج تحمل كل نحو مصير مختلف حسب الجهات التي تتعهد بصيد الفرائس الاكثر ضعفا والمعدة للشواء بلا مقاومة ، اجواء سياسية مرتبكة حماس لم يجد مكانه الطبيعي قهر وشعو بالظلم مستقبل باهت الملامح وظائف لا تحقق اي وفر مادي تنتظرة وزوجه معقدة هي الاخري من مجتمع يتهجم علي انوثها علي مدار اليوم والساعه وتفاصيل حياتية مرهقه لا تدعو الا للتطرف والعنف والكره والانتقام ، حتي يصل الحال بمولد مجتمع غير سوي معد خصيصا ليقتل نفسه بنفسه